عام 2004 أطلق الاتحاد الآسيوي لكرة القدم مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي. النسخة الأولى شهدت مشاركة 18 نادياً من 11 اتحاداً وطنيّاً، 4 منها من غرب آسيا، ومن بينها الاتحاد اللبنانيّ. جاء ذلك بعد عامٍ على تغيير النظام في بطولة دوري أبطال آسيا (بطولة الأندية الآسيوية سابقاً). حينها، كان هدف الاتحاد القاري تصنيف الاتحادات بين المحترفة وغير المحترفة، ليخرج لبنان من بطولة دوري الأبطال، ويدخل كأس الاتحاد. بعد نحو 20 عاماً، تجد الأندية اللبنانية نفسها أمام الموقف عينه، مستبعدةَ من مسابقةٍ شاركت فيها منذ انطلاقها، بسبب نتائجها، وتُبعدها أكثر عن المسابقة الأقوى، دوري الأبطال

قبل نحو عام، أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم استحداث مسابقة جديدة (لم يُسمّها بعد) ستكون الثالثة بعد مسابقتَي دوري الأبطال وكأس الاتحاد، بهدف «إقامة مسابقات عالميّة المستوى للاتحادات الأعضاء»، ورفع عدد المباريات من 274 إلى 287. استبشرت الأندية اللبنانية خيراً في اللعب مع فرقٍ بمستوى أعلى، مع إعلان دخول أندية من السعوديّة والإمارات وقطر وغيرها إلى المسابقة، بعدما كانت مشاركتها مقتصرة على دوري الأبطال، بل اعتبرت أنّها باتت أمام مسؤولية أكبر، وهي التي لم تفز باللقب سوى مرة واحدة (العهد، عام 2019) في النسخة التي غابت عنها الأندية العراقية، لكن ما غاب عن بالها، أنها قد لا تشارك أساساً في المسابقة، وهو ما سيحدث فعلاً من النسخة الأولى.
في أيار الماضي، كشف الاتحاد الآسيوي كيفية توزيع المقاعد على الاتحادات الوطنية المشاركة في المسابقات القارية الثلاث، وما كان مفاجئاً، وجود مقعد مباشر واحد للبنان في المسابقة الثالثة الجديدة، واستبعاده كلياً عن كأس الاتحاد الآسيوي، ما يعني أن لبنان لم يخسر مقعدَيه في كأس الاتحاد فقط، بل خسر المقعد الثاني في التمثيل الآسيوي أيضاً. يأتي ذلك، بعد أشهر فقط على اعتماد الاتحاد اللبناني لكرة القدم، اختيار بطل الدوري المحلّي ووصيفه في مسابقة كأس الاتحاد، وثالث الدوري في البطولة العربيّة، وهو أمرٌ سيتغيّر بطبيعة الحال.

ما هي نتائج الأندية اللبنانية قارياً؟
الحقيقة أن الإنجاز الذي حقّقه فريق العهد قبل 4 سنوات، ترافق مع نتائج مخيّبة لفرقٍ أخرى خلال مواسم تلت هذا الإنجاز وسبقته. بالعودة إلى نتائج الأندية اللبنانية في المسابقة خلال السنوات الثماني الماضية (أي منذ 2014، نسبةً إلى إلغاء نتائج نسخة 2020 بسبب جائحة كورونا وعدم استكمال المسابقة)، نجد أن الأندية اللبنانية (العهد، النجمة، الأنصار، الصفاء، السلام زغرتا وطرابلس) قد خاضت مجموع 98 مباراة، فازت في 33 منها (33.67%)، وتعادلت في 25 (25.51%) وخسرت 40 مباراة (40.816%). خلال هذه المشاركات الثماني، خرج ممثّلا لبنان سويةً من دور المجموعات 3 مرات، وخرج أحد الممثّليَن من هذا الدور في 3 نسخ أخرى، فيما خرجا مع بعضهما من دور الـ16 في نسخة واحدة، بل وحده العهد من تخطّى دور المجموعات منذ عام 2015. والواقع، أن النتائج الإيجابية التي يُحققها فريقٌ واحدٌ (العهد في هذه الحالة)، لا يُمكن وحدها أن ترفع نقاط الدوري اللبناني في الترتيب، إذ إن النتائج السلبيّة لفريقٍ ثانٍ تفعل العكس.
النجمة والعهد مطالبان بالظهور بصورة جيّدة في كأس الاتحاد هذا الموسم لمساعدة لبنان على رفع تصنيفه


ترتيب الدوري اللبناني
وفقاً لما نشره الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن الدوري اللبناني يحتل في موسم 2024-2025، المركز 13 في غرب آسيا، على صعيد ترتيب الدوريات في القارة (المركز 24 بشكلٍ عام)، وهو يتأخّر عن دورياتٍ مثل تركمانستان (12) والكويت (11) والبحرين (10) والهند (9) وطاجيكستان (8) والأردن (7)، وهي من التي تشارك أنديتها في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي، وتحصل جميعها على مقاعد في المسابقة بعد التحديثات الجديدة (لتركمانستان والكويت مقعد غير مباشر). لكن يعني هذا أن لبنان لن يشارك في كأس الاتحاد الآسيوي أبداً؟
«الأخبار» تواصلت مع موقع FootyRankings الذي يُسجّل بيانات تصنيفات مسابقات الأندية الآسيوية منذ عام 2011، ويعتمد على محاكاة استناداً لهذه البيانات، وقد أفاد المسؤول عنه، أن عودة الأندية اللبنانية إلى كأس الاتحاد الآسيوي ممكنة، لكن ليس حتّى موسم 2025-2026، وذلك بحسب النتائج التي سيحققها العهد والنجمة في موسم 2023-2024، وهي النسخة الأخيرة بالشكل الحالي، وذلك ربطاً بنتائج الأندية السوريّة أوّلاً، ثم نتائج أنديةٍ من اتحاداتٍ وطنيّةٍ أخرى، وذلك لأن الفارق بين لبنان وسوريا (المركز 12 في موسم 2023-2024) هو أقل من نقطة واحدة، علماً أن أصحاب المراكز الـ12 الأولى سيكون لهم مقاعد في كأس الاتحاد الآسيوي، فيما للمراكز الستة الأولى مقاعد في دوري أبطال آسيا. هذا الأمر يضع ضغطاً على ناديي العهد والنجمة، اللذين يمثّلان لبنان في المسابقة هذا الموسم، لتحقيق نتائج إيجابية ورفع حظوظهما، والأندية الأخرى، في العودة إلى كأس الاتحاد.
خلاصة الأمر، أن الأندية اللبنانية جنَت على نفسها بعد النتائج السلبيّة التي سجّلتها خلال السنوات الماضية، لتُستبعد من مسابقة كأس الاتحاد، وتخسر فرصة الاحتكاك بأنديةٍ خليجية وإيرانية وأوزبكية. هذه النتائج جاءت لتعكس صورة الاستعداد غير المدروس للمشاركة الآسيوية، في ظل «الاستقتال» على الفوز بلقب الدوري اللبناني، الذي لن يُسجّل تقدّماً في تصنيف الدوريات، إلا بالنتائج الإيجابية قاريّاً.



طريق الأندية آخر 8 سنوات

(أ ف ب )

2014: خروج النجمة والصفاء من دور الـ16
2015: خروج النجمة والسلام زغرتا من دور المجموعات
2016: خروج طرابلس من دور المجموعات والعهد من نهائي غرب آسيا
2017: خروج النجمة والصفاء من دور المجموعات
2018: خروج الأنصار من دور المجموعات والعهد من نصف نهائي غرب آسيا
2019: خروج النجمة من دور المجموعات وفوز العهد باللقب
2020: إلغاء المسابقة
2021: خروج الأنصار من دور المجموعات والعهد من نصف نهائي غرب آسيا
2022: خروج النجمة والأنصار من دور المجموعات