أندونيسيا تستضيف آسيا. شعلة الألعاب الآسيوية في نسختها الثامنة عشرة «آسياد 2018» لا تزال تضيء سماء مدينتي جاكرتا وبالمبانغ الأندونيسيتين. نسخة أندونيسيا ليست كسابقاتها، فهي تُعدّ الأكبر في التاريخ بمشاركة نحو 16 ألف رياضي من 45 دولة آسيوية يتنافسون في 465 مسابقة، موزعة على حوالى 50 رياضة. حفل افتتاح الدورة شهد حدثين بارزين، الأول تمثل بدخول رياضيي الكوريتين الشمالية والجنوبية معاً إلى حفل الافتتاح الرسمي، وساروا خلف العلم الموحد، في أحدث خطوات التقارب بين الجارتين. أما الثاني فتمثل في مشاركة الكويت بصورة رسمية بعلم بلادها بعد رفع اللجنة الأولمبية الدولية الإيقاف عن اللجنة الأولمبية الكويتية في الألعاب الآسيوية. وتشهد البطولة سطوةً وسيطرةً صينية على ميداليات «أسياد»، ولا سيما الذهبية منها، وهذا ليس غريباً على الصين، في حين فرضت الدول العربية حضورها عبر ذهبيتين، إحداهما أردنية والأخرى لبنانية.واصلت الصين مسيرتها الذهبية في البطولة الآسيوية، «التنين» معتاد على منصات التتويج وخاصة في آسيا. أحرز كوان تشين أمس الخميس ذهبية نهائي سباق الكاياك، ليرفع بذلك غلة الصين إلى 50 ميدالية ذهبية، مؤكداً بذلك هيمنة بلده الواسعة على دورات الألعاب القارية. وبرز الرياضيون الصينيون بشكل خاص في رياضة الـ«ووشو»، إحدى الألعاب القتالية الصينية، وبلغوا صباح الخميس النهائيات الستة لهذه اللعبة، ونالوا أربع ذهبيات منها. كما خطف نجم السباحة الصيني سون يانغ الثلاثاء الماضي الأضواء بإحرازه ثلاث ذهبيات في 200، 400 و800 م حرة.
إلى جانب يانغ، «سرقت» الصينية وانغ شانشان الأضواء في بلادها من أبرز لاعبي كرة القدم العالميين مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي أو البرتغالي كريستيانو رونالدو، وباتت محط إشادة بعدما سجلت تسعة أهداف في مباراة واحدة. وباتت شانشان (28 عاماً) تعرف في بلادها بـ«ملكة الأهداف التسعة» بعد تحقيقها هذه الغلة في المباراة التي فاز بها المنتخب الصيني للسيدات على نظيره الطاجيكي 16-صفر، علماً بأنها شاركت كاحتياطية وسجلت الأهداف خلال 29 دقيقة فقط.
حصلت الصين على 6 من أصل 8 ميداليات في التجذيف


وفي التجذيف، حصل الصينيون على ست من أصل ثماني ذهبيات مخصصة لهذه الرياضة، فارتفعت الحصيلة الإجمالية إلى 50 ذهبية و33 فضية و15 برونزية. وعززت الصين بذلك صدارتها لجدول الميداليات بفارق كبير أمام منافستها التقليدية اليابان (73 ميدالية، منها 20 ذهبية).
أما عربياً، فقد بلغ المنتخبان البحريني والقطري الدور نصف النهائي لمنافسات كرة اليد، مع تحقيق كل منهما فوزه الثاني في المسابقة. وفي مباريات الأربعاء، فازت قطر على السعودية بنتيجة 28-23، لتتصدر المجموعة الأولى برصيد أربع نقاط قبل جولة من النهاية، بفارق نقطة عن اليابان التي فازت أيضاً على العراق. ولطالما كان المنتخب القطري صاحب مستوى كبير آسيويا على مستوى كرة اليد.
وضمنت قطر التأهل إلى نصف النهائي، بينما ستتنافس السعودية واليابان على البطاقة الثانية مع أفضلية للأخيرة، إذ تحتل المركز الثاني برصيد ثلاث نقاط من فوز وتعادل، بينما تحتل السعودية المركز الثالث برصيد نقطة من تعادل وخسارة. وستكون السعودية أمام فرصة صعبة للعبور إلى نصف النهائي، فهي تحتاج إلى الفوز على العراق في الجولة الثالثة الأخيرة التي تقام اليوم، مقابل خسارة اليابان أمام قطر، ليدخل المنتخبان حينها في عملية حسابية لفارق الأهداف بعد تعادلهما في المواجهة المباشرة الأحد بنتيجة 26-26.
وفي المجموعة الثانية، حسم المنتخب البحريني صدارة مجموعته، بعد فوزه على كوريا الجنوبية وعلى إيران أيضاً في الجولة الأولى.


