رأى المصنّف ثانياً عالمياً الصربي نوفاك ديوكوفيتش أن لاعبي الجيل الجديد في كرة المضرب يحتاجون إلى «النضوج» الذهني لتحقيق الألقاب في البطولات الكبرى، وذلك عشية انطلاق أستراليا المفتوحة، أولى بطولات الغراند سلام لهذا الموسم. (انطلقت البطولة فجر اليوم الاثنين).ويستعدّ الصربي للدفاع عن لقبه في ملبورن حيث يبحث عن لقب ثامن يعزّز به رقمه القياسي، في موسم يُعاد خلاله طرح السؤال عن قدرة لاعبي الجيل الجديد على كسر هيمنة ديوكوفيتش والمصنف أول عالمياً الإسباني رافايل نادال والسويسري روجيه فيدرر على ألقاب الغراند سلام. وأحرز الثلاثة ما مجموعه 55 لقباً كبيراً، وسيطروا عليها في الأعوام الماضية، لكنهم يواجهون منافسة متزايدة من شبان مثل الروسي دانييل مدفيديف والنمسوي دومينيك تييم واليوناني ستيفانوس تسيتسيباس.
وفي تصريحات يوم أمس الأحد، كرّر ديكوفيتش ثقته بأن لاعبين مثل هؤلاء قادرون على إحراز لقب غراند سلام، لا سيما بعد أدائهم في العام الماضي، حيث بلغ مدفيديف نهائي فلاشينغ ميدوز الأميركية، وتييم نهائي رولان غاروس الفرنسية، وتسيتسيباس نصف نهائي بطولة أستراليا المفتوحة. وقال: «هم عملياً على بعد مجموعة واحدة من الفوز. في أي يوم، في المستقبل القريب، أعتقد أن هذا الأمر سيتحقّق. لا مفرّ منه». وتابع «صراحة لا أعتقد أن الكثير ينقصهم. أعتقد أنهم يقدمون أداء قوياً يتطلّب توافر العديد من المواهب، وهم يتمتعون بها. لقد خصصوا الساعات وكرّسوا أنفسهم على أرض الملعب وخارجه. أعتقد أن العديد من لاعبي الجيل الجديد يبذلون جهداً كبيراً على الصعيد الاحترافي».
حقّق ديوكوفيتش ونادال وفيدرر ما مجموعه 55 لقباً كبيراً


ورأى اللاعب المتوّج بـ16 لقباً كبيراً أن هذا الجهد «هو شرط مسبق على ما أعتقد للنجاح»، لكن يجب أن يقترن بنضوج معين خارج إطار الموهبة.
وأوضح ابن الثانية والثلاثين عاماً أنه «للفوز بلقب غراند سلام والحفاظ على أعلى مستوى لأعوام طويلة، يحتاج اللاعب لاكتساب هذا النضوج الذهني والعاطفي والخبرة لفهم نقاط قوته، وأن يواجه مخاوفه نوعاً ما». وأشار إلى أن «رافا (نادال)، روجيه، وأنا، بطبيعة الحال على مدى الأعوام الـ10 أو الـ15 الماضية، نعرف ما نحتاج إليه على الصعيد الذهني في هذا الوضع. ربما هذا يمنحنا بعض الأفضلية» على الآخرين.
ورأى الصربي أن هيمنة «الثلاثة الكبار» على اللعبة تعود في جانب منها إلى الحافز الذي وفره الثلاثة لبعضهم البعض، والمنافسة التي جعلت المباريات التي تجمعهم من بين الأفضل على امتداد تاريخ اللعبة. واعتبر أن مواصلة نادال (33 عاماً) وفيدرر (38 عاماً) تقديم أداء على هذا المستوى رغم تقدّمهما في السن، توفّر الإلهام له وللاعبين الآخرين.
وأوضح «سبق لي أن قلت مراراً إننا ألهمنا بعضنا البعض على امتداد المنافسة في ما بيننا وخلال مسيراتنا من أجل أن نصبح أفضل، من أجل أن نفهم سبل تخطّي العوائق في المنافسات التي تجمعنا». وتابع «أنا ممتنّ بشكل أكبر حالياً لوجودي في الحقبة ذاتها مع هذين اللاعبين، مما كنت عليه قبل عشرة أعوام أو 15 عاماً. أنا متأكّد من أن المنافسة معهما جعلت منّي لاعباً قوياً جداً. ووفرت لي الحماس الذي لا أزال أتمتع به اليوم».