يرفض المقاتل الإيرلندي أن يكون شخصية يجب أن يتطلّع إليها الشباب
يبدأ الوثائقي في المستشفى، عندما يعترف الإيرلندي الذي كان على وشك التقاعد بخوفه من فكرة الابتعاد عن القفص ـ الحلبة. إذاً، تبدأ السلسلة من النهاية، مع كسر ساقه أمام بوارييه عام 2021، الفكرة التي ستضع أساسات الموضوع الذي سيهيمن على السرد: الألم، الفشل، النهوض ورفض الاستسلام. سنرى ماكغريغور يتدرّب بعنف، يقاتل ويخسر حلقةً تلو أخرى. يتحدث عن ذاته، عن ألمه، وبدايته في الحي الإيرلندي الفقير الذي خرج منه. سنراه مع عائلته وزوجته وأولاده، كما سنسمعه يقول بأنه لا يعتبر نفسه أبداً شخصية يجب أن يتطلّع إليها الشباب، أو أن تكون قدوةً لأحد: «أحب مَن يشجعني ويلهمني، لكنني أخشى أيضاً أن أكون نموذجاً يُحتذى به. لا أعتقد أنّني هذا النوع من الأشخاص» يقول ماكغريغور. إذاً، قدم مكسورة ورحلة على وشك النهاية، وفي الخلفية الروح الإيرلندية التي تأبى الاستسلام. لا لأنصاف الحلول هنا، لا شرّ ولا خير، فقط ماكغريغور يلعب وفق قواعده الخاصة، وعندما يسقط، ينهض ويمضي قدماً.
حاول الوثائقي بجهد كبير أن يقدّم صورةً حميميةً لماكغريغور، ولكن صورة «السيّئ السمعة» التي بناها منذ أن بدأ بالقتال، هي التي تهيمن على كل شيء. يفشل الوثائقي في تقديم الصورة الشخصية لهذا البطل، وإن فعل فهو يفعلها بالقطارة. سيتوجب علينا رؤيته مع عائلته وأولاده بسرعة قبل أن يقضي علينا بيده اليسرى الحديدية. في هذه اللحظات فقط، سنرى الوجه المجهول للمقاتل، ولو لفترة وجيزة. سنراه ربّ الأسرة والرجل الذي يسعد بأداء الخدمات الاجتماعية. ولكن هذه اللحظات تضيع في ضجيج ماضيه وحاضره ومستقبله.
يتقدّم العرض بذكاء، لا يجعلنا نملّ مما نشاهده. ننغمس في عالم «الرجل الوحشي» من دون معرفة الكثير عنه. يتألق الوثائقي في اللحظات الدرامية والإشكاليّة والمؤلمة، ولكنه لا يقدم شيئاً جديداً. ما شاهدناه موجود سابقاً على اليوتيوب أو في الوثائقيات الأخرى. ولكن لا يمكن ألا نبتسم عندما نشاهد ماكغريغور، ونقبل أي شيء طالما هو موجود على الشاشة. صحيح أنّ «ماكغريغور إلى الأبد» مكرَّر، إلا أنه جعلنا نحبّ ماكغريغور أكثر، ونسعد عندما نراه يتمرّن وهو جريح. نحزن لخسارته ونتمنى أن نراه مرة أخرى داخل المثمن. أمنية ستتحقق لأنّ ماكغريغور عائد في أواخر هذه السنة!
McGregor Forever
على نتفليكس