وضمنت البحرين إنهاء الدور في الصدارة، إذ لديها حالياً أربع نقاط، بفارق نقطتين عن كوريا الجنوبية وإيران المتساويتين بنقطتين من فوز وخسارة لكل منهما. وستكون المواجهة في الجولة الثالثة اليوم حاسمة بين المنتخبين، بينما تلتقي البحرين مع هونغ كونغ التي خرجت من المنافسة.
وفي أبرز النتائج العربية على مستوى الميداليات، أحرز الأردني صالح الشرباتي برونزية وزن ما دون 80 كلغ، وهي الثانية من هذا اللون للمملكة الأردنية بعد ميدالية حمزة قطان الثلاثاء في فئة فوق 80 كلغ. وارتفع رصيد الأردن إلى ثلاث ميداليات في النسخة الحالية، بعدما منحت جوليانا الصادق بلادها الذهبية العربية ثانية وذلك في التايكواندو أيضاً (وزن دون 67 كلغ)، أما الذهبية الثانية فكانت من نصيب لبنان عبر المنتخب المختلط في الرماية المؤلف من راي باسيل وألان موسى، والذي توج بذهبية فئة «تراب» الثلاثاء بعد إصابة 43 طبقاً من أصل 50.
وشهدت منافسات الدورة التي افتتحت السبت وتستمر حتى الثاني من أيلول/ سبتمبر، إصابة اثنين من الرياضيين المشاركين في منافسات الطيران الشراعي، بعد سقوط الأفغانية ليدا هوزوري من ارتفاع 15 متراً وتعرضها لإصابة في العمود الفقري، والصيني وانغ جيانواي الذي سقط وأصيب بكسر في الرجل. وأفادت وكالة الإنقاذ والإسعاف الأندونيسية أنّ الرياضيَّين نقلا إلى المستشفى للعلاج، بينما أكد زملاء لهوزوري (24 عاماً)، التي تعمل مذيعة تلفزيونية في بلادها، أنّ إصابتها غير خطرة.
وتدرج منافسات الطيران الشراعي للمرة الأولى في دورة الألعاب الآسيوية، ومن السهل أن تكثر الحوادث التي يتعرض لها المشاركون في هذه الرياضة القائمة على القفز من منحدر مرتفع والمناورة باستخدام مظلة قبل الهبوط.
وفي منافسات الهوكي، حقق رجال الهند فوزاً قياسياً على هونغ كونغ بنتيجة 26-صفر، ليحطموا بذلك رقماً يعود إلى 86 عاماً، عندما فازوا بنتيجة 24-1 على الولايات المتحدة في أولمبياد 1932.
بطولة آسيوية مميّزة تستضيفها أندونيسيا، حققت خلالها البعثات العربية نتائج مميّزة، وخاصة لبنان الذي تمكن من حصد 4 ميداليات؛ بينها ذهبية، وهو ما يعتبر إنجازاً مميّزاً إذا ما قارنّا البعثة اللبنانية بالبعثات الأخرى من حيث عدد اللاعبين، والتحضيرات والدعم الذي حصلوا عليه.


باسيل «تصوّب» على طوكيو


إنجاز مميّز حققته الرامية اللبنانية راي باسيل بعد إحرازها الميداليّة الذهبية الأولى للبنان في بطولة الألعاب الآسيوية المقامة في أندونيسيا، مع زميلها آلان موسى في منافسات فئة «تراب» للمنتخبات المختلطة. وتعتبر هذه الميداليّة الثانية للرامية اللبنانيّة بعد برونزية منافسات الفردي في الـ«تراب»، ليصل رصيد لبنان إلى أربع ميداليات في هذه الدورة، بعد فضية المصارعة الحرة (وزن 86 كلغ) لدومينيك أبو نادر، وبرونزية في التايكواندو لليتيسيا عون (وزن تحت 53 كلغ). وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، أكّدت باسيل أنّ تركيزها منصب الآن على أولمبياد طوكيو 2020، إذ تأمل بالتأهل الى دورة الألعاب الأولمبية وتحقيق نتيجة أفضل من أولمبياد ريو دي جانيرو 2016.
وتبدأ باسيل استعداداتها لبطولة العالم في الرماية التي تقام بدءاً من 31 آب/ أغسطس الحالي في كوريا الجنوبية، حيث تطمح إلى الحلول في مركز يخولها المشاركة في أولمبياد طوكيو 2020. وقالت الرامية اللبنانيّة «هذه فرصتنا. سأضع كل جهدي للتأهل، وإن شاء الله أحصد الذهب في طوكيو، لأن لبنان يستحق ذلك». وتعتبر باسيل أنّ «المصاعب هي المفتاح. نحن دائماً نسافر وحدنا، ولا نتأثر بما نراه. أعتبر المصاعب دافعاً. لو كانت الأمور سهلة، لكنا تساهلنا نحن أيضاً». كما أكّدت ضرورة «استقطاب الشباب وتعليمهم أصول اللعبة وإتقانها. لدينا مواهب كثيرة تحتاج فقط إلى الدعم». ورفعت ميدالية باسيل وموسى عدد الميداليات اللبنانيّة في تاريخ الآسياد الى 18 ميدالية (خمس ذهبيات، خمس فضيات وثماني برونزيات)، وهو ما اعتبره رئيس البعثة اللبنانية سليم الحاج نقولا «إنجازاً تاريخياً وخاصاً» للبنان. من جهته، رأى موسى «نحن نفوز بأقل الإمكانات مقارنة بالبعثات الكبيرة التي نواجهها، هم يأتون بفرق كبيرة ومرتاحون، نحن كل بجهده الخاص».


ميداليّة العرب الأولى


كانت الميداليّة الفضيّة التي أحرزها اللاعب اللبناني دومينيك أبي نادر عن وزن 86 كلغ في المصارعة الحرّة، أوّل ميداليّة عربية في بطولة الألعاب الآسيوية الثامنة عشرة. المصارع اللبناني تأهّل إلى الدور النهائي بفوزه على اللاعب الكازاخستاني أديلي دافلومباييف في المباراة نصف النهائية، وعلى القيرغيزستاني اليغادزي غاميدغادزييف في ربع النهائي، وعلى التايلندي شيرانوات شامانجان في ثمن النهائي. وذهبت ذهبية المسابقة إلى المصارع الإيراني حسان يازداني شيراتي. وفي الإنجازات اللبنانيّة أيضاً، حققت ليتيسيا عون الميداليّة البرونزية في لعبة التايكواندو عن وزن (تحت 53 كلغ) بعد فوزها على بطلة العالم في وزنها. وتشاركت عون المركز الثالث مع الكازاخستانية فانابا هارنسوجين، خلف الكورية الجنوبية ها ميناه صاحبة الفضية، والتايوانية سو بويا صاحبة الذهبية.