تندرج صناعة المحتوى والترفيه ضمن إطار المهن المتقلّبة غير المستدامة. عُرفٌ شائع دفع العديد من الفنانين إلى وضع مدّخراتهم في استثمارات مختلفة، يتعلّق بعضها بكرة القدم، لضمان تدفق العائدات مستقبلاً. يُعد الاستثمار في الأندية الرياضية مشروعاً طويل الأجل، بحيث قد يستغرق الأمر سنوات عديدة لتحصيل العوائد. وبخلاف مشاريع أخرى، يتميّز ملّاك أندية كرة القدم بحصولهم الضمني على استراتيجية تسويق جيدة كونها اللعبة الشعبية الأولى عالمياً، ما يحفّز الفنّانين على اتخاذ هذه الخطوة. هكذا، نال عدد من الممثلين اللامعين حصة الأسد في الاستثمارات الكروية أخيراً، إن كان عبر حصولهم على جزء من أسهم نادي ما، أو الانفراد بحصة الأغلبية من الملكية كما حصل في نادي ريكسهام الإنكليزي.
يُعتبر ريكسهام أقدم نادٍ ويلزي على الإطلاق، وواحداً من أعرق أندية كرة القدم في العالم، إثر تأسيسه عام 1864. ومنذ هبوطه في عام 2008، واجه الفريق العديد من الأزمات المالية التي حالت دون عودته إلى الواجهة من جديد، إلى أن استحوذ عليه الممثل الكندي رايان رينولدز والممثل الأميركي روب ماكلهيني في تشرين الثاني 2020. أشار ممثلا هوليوود حينها بأن الهدف وراء عملية الاستحواذ يكمن في تنمية الفريق وإعادته إلى الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم «بريميرليغ»، وهو ما قد يحدث تدريجاً خلال المواسم المقبلة نظراً إلى المؤشرات الإيجابية.
بدأ مسلسل العودة قبل أسبوع، عندما صعد ريكسهام إلى دوري الدرجة الرابعة بعد غياب لمدة 15 عاماً، بفوزه على بوريهام وود بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد. انتصار ضمن لريكسهام التتويج بلقب دوري الدرجة الخامسة بعدما رفع رصيده إلى 110 نقاط مقابل 106 نقاط لفريق نوتس كاونتي، وسط اجتياح آلاف الجماهير أرض الملعب بعد انتهاء المباراة احتفالاً بالصعود.
النجاح النوعي للفريق خلال فترةٍ قصيرة يؤشر إلى نجاح الاستثمار على المدى البعيد، مع الاستفادة من الملكية بسبلٍ إضافية أيضاً. سبق وأن أعلن الممثلان في بث عبر شبكة الإنترنت اعتزامهما إنشاء فيلم وثائقي عن الفريق على غرار سلسلة «HBO›s NFL Hard Knocks»، أو سلسلة «Amazon» الأخيرة التي وثّقت أحداثاً لافتة لعدد من فرق كرة القدم الإنكليزية، وهو ما تحقق بإطلاق الموسم الأول من مسلسل «Welcome to Wrexham». يتابع العرض التلفزيوني خبايا عملية الاستحواذ على فريق ريكسهام بعد شرائه من قبل نجمي هوليوود، ويتضمّن الموسم الأول من العرض تفاصيل انتقال الملكية والصعوبات المستجدّة إضافةً إلى الطريق نحو الترقية.

توجّه لافت
لا تنحصر استثمارات الفنانين الكروية بما قام به رايان رينولدز وروب ماكلهيني، إذ سبق وأن قام العديد من الممثلين بخطواتٍ مشابهة. يمتلك الممثل الأميركي ماثيو ماكونهي جزءاً من نادي أوستن إف سي الأميركي منذ عام 2019، كما يعد الممثل الأميركي مايكل بي جوردان مساهماً في نادي بورنموث الإنكليزي، ويحوز ويل فيريل أسهماً في نادي لوس أنجليس إف سي الأميركي.
من جهتهن، تمتلك الممثلات جزءاً كبيراً من الاستثمارات الكروية أيضاً. في هذا الإطار، تبرز الممثلة ناتالي بورتمان عبر وضعها الأسس لفريق أنجيل سيتي إف سي للسيدات الناشط في دوري كرة القدم الأميركي. سبق وأن أعلنت بورتمان عن حماسها لتعزيز الوعي حول لعبة السيدات داخل الولايات المتحدة، وإلهام الفتيات الصغيرات لممارسة كرة القدم كرياضة. هدفٌ سارت نحوه نجمتا هوليوود كيت أبتون وإيفا لونجوريا، الشريكتان في ملكية النادي «الجار» نيكاكسا لكرة القدم المكسيكي. وتمتلك الممثلة الأميركية ميندي كالينغ حصصاً رئيسية في نادي سوانزي الإنكليزي، كما تحوز الممثلة الأميركية ريس ويذرسبون جزءاً من ملكية فريق ناشفيل الأميركي...