لا يتوقّف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن إثارة الجدل بتصرفاته التي لا تبتعد عن الجنون. ترامب الذي أجاد الاستعراض أمام عدسات الكاميرات في المؤتمرات الصحفية كما الزيارات الرسمية، يتجّه هذه المرة للعب دورٍ جديد أمام ملايين الأشخاص، من خلال تعليقه على مباريات للملاكمة مساء يوم غدٍ السبت.وأعلنت شركة «فايت» الأميركية للبثّ التلفزيوني أنّ الرئيس الأميركي سيعلّق مساء السبت في فلوريدا على سلسلة مباريات في الملاكمة، ستشهد إحداها عودة بطل العالم السابق للوزن الثقيل إيفاندر هوليفيلد إلى الحلبة حيث سيواجه النجم البرازيلي في الفنون القتالية المختلطة فيتور بلفور.
وقالت الشركة التي ستبثّ هذه الأمسية إنّ الرئيس السابق «سيعلّق مباشرة على الهواء» ومن دون أيّ مونتاج على النزالات الأربعة التي ستجري في فندق وكازينو «هارد روك» هوليوود الواقع شمال ميامي. وستبثّ الأمسية القتالية عبر خدمة تعتمد نظام الدفع مقابل المشاهدة (49.99 دولاراً)، وستكون متاحة أيضاً على موقع «تريللر» لمشاركة الفيديو وكذلك على قناة «إتش بي أو».
وعن مباراة هوليفيلد وبلفور قال ترامب: «أحبّ المقاتلين العظماء والمعارك الكبيرة، وأتطلّع لرؤية كلّ منهما مساء السبت ومشاركة أفكاري في الصف الأول في الحلبة». ووفقاً لشبكة «إي إس بي إن» الرياضية فإنّ الابن الأكبر لترامب دونالد جونيور سينضم إلى والده في التعليق على المباريات.
دائماً ما يستعمل الرئيس الأميركي السّابق «الاستعراض الإعلامي» من أجل إبراز نفسه، حتى ولو كان الأمر بطريقة سلبية، فالمهم بالنسبة للرجل المهووس بالشهرة أن يكون محط اهتمام المغرّدين على وسائل التواصل الاجتماعي، كما البرامج التلفزيونية في مختلف دول العالم.
ومن بين أبرز الأمور إثارةً للجدل التي قام بها ترامب، كانت زيارته لحلبة المصارعة في بطولة «المصارعة العالمية الترفيهية» ومشاركته في بعض المباريات خلال البث المباشر على شاشات التلفزة، والتي كانت تنتهي في بعض الأحيان بسقوطه على حلبة المصارعة، بعد تعرضه للضرب من قبل بعض المصارعين الاستعراضيين.
ويُضاف إلى هذا الأمر دفع رجل الأعمال الأميركي والرئيس السابق لمئات ملايين الدولارات منذ ثمانينيات القرن الماضي من أجل أن يشارك بأدوار ثانوية في بعض المسلسلات المشهورة، أو الأفلام، وكل ذلك بهدف الظهور أمام الناس وترك انطباع لديهم، دون إغفال أنّ هذا الأمر ساعده لاحقاً عندما قرّر الدّخول في عالم السياسة، إذ إنه كان معروفاً لدى شريحةٍ ليست بالقليلة من الأميركيين.
والجدير بالذكر أن معظم المنتجين الذين ساعدوا ترامب في البداية على الظهور في بعض مقاطع المسلسلات أو الأفلام، أعربوا ــ بعد وصوله إلى الرئاسة ــ عن ندمهم على هذه المساعدة بسبب مواقفه العنصرية وغروره، مؤكدين أن هذه المشاركات كان هدفها «تلميع صورته» والتغطية على فشله الكبير في عالم المال والأعمال بحسب ما جاء على لسان المنتج السابق لبرنامج «ذا ابرنتس» الذي قدم ترامب كرجل أعمال ناجح يعطي نصائح للجمهور، خاصة الشباب.
هي محاولة جديدة من الرئيس السابق للولايات المتحدة من أجل تقديم نفسه بقالبٍ جديد، ولما لا، استغلال هذه المنصة للتأثير على الشباب ومحاولة العودة إلى السّباق الانتخابي من جديد. ولكن على الرغم من كل هذا الجهد الذي يبذله يخرج دائماً من يرفض هذا «الاستغلال» من قِبل الرئيس الأميركي، وعلى رأس هؤلاء لاعبي كرة السلة في الدوري الأميركي للمحترفين. ففي وقتٍ سابق، وفي أكثر من مناسبة رفض لاعبون من الأبرز في أميركا والعالم، على رأسهم نجم لوس أنجلوس لايكرز ليبرون جيمس ولاعبي غولدن ستايت، مقابلة ترامب عندما كان على رأس البيت الأبيض، وذلك رفضاً لمواقفه السياسية ولعنصريته اتجاه الآخرين، ولكي لا يستفيد من صورتهم لتلميع صورته. وقال جيمس في إحدى المناسبات: «أعتقد أن رئيسنا يحاول التفريق في ما بيننا (الشعب الأميركي) هو استخدم الرياضة لتفريقنا وهذا أمر لا يمكنني فهمه، لأنني أعرف أن الرياضة كانت المرة الأولى التي تواجدت فيها مع البيض».