الدوري هذه السنة مختلف عن السنين الأخيرة الماضية. الدّوري حسم باكراً الموسم الحالي. لم يشعر النادي الكاتالوني بالمنافسة. فارق النقاط بين برشلونة وأقرب ملاحقيه لم ينخفض إلى أقل من 9 نقاط خلال أغلب جولات «الليغا». أضف إلى ذلك، سيلعب «البلاوغرانا» ليلة الأحد مباراته الـ 33 ضمن الجولة الـ 35 في «الليغا» ولم يتكبّد فيها النادي الكاتالوني ولو حتى هزيمة واحدة. 25 انتصاراً معها 8 تعادلات كانت هي نتائج المباريات التي خاضها برشلونة في الدوري، يحتلّ من خلالها صدارة الترتيب بـ 83 نقطة، بعيداً عن أتلتيكو مدريد الثاني بـ 11 نقطة. وفي حال تحقيق المراد في مباراة «الديبور» (فوز أو تعادل الفريق)، سيتوّج برشلونة بلقبه الثاني هذا الموسم بعد تحقيقه للقب كأس ملك إسبانيا (Copa Del Rey) بعد اكتساحه النادي الأندلسي إشبيلية بخماسية نظيفة في مباراة احتضنها ملعب أتلتيكو مدريد (واندا متروبوليتانو). ليغا تاريخيّة يعيشها برشلونة اليوم، رغم خروجه المهين من دوري الأبطال علي يد روما الإيطالي. عديد الأرقام القياسية تمّ تحطيمها خلال مسيرة الفريق للّقب. كان أوّلها وأهمّها، تحطيم الرّقم الذي كان بحوزة نادي ريال سوسييداد بعدد المباريات المتتالية دون هزيمة في «الليغا»، إذ كان الرقم السابق 38 مباراة، وحطّم النادي الكاتالوني الرّقم ومستمرّ في كتابة تاريخ جديد من خلال استمراره في سلسلة يبدو أنها لن تنقطع مع نهاية الدوري.
عندما نذكر نجاحات برشلونة، هناك سبب أساسي في استمرار الفريق على تقديم أفضل ما لديه وتحقيق اللّقب بصورة استثنائية. ليو ميسي بطبيعة الحال. إنها ليغا خاصّة به، ولا نبالغ هنا. لا ينفك عن تقديم اللمحات الجميلة من أهداف ومراوغات وصناعة للفرص في كل مباراة يخوضها النادي. ويحتّل ميسّي اليوم صدارة هدّافي الليغا «البيتشيشي» بـ 29 هدفاً. لاعب يقوم بعديد الأدوار على أرضيّة الملعب، ليس مسجّلاً للأهداف، بل صانعاً لها، بـ 12 تمريرة حاسمة في «الليغا» يتصدّر بها أيضاً «البرغوث الأرجنتيني» صدارة أكثر اللاعبين أصحاب تمريرات حاسمة (Assists).
بعد كل شيء، لا يمكن تخيّل برشلونة من دون ميسي. فبمجرّد التفكير بالأمر، تحضر في العقل صورة لبرشلونة المنهزم، المنكسر والسيّئ. وعلى الرّغم من أهميّة الأرجنتيني النفسية والمعنوية والفنية بالنسبة إلى النادي الكاتالوني، إلا أنه، وانطلاقاً من مبدأ «إعطاء كل ذي حق حقه»، لا يمكن للمتابعين إنكار ما قدّمه الحارس الألماني تير شتيغين من أداء مميّز ليصبح اسمه من بين أفضل ثلاثة حرّاس في العالم حالياً، إلى جانب كل من دخيا وأليسون وآخرين. 18 «كلين شيت» حتى الآن بالنسبة الى العملاق الألماني. حارس مثالي بالنسبة إلى برشلونة، فمع وصولنا إلى الجولة الرقم 34 في الدوري، لدى مارك أندريه (شارك أساسياً في جميع المباريات في الليغا) نسبة تمريرات صحيحة وصلت إلى 80%.
مع تراجع مستواه منذ إعلان اهتمام مانشستر يونايتد به، إلا أن المدافع الفرنسي سوامويل أومتيتي، يعدّ من بين الأعمدة الثلاثة المؤثرة في أداء برشلونة الموسم الحالي في «الليغا». صلب وليس من السهل المرور عنه في المواجهات الثنائية. ارتقاء عالٍ في الرّأسيات، كلّها صفات يتمتّع بها الديك الفرنسي، يعتبر أومتيتي من اللاعبين الذين لا يمكن للنادي أن يستغني عنهم، فدوره وفعاليته على أرضيّة الملعب لا يمكن تعويضها بدكّة تجد من يجلس عليها كل من فرمايلن ولوكاس دين. كل هؤلاء، سيرتاحون في الجولات المتبقية، وسيفكرون بالمونديال. برشلونة حسم الأمر باكراً.
مباراة اللقب ستكون تاريخية، لأنه لقب بدون خسارة، يتصدّره ميسي بالأهداف وبصناعتها (حتى الآن). لقب تدين به الجماهير الكاتالونية للميستر فالفردي «المحنّك محلّياً»، بعد إخفاقه الكبير في دوري الأبطال.