بعدما اختُتمت بطولة أستراليا المفتوحة بتتويج اليابانية نعومي أوساكا، والصربي نوفاك ديوكوفيتش بطلين عن فئتي السيدات والرجال في كانون الثاني الفائت، تنطلق غداً الأحد ثاني بطولات الغراند سلام في العاصمة الفرنسية باريس. بطولة فرنسا المفتوحة لكرة المضرب والمعروفة بـ«رولان غاروس»، تفتتح منافسات نسختها الـ 123 التي ستستمر لمدة أسبوعين حتى 9 حزيران/يونيو المقبل، بمشاركة نخبة من نجوم اللعبة.سيكون جمهور الكرة الصفراء على موعد جديد مع منافسات قوية منتظَرة على الملاعب الترابية. الإسباني رافاييل نادال سيسعى للاحتفاظ بلقبه في البطولة التي احتكر الفوز بها في العامين الأخيرين، ليعلن الآن بدء مشوار البحث عن لقبه الثاني عشر في «رولان غاروس» والثامن عشر في البطولات الأربع الكبرى. يدخل نادال البطولة بثقة، ومنتشياً بتتويجه الأحد الماضي بلقب دورة روما للتنس، خامس دورات الألف نقطة للماسترز، للمرة الثانية توالياً والتاسعة في مسيرته، وذلك على حساب الصربي نوفاك ديوكوفيتش. وانفرد نادال بذلك، بالرقم القياسي من حيث عدد الألقاب في دورات الألف نقطة للماسترز، الذي كان يتقاسمه مع ديوكوفيتش، بعدما رفع رصيده إلى (34) لقباً. أما ديوكوفيتش، فيسعى الآن إلى الثأر من نادال وخطف لقب البطولة الفرنسيّة، ليكتب التاريخ مرة جديدة ويفوز ببطولات الغراند سلام الأربع جميعها، مكرّراً إنجازه منذ ثلاث سنوات، عندما فاز برولان غاروس، ليصبح بذلك أوّل رجل يحمل جميع ألقاب الغراند سلام في نفس الوقت.
في المقابل، ستشهد الملاعب الترابية عودة السويسري روجيه فيدرير الذي غاب عن المشاركة في فرنسا المفتوحة في العامين الماضيين، إلا أنه سجل عودته هذا الموسم حين شارك في بطولة مدريد، قبل أن ينسحب من روما بسبب الإصابة. وكان فيدرير قد ودّع منافسات بطولة أستراليا المفتوحة على يَدي اللاعب اليوناني ستيفانوس تسيتسيباس من الدور الرابع بالدورة. إلا أنّ ذلك لم يُثنِه عن المشاركة في رولان غاروس ومحاولة الفوز باللقب للمرة الثانية في تاريخه.
وفي الوقت الذي يسعى فيه العديد من النجوم إلى كتابة التاريخ ومواصلة إنجازاتهم، حكمت لعنة الإصابة على آخرين بالغياب عن الملاعب. ولن يشارك الأميركي جون ايسنر المصنف (11) على مستوى العالم في هذه البطولة بسبب إصابة في قدمه تعرض لها في نهائي دورة ميامي، إلى جانب البريطاني أندي موراي الذي يزال غائباً لدواعي التعافي من إصابة تعرض لها في فخذه.
يصل مجموع الجوائز المالية إلى 48 مليون دولار هذا العام


وعلى جانب السيدات، فقد أعلنت الروسية ماريا شارابوفا الفائزة مرتين برولان غاروس غيابها أيضاً عن نسخة هذا العام بسبب إصابة في كتفها.
وستشهد البطولة هذا العام تعديلاتٍ جديدة بحسب ما أعلن الاتحاد الفرنسي لكرة المضرب، حيث كشف عن إضافة حدثين جديدين لسباق (2019)، وهما الحدثان الفرديان والمزدوجان الكلاسيكيان لمنافسات الكرسي الرباعي المتحرك (الكرسي المدولب). ويشارك في هذه المنافسات لاعبون يعانون من «إعاقة جسدية» دائمة أدّت إلى خسارة كبيرة في الوظائف في ثلاثة أطراف أو أكثر، وتفي بمعايير الحد الأدنى من ضعف الرياضة. إلى جانب ذلك، سيتم تطبيق قانون «السوبر تايبريك» في المجموعة الفاصلة بحسب قرار منظّمي بطولة أستراليا المفتوحة، والذي سيتم بموجبه تطبيق هذا القانون في جميع بطولات الغراند سلام الأربع. نظام السوبر تايبريك يُطبق في حالة وصول النتيجة إلى (6 – 6) في المجموعة الفاصلة على أن يكون الفوز من 10 نقاط، ويستمر اللعب في المجموعة الفاصلة إلى حين فوز أحد اللاعبين بفارق شوطين.
وفي ما يخصّ الجوائز المالية للبطولة، فقد أعلن أيضاً الاتحاد الفرنسي أنّ المبلغ قد زاد بنسبة 8 في المئة عن العام السابق، مع محاولة تضييق الفجوة في الأجور بين الفائزين واللاعبين الذين سيودعون البطولة في أدوارٍ مبكرة. في التنس، اعتاد أصحاب التصنيفات الأولى على تقاسم «الفطيرة»، فيما يُترك الفتات للآخرين. وسيصل مجموع أموال الجوائز إلى 48 مليون دولار هذا العام، على أنّ هذه الزيادة هي جزء من خطّة لمدة 4 سنوات لرفع الأرباح التي يجنيها المشاركون من البطولة. سيحصل أبطال اللعب الفردي على 2.62 مليون دولار، على خلاف ما جنوه العام الفائت (2.47 مليون دولار)، في حين سيحصل اللاعبون الذين سيتم استبعادهم في المرحلة نصف النهائية على 662،000 دولار. أما الفائز في البطولة فستزيد جائزته بنسبة 4.55%، في الوقت الذي سيتمتع وصيفه بزيادة أكبر قدرها 5.36%. واللافت هذا العام أنّ الخاسرين من السيدات والرجال في الدور الأول سيحصلون على أرباحٍ متساوية خلافاً للأعوام الفائتة، وذلك بقرار من غي فورجيت مدير البطولة ورئيس الاتحاد برنار غوديسيللي.