في الوقت الذي رفض فيه لاعبا الجودو الجزائري فتحي نورين والسوداني محمد عبداللطيف مواجهة لاعبين إسرائيليين في أولمبياد طوكيو، تابع وزير الرياضة السعودي، عبد العزيز بن تركي الفيصل، تمرين لاعبة الجودو السعودية، تهاني القحطاني، المشارِكة في الأولمبياد والتي سمحت لها السلطات السعودية بمنافسة اللاعبة الإسرائيلية، راز هيرشكو، في مبارة تجري يوم الجمعة المقبل.
وقد برّرت السلطات السعودية سماحها لقحطاني بمواجهة اللاعبة الإسرائيلية لتجنيب «النجمة السعودية واتحاد الجودو أي عقوبات أولمبية دولية قد تفرضها اللجنة الأولمبية الدولية»، بحسب صحيفة شرق الأوسط السعودية.

وكان لاعب الجودو الجزائري نورين، الذي أوقعته القرعة في أول نزال له ضد اللاعب الإسرائيلي توهار بوتبول، قد رفض مواجهة خصمه «نصرة للمسجد الأقصى والقضية الفلسطينية»، كما قال. وقد عاقب الاتحاد الدولي للجودو اللاعب ومدربه عمار بن خليف، إلا أن نورين أكد أن «الرسالة والهدف الذي يحمله قراره أهم له من أي شيء على الرغم من أن خسارته فادحة لضياع سنوات من التدريب»، معتبراً أن «الرسالة التي أراد إيصالها إلى العالم هي أن القضية الفلسطينية قضية عادلة والكيان الصهيوني كيان محتل».

وأضاف نورين أنه على الرغم من أن حكاماً لدول عربية وإسلامية اختاروا التطبيع مع إسرائيل إلا أن الشعوب على عكس حكامها ترفض هذا «الكيان المغتصب». وهذه لم تكن المرة الأولى التي ينسحب فيها نورين من بطولة لتفادي مواجهة لاعب إسرائيلي إذ سبق أن فعل ذلك ببطولة 2019 في طوكيو. في السياق نفسه، أعلن لاعب الجودو السوداني محمد عبد اللطيف، رفضه خوض المباراة أمام لاعب إسرائيلي في أولمبياد طوكيو 2020 حيث لم يحضر إلى المباراة، ليضحي بمشاركته في الأولمبياد.

من جهتها، اعتبرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أن ظاهرة مقاطعة اللاعبين العرب، ورفضهم مواجهة لاعبين إسرائيليين في أولمبياد طوكيو 2020، مؤشرٌ على إفلاس التطبيع مع الدول العربية، معتبرة أن «اللاعبين العرب بتكرار مثل هذه الأمور يجعلون منا أضحوكة».

ورأت الصحيفة أن «نورين رفع درجة مقاطعة اللاعبين الإسرائيليين درجة، وأعلن على الملأ أنه لن يتنافس في طوكيو، وقال في مقابلة تلفزيونية: لا أريد ليَديّ أن تتّسخا». كما لخّص مدربه عمار بن خليف الأمر ببساطة: لم يكن لنا حظ في القرعة، فحصلنا على خصم إسرائيلي فاضطررنا إلى الانسحاب».

ولفتت الصحيفة أيضاً إلى انسحاب لاعب الجودو السوداني محمد عبد اللطيف، ورفضه مقابلة اللاعب الإسرائيلي. ورأت في خطوة اللاعب السوداني «إفلاساً» في التطبيع مع السودان، مؤكدة أن «كل علاقات التطبيع الباردة هذه سبق أن أثبتت في الماضي أنها لا يمكنها أن تغيّر الواقع، مثلما في حالة الرياضي المصري إسلام الشهابي، الذي رفض مصافحة أور ساساون الإسرائيلي في أولمبياد ريو 2016 في البرازيل».

كما أشارت إلى أنه «يوجد كل أنواع الاتفاقات والبنود الرئيسة والفرعية، والحبر الذي ينتهي في الطابعة من كثرة النسخ، أما على الأرض، على المنصة الأبرز التي يمكن أن تُفحص فيها العلاقات الإنسانية، فيثبت الرياضيون من هذه الدول العربية أن إسرائيل من ناحيتهم ليست موجودة».


اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا