بعد سنة على رحيله، عدنان الشرقي لم يغب عن أهله. هو بقي في بالهم وفي وجدان منطقة طريق الجديدة التي أرادت أن تخلّد ذكراه، فأطلقت شارعاً يحمل اسمه في قلب الشوارع التي كان قلبها النابض لأكثر من نصف قرن.العابر بين ساحة أبو شاكر وشارع عفيف الطيبي، يعرف أنه يسير على دربٍ سبقه إليها الشرقي الذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من منطقة أكدت على ارتباطها به للأبد من خلال الشارع الذي سيحمل اسمه. الاسم الذي ترك إرثاً فيها، ويترك إليها اليوم لافتةً لاستذكار أحد أبرز وجوهها الذي أحبه الصغار والكبار من جمهور الأنصار، وكرة القدم اللبنانية بشكلٍ عام.
(طلال سلمان)

الحضور الذي تواجد في يوم تكريم الشرقي من قبل المؤسسة التي سيتم إطلاقها رسمياً يوم غدٍ الجمعة لتحمل اسمه، يؤكد على حجم الرجل بالنسبة إلى مجتمع كرة القدم والمجتمع البيروتي على حدٍّ سواء، فقد شهد الافتتاح حضور وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، محافظ بيروت مروان عبود، نائب رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم المهندس هاشم حيدر، الأمين العام السابق رهيف علامة، الرئيسين التاريخيين لناديي الأنصار سليم دياب، والنجمة عمر غندور، النائبين نبيل بدر (رئيس الأنصار الحالي) ووضاح الصادق (أمين سرّ الأنصار السابق)، والوزير ولاعب الأنصار السابق خالد قباني، المدير العام السابق لوزارة الشباب والرياضة زيد خيامي، ورئيس نادي النجمة السابق أسعد صقال.
(طلال سلمان)

ويضاف إلى كل هذه الأسماء أساطير أنصارية قادت «الأخضر» إلى الإنجازات والألقاب الكثيرة، منها نشط دائماً في سبيل الحفاظ على أسماء نجوم المنطقة وكيانها الكروي، أمثال عدنان بليق وناصر بختي، ومنها ما يمرّ دائماً في كل صورةٍ احتفالية للشرقي بأحد الألقاب، أمثال القائد جمال طه، وعمر إدلبي ونزيه نحلة وغيرهم...
بالفعل يعيد ذاك الحضور مشهداً قديماً يعكس فرحةً لا مثيل لها عرفها هؤلاء، وكان أحد أسبابها الرئيسيين عدنان الشرقي الذي انطلق من شوارع طريق الجديدة إلى العالمية من خلال ناديه الأنصار، فأصبحت صورته حاملاً الكأس والراية الخضراء مرادفة لكل احتفالٍ أنصاري بهدف، بلقب، وبإنجازٍ كبير.
(طلال سلمان)

ويختصر ما قاله سليم دياب في الاحتفال أهمية المدرب الوطني التاريخي بالنسبة إلى محيطه: «عدنان الشرقي يستحق تسمية جميع طرق لبنان باسمه، لكن تسمية شارع باسمه في قلب طريق الجديدة أي معقل نادي الأنصار هو فخر كبير وتكريم عظيم لروحه ولعائلته».
خطوة إطلاق اسم عدنان الشرقي على أحد شوارع المنطقة الأحب إلى قلبه، إذا ما عكس شيئاً فهو أمرٌ واحد بأن الأساطير لا يموتون لأن أعمالهم تخلّدهم، وأسماءهم تبقى حاضرة لتفرض على الجيل الجديد مسؤوليةً وتحديات لاستكمال ما بدأوه.
هو ما فعله عدنان الشرقي بكل بساطة عندما نقل الأنصار إلى دائرة الكبار في كرة القدم اللبنانية، ومن ثم إلى زعيمٍ