القصة بدأت في كلية «سبرينغ فيلد» في ولاية ماساتشوستس في الولايات المتحدة الأميركية، حين قرر الكندي د. جيمس ناي سميث، مدرب التربية البدنية أن يخترع لعبة جديدة تحافظ على رشاقة ولياقة طلابه ويمكن أن تلعب صيفاً وشتاءً. سلة خوخ ذات فتحةٍ من جهة واحدة ثبتت على ارتفاع 3 أمتار، ولكن المشكلة كانت أنه عند تسجيل كل نقطة يتعيَّن جلب الكرة «البنيّة» من السلة المغلقة، فقام بثقبها من الجهة السفلية أيضاً. لكن الرجل الذي استوحى اللّعبة من لعبة «داك أون أي روك» (Duck on A Rock)، لم يكن يعرف بأنها ستصبح بكُرتِها البرتقالية واحدةً من أكثر الرياضات شهرةً في العالم. اليوم، تنطلق مباريات الأدوار الاقصائية «البلاي أوف» في الدوري الأشهر لكرة السلة في العالم: الـ«ن بي أي». 16 فريقاً من المنطقتين الشرقية والغربية يتنافسون.لا شك في أن ليبرون جيمس هو واحد من الأفضل في تاريخ اللّعبة. لكن الموسم الحالي حمل الكثير من المفاجأت أولها «صاحب اللحية». جايمس هاردن وزملاؤه في هيوستن روكتس اللّذان تفوقوا على الجميع في المنطقة الغربية. 65 انتصاراً في 82 مباراة وأطول سلسلة انتصارات (17 فوزاً توالياً). أرقام تاريخية حققها الفريق هذا الموسم بحثاً عن اللّقب الثالث بعد 1994 و1995. السرّ في قوة روكتس الثلاثي الذي يملكه الفريق. خبرة كريس بول والروح الشابة لكلينت كابيلا صاحب أعلى معدل متابعات، و«صاروخ هيوستن» هاردن، صاحب أفضل معدل تهديفي. الكلمات سريعاً ما تنفذ عند محاولة وصف هاردن. ذلك لأنه نادراً ما يفشل في تقديم أفضل ما لديه هذا الموسم، وقدرته على الوصول إلى خط الرمية الحرة لا يعلى عليها. وإذا لم يفز فريقه باللّقب هذا الموسم فستكون تلك أبرز المفاجآت.
تألق ليبرون جيمس محطماً الأرقام كالمعتاد إلّا أن كليفلاند حلّ الرابع في المنطقة الشرقية


نبقى في المنطقة الغربية. تراجع حامل اللّقب غولدن ستيت في شكل مفاجئ وحلّ ثانياً. السبب في هذا التراجع لا يحتاج إلى الكثير من التحليل ففي كرة السلة دائماً هناك من يحمل الفريق على كتفيه على رغم أنها لعبة جماعيّة. لكن إصابة ستيفين كوري الذي كلّما تراجعت أرقامه تراجع الفريق. في موسم 2015 فاز الفريق باللّقب، يومها كان معدل التسجيل لكوري مرتفعاً (30.1 سلة في المباراة) الموسم الذي تلاه حلّ الفريق وصيفاً، والسبب كان تراجع كوري وكيفن دورانت الذي لا يقدم موسماً جيداً هو الآخر. 10 هزائم في 17 مباراة الأخيرة وأختتم ووريورز الموسم بخسارة «مذلة» بنتيجة 119-79 على يد يوتا جاز. كتيبة المدرب تيري ستوتس بورتلاند تريل بلايزرز حلّت ثالثة في المجموعة نفسها، فريق شابٌ وطموح قدّم كرة جماعية مع تألق نجمه داميان ليليارد بسجل جيد (26.9 سلة في المباراة). رقمٌ كان قريباً جداً من «الملك» ليبرون.

يبدو أن بطولة هذا الموسم تتجه لتسجيل اسم جديد في سجل الأبطال(أ ف ب )

نتجه شرقاً البداية دائماً بـ «الملك» ليبرون جيمس. تألق محطماً الأرقام كما هو المعتاد، إلّا أن كليفلاند حلّ الرابع في المنطقة الشرقية، والفريق ليس بفاعليّة المواسم السابقة، إذ حقق 50 انتصاراً فقط في 82 مباراة. ضمُ الرباعي الجديد جورج هيل ورودني هود وجوردان كلاركسون ولاري نانس ضمن عملية «إعادة هيكلة» والتخلي عن ستة لاعبين آخرين، خطوة «مجنونة» ينظر إليها على نطاقٍ واسعٍ أنها تعزيزٌ لسطوة جيمس على فريق بداياته. وتخلى كليفلاند عن إيزايا توماس وتشانينج فراي لمصلحة لوس أنجليس ليكرز مقابل الحصول على كلاركسون ونانس، وأعاد دواين وايد إلى ميامي هيت، وجلب هود (يوتا جاز) وهيل (ساكرامنتو كينغز). المشكلة هي التغيرات فلا يمكن تبديل كل هذا الكم من اللاعبين في موسم واحد والبحث عن اللّقب. السبب خلف تأهل كليفلاند كافاليرز «ميسي» كرة السلة الأميركية: «الرقم 23» ليبرون. تألق بوسطن سيلتكس وفيلادلفيا سيكسرز جاء نتيجة تراجع كليفلاند. فالأول غائب عن التتويج منذ 10 سنوات لكنه حلّ ثانياً ومعدلات لاعبيه ليست مرتفعة مقارنة بأرقام لاعبين آخرين. كيري أيرفينغ أفضل صانع في الفريق بمعدل (5.1 سلة في المباراة). جول إمبيد (24 سنة) في موسمه الثاني في الـ «أن بي أي» وبين سيمون (22 سنة) موسمه الأول، لاعبان شابان في تشكيلة السيكسرز الذي جاء ثالثاً في الترتيب يبشران بمستقبلٍ سيكون حافلاً.
الأول بلغ معدله التهديفي 22.9 سلة في المباراة و 11 متابعة، أما سيمون فسجل 8.2 كأفضل صانع في الفريق. تورنتو رابتورز تصدر المجموعة الغربية، على الصعيد الفردي أرقام متواضعة للاعبيه لكن على الصعيد الجماعي الفريق هو الأفضل إذ سجل 59 انتصاراً وخسر في 23.
يبدو أن بطولة هذا الموسم تتجه لتسجيل اسم جديد في سجل الأبطال بعد أن تناوبت 7 فرقٍ عليه في الموسم الأخير. هيوستن روكتس أبرز المرشحين لنيل لقب هذا العام. ومثلما يدل اسمه يسير كالصاروخ إلى اللقب.


رقم قياسي من الأجانب
62 لاعباً أجنبياً من 33 دولة مختلفة هو رقم قياسي سيكون حاضراً في المباريات الإقصائية «البلاي أوف» هذا العام. وفي إعلان لرابطة الأندية جاء أن الـ16 فريقاً المشاركة في الأدوار النهائية تضم في صفوفها على الأقل لاعباً أجنبياً. ويعتبر فريقا يوتا جاز وفيلادلفيا سفنتي سيكسرز الأكثر تمثيلاً للأجانب (7 لكل منهما) مقابل ستة لاعبين في صفوف أندية بوسطن سلتيكس، تورونتو رابتورز، وسان أنتونيو سبيرز. أما الرقم القياسي السابق فكان 60 لاعباً، خاضوا أدوار البلاي أوف عام 2007.

أندريه إنغرام يحقق حلمه
أصبح أندريه إنغرام (32 سنة) حديث الجميع في أميركا. فبعد أن خاض معظم مسيرته في دوري الرديف، انتقل إلى لوس أنجليس ليكرز قبل نهاية الموسم بمباراتين. وفي مباراة هيوستن روكتس التي خسرها ليكرز (105- 99) كان إنغرام نجم السهرة وخطف الأضواء من كريس بول وجيمس هاردن. إنغرام الذي غزا الشيب شعره، لعب بروح شابة وباندفاع المحترفين خلال 29 دقيقة لعبها فقط. واستحق هذه المكانة إذ سجل أرقاماً رائعة منهياً المباراة بـ19 نقطة و3 متابعات وتمريرة حاسمة وسرقة وحيدة للكرة و3 اعتراضات. ولاقت مشاركة انغرام التاريخية ردود أفعالٍ واسعة لدى عشاق كرة السلة وانهال الجميع عليه بالمديح.