عانى الصربي نوفاك ديوكوفيتش الأمرّين واحتاج إلى خمس مجموعات في نهائي بطولة أستراليا المفتوحة لكرة المضرب، أولى البطولات الأربع الكبرى في الغراند سلام، ليفوز على النمسوي دومينيك تييم 6-4 و4-6 و6-2 و6-3 و6-4 محرزاً لقبه الثامن في البطولة (رقم قياسي) والسابع عشر الكبير في مسيرته.وضرب ديوكوفيتش (32 عاماً) عصفورين بحجر واحد لأنه سيستعيد أيضاً المركز الأول في التصنيف العالمي على حساب الإسباني رافايل نادال الذي خرج من الدور ربع النهائي في هذه البطولة على يد تييم بالذات. وبإحرازه لقبه الكبير السابع عشر نجح الصربي في تضييق الخناق على نادال (19 لقباً) والسويسري روجيه فيدرر حامل الرقم القياسي (20 لقباً)، علماً بأنه أقصى الأخير بثلاث مجموعات نظيفة في نصف النهائي في ظلّ معاناة فيدرر من آلام في الفخذ والظهر. كما بات نوفاك ثالث لاعب في التاريخ يحقّق أقله ثمانية ألقاب في بطولة كبرى واحدة بعد نادال (12 في رولان غاروس) وفيدرر (8 في ويمبلدون). وللمفارقة فإنّ ديوكوفيتش حسم المباريات النهائية الثماني التي خاضها في ملبورن.
وقال ديوكوفيتش الذي رفع اللقب العام الماضي أيضاً بفوزه على نادال بعد تتويجه: «إنها بلا شك البطولة المفضّلة لديّ وأنا سعيد لأنني توّجت بلقبها للمرة الثامنة». وتوجه إلى تييم بالقول: «حظّ عاثر. كنت قاب قوسين أو أدنى من الفوز اليوم. لكني واثق من أنك تملك وقتاً كافياً لتحرز ليس فقط لقباً كبيراً واحد بل أكثر».
ورفع ديوكوفيتش رصيده من الانتصارات المتتالية إلى 13 منذ مطلع العام الحالي، علماً بأنه قاد منتخب صربيا إلى التتويج بلقب أول لبطولة لكأس رابطة للمحترفين بالفوز على إسبانيا ونجمها نادال في النهائي. وهي المرة الأولى التي ينجح فيها ديوكوفيتش في إحراز لقب بطولة كبيرة بعد أن يكون قد تخلّف بمجموعتين مقابل واحدة، وقد واجه مقاومة كبيرة من تييم العنيد لكن خبرته تكملت في النهاية.
وضرب ديوكوفيتش بقوة في مطلع المباراة حيث تقدّم 3-صفر بعد أن كسر الإرسال في الشوط الثاني لمنافسه الذي بدا حذراً. لكن النمسوي دخل أجواء المباراة تدريجياً ووجد إيقاعه ونجح في كسر إرسال ديوكوفيتش في الشوط السابع قبل أن يرتكب خطأ مزدوجاً في الإرسال في الشوط العاشر ليمنح المجموعة الأولى لديوكوفيتش.
وبعد أن التقط أنفاسه نجح تييم في مجاراة منافسه وكسر إرساله في الشوط الثالث والتاسع في هذه المجموعة مقابل مرة واحدة لديوكفويتش في الثامن ليفوز بها النمسوي ويعادل النتيجة. بقيت الأفضلية في المجموعة الثالثة لتييم وسط مرور منافسه بفترة انعدام وزن فكسر إرسال ديوكوفيتش مرتين ليتقدّم بمجموعتين مقابل واحدة.
وظلّت الكفة متوازية في المجموعة الرابعة حيث احتاج ديوكوفيتش إلى خبرته الكبيرة في المباريات النهائية للبقاء في اللقاء، وكان كسر إرسال منافسه مرة واحدة في الشوط الثامن كافياً ليحسم المجموعة في صالحه ويعادل الأرقام.
وكانت اللحظة الحاسمة في المجموعة الحاسمة في الشوط الثالث عندما نجح ديوكوفيتش في كسر إرسال تييم، وسنحت فرصتان أمام الأخير ليردّ التحية مباشرة لكن ديوكوفيتش أنقذ الموقف في المرتين محافظاً على إرساله وأفضليته في الإرسال ليفوز في المباراة التي استمرت قرابة الأربع ساعات.