قد يكون نادي العهد هو الوحيد من بين أندية معظم أندية المقدّمة الأقل حضوراً على صعيد التعاقدات. بطل لبنان تعاقد مع كريم درويش والسوري محمد المرمور فقط ويتّجه للتعاقد مع محمد الحلاق. لكنه في الوقت عينه قرّر الاستغناء عن عشرة لاعبين إضافة إلى اثنين من أعمدة الفريق «على الطريق». أمرٌ بالمطلق يبدو لافتاً، وإذا كان يتعلّق بنادي العهد فيبدو لافتاً أكثر. هذا النادي الذي طالما كان الأكثر حضوراً على صعيد التعاقدات إلى درجة أن كشوفات النادي وقدرة استيعاب تمارينه ومراكز فريقه ضاقت بهم فكان اللجوء إلى الإعارة وغيرها من صيغ انتقال اللاعبين إلى فرق أخرى ومن ثم عودتهم بعد انتهاء فترة الإعارة.
استغنى العهد عن عشرة لاعبين حتى الآن (طلال سلمان)

هذا الموسم، الوضع مختلف. استغنى النادي عن تسعة لاعبين هم: القائد السابق هيثم فاعور، محمد قدوح، حسين منذر، ربيع عطايا، محمود سبليني، حسين عواضة، علي فحص، حسن قريتم، حبيب شويخ وأندرو صوايا. وهناك كلام عن نية الإدارة الاستغناء عن حسين دقيق وأحمد زريق.
قد تكون بعض الأسماء عادية، لكن هناك أسماء تُعتبر من أعمدة الفريق سابقاً وكان لها الدور الأساسي في إحراز العهد للعديد من الألقاب، أبرزها كأس الاتحاد الآسيوي.
تسأل المسؤولين في العهد عن أسباب ذلك. «عدة أسباب، بعضها يتعلّق بأن بعض اللاعبين وصلوا إلى مرحلة «الاكتفاء» ولم يعد لديهم الحافز، وبعض آخر يشكّل عبئاً مادياً على النادي دون الاستفادة منه، وقسم كان معاراً إلى أندية أبدت رغبتها بالعاقد معهم. كما أن هناك قسماً جاء عبر صفقات غير صائبة من الناحية الفنية وليس انتقاصاً من قيمة هؤلاء اللاعبين» يقول أحد المسؤولين الكبار في النادي لـ«الأخبار». يفضل القيّمون على النادي الابتعاد عن الكلام والاكتفاء بالعمل، لكن لا بد من توضيح بعض الأمور وطمأنة الجمهور.
يبدو المسؤولون في العهد واثقين بما يقومون به. يعتبرون أن هذه الخطوة كان يجب أن تحصل قبل أكثر من سنتين وتحديداً بعد إحراز لقب كأس الاتحاد الآسيوي. «حفظنا كرامة أعمدة الفريق عبر انتقالهم إلى أندية أخرى عبر عقود مرضية. في الوقت عينه القسم الأكبر من اللاعبين المستغنى عنهم لم يكونوا أساسييين في تشكيلة الفريق في الموسم الماضي. لا يتجاوز رصيد أكثر اللاعبين مشاركة مع الفريق من هؤلاء الثلاثمئة دقيقة طيلة الموسم. وبالتالي لا يمكن أن يهددوا الشكل الفني للفريق».
ويعتبر المسؤولون أن غالبية الصفقات التي تمت سابقاً، إما لم تكن مفيدة للفريق فنياً أو بسبب عدم وجود لاعبين أجانب في موسم من المواسم كحسن قريتم وحسين مرتضى. وعليه «لا خطر على الفريق فنياً وخصوصاً في ظل التعاقدات مع أجانب من مستوى عالٍ، إلى جانب عودة بعض اللاعبين المعارين والمميزين كزين العابدين فران ومحمد حايك. أضف إلى ذلك نضوج عدد من اللاعبين الذين أصبحوا يستحقون أن يحصلوا على فرصتهم وهذا لا يمكن أن يحصل إلا من خلال الاستغناء عن بعض اللاعبين، حتى لو كانت المبالغ العائدة ليست على مستوى الآمال، لكن هذا هو عرض السوق والأندية الراغبة لم تعرض مبالغ أعلى» يقول المسؤول الرفيع في النادي.
تعاقد العهد مع اللبناني كريم درويش والسوري محمد المرمور وينوي التعاقد مع محمد الحلاق


وعلى سيرة اللاعبين الأجانب، فقد تعاقد العهد مع لاعبين سوريين بشكل كبير، ما أثار تساؤلات عن أسباب التوجّه إلى سوريا فقط، وهل للمدرب رأفت محمد وجنسيته السورية دورٌ في الموضوع؟
«بالتأكيد لا. فقرار التعاقد مع اللاعبين محمد المرمور ومحمد حلاق إداري بالدرجة الأولى بعد التنسيق الفني مع الكابتن رأفت. لكن ليس هو من يحدد أي لاعب يتعاقد معه النادي».
ما يحصل في نادي العهد أقلق جمهور العهد فضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات التي وصل بعضها إلى حدود اتهام الإدارة ببيع النادي.
هذا الأمر يراه المسؤولون في النادي بأنه أمرٌ إيجابي. فهناك جمهور للنادي قلق عليه وهذا يؤكّد حب هذا الجمهور للعهد. فلو كانوا عكس ذلك لما اهتموا بما يحصل. «لكن النتائج في المستقبل ستطمئن جمهورنا أكثر فأكثر. نحن نعرف تماماً ماذا نفعل. والموضوع ليس مادياً أبداً بل هو فني وإداري بحت. وأؤكّد أن النادي لا يمكن أن يستغني عن لاعب مهما بلغ عمره أو عقده إذا كانت فيه مصلحة للفريق ولو بنسبة قليلة. الأيام ستثبت وجهة نظرنا» ينهي المسؤول الرفيع في نادي العهد حديثه لـ«الأخبار».