أنهت الصين استعدداتها لانطلاق فعاليات المونديال الشتوي 2022 يوم غدٍ الجمعة. العاصمة بكين تحتضن «العرس الرياضي»، وباتت المدينة الأولى في التاريخ التي تستضيف دورة الألعاب الأولمبية الصيفية (2008) والشتوية معاً. وتستمر هذه الألعاب من 4 إلى 20 شباط الجاري، على أن تُمنح مع نهايتها 109 ألقاب أولمبية في 15 مسابقة تجمع قرابة 3000 رياضي ورياضية. وتنظم المسابقات حول ثلاث مدن رئيسية، فتستقبل العاصمة بكين الرياضات الجليدية والتي ستُقام بشكل أساسي في مواقع أعيد صيانتها بعدما سبق لها أن استضافت فعاليات أولمبياد 2008 الصيفي، ومسابقات القفز على الثلج المقامة على منصة يبلغ ارتفاعها 60 متراً على أنقاض مصنع فولاذي قديم. أما المحطة الثانية وهي بلدة تشانغجياكو الصغيرة، التي تبعد 180 كيلومتراً شمال غرب بكين، فتستضيف مسابقات التزلّج الألبي والبياتلون (تتضمن الرماية وتزلج المسافات الطويلة) وألواح التزلج والتزلج الحر، باستثناء القفز على الثلج. وأخيراً منطقة يانكينغ الريفية والجبلية على بُعد 75 كيلومتراً شمال غرب بكين، ستكون مسرحاً لمسابقات التزلّج الألبي والزحافات الظهرية (لوج) والصدرية (سكيليتون) والزلّاجات (بوبسليه).
(أ ف ب )

وتستقطب منافسات التزلّج الألبي اهتمام عشاق الألعاب الشتوية، إضافةً إلى مسابقات التّزحلق الفني الجليد. وتَعِد مسابقات التزلج الحر وألواح التزلج بالكثير من الإثارة مع مشاركة الأسطورة الأميركي شون وايت (35 عاماً) في خامس دورة أولمبية في مسيرة حافلة، توّج خلالها بالذهب ثلات مرات.
وخلال الفترة التحضيرية حدثت الكثير من الخلافات بين الصين والدول الغربية، نتيجة سعي الولايات المتحدة الأميركية للتصويب على الصين، بهدف إفشال دورة الألعاب الأولمبية، ولكنها في النهاية فشلت. وقررت واشنطن مقاطعة الألعاب ديبلوماسياً، وضغط على كلّ بريطانيا وكندا وأستراليا لتحذو حذوها، تحت ذريعة قيام الصين «بانتهاكات لحقوق الإنسان، ولا سيّما في المنطقة ذات الأغلبية المسلمة في شينجيانغ وقمع المعارضة في هونغ كونغ». وهذا الأمر نفته الصين في أكثر من مرة، كما دعت إلى عدم استعمال الضغط السياسي من أجل التأثير على فعالية رياضية تعتبر من الأهم في العالم.
فشلت الولايات المتحدة الأمريكية بإفشال دورة الألعاب الشتوية من بوّابة الضغط السياسي


ومن جهة ثانية تعيش الصين خلال الألعاب هاجس تفشي فيروس كورونا بين السكان، وأقام منظّمو الألعاب فقاعات صحية «صارمة للغاية» عن طريق إنشاء طوق حقيقي. وتفرض الإجراءات الصارمة المتّبعة عدم إمكانية الزائرين دخول أو مغادرة الفقاعة الأولمبية، والتي تحتوي على أماكن الإقامة ونظام النقل ومواقع المسابقات، إضافة إلى الفنادق المحصّنة والمنشآت التي ستستقبل المنافسات، والاختبارات اليومية لمكافحة «كوفيد-19» لنحو 60 ألف شخص يعيشون في الفقاعة، والارتداء الإجباري للأقنعة، واستخدام الروبوتات لتقديم القهوة والمشروبات والوجبات في بعض مؤسسات تقديم الطعام.

(أ ف ب )

وتُضاف إلى كل هذه المخاوف، مسألة الحفاظ على البيئة، حيث عمد المنظّمون إلى التعويض عن غياب الثلوج على قمم جبال تشانغجياكو ويانكينغ بأطنان من الثلوج الاصطناعية التي وضعت على المسارات المرسومة في وسط المناظر الطبيعية، في حين ستساهم درجات الحرارة المنخفضة بأجواء باردة خلال الألعاب حيث من المتوقع أن تصل إلى 15 درجة مئوية تحت الصفر في الجبال.
ومن المتوقّع أن تلاقي الألعاب الأولمبية في بكين نجاحاً رياضياً بعد أربعة أعوام من أولمبياد بيونغ تشانغ في كوريا الجنوبية، خاصة أنه بخلاف أولمبياد طوكيو الصيفي العام الماضي، ستكون المنشآت مشرّعة أمام الجماهير مع ملء ما بين 30 إلى 50 في المئة من سعة المدرجات من قبل الضيوف المحليّين.
والجدير ذكره أنّ دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي استضافتها بكين عام 2008 كانت من الأنجح في التاريخ، نتيجة التنظيم الرائع حينها، إضافة إلى استخدام تقنيات تعتبر حتى الآن من الأهم والأكثر تطوراً في تاريخ الألعاب الأولمبية.

(أ ف ب )


(أ ف ب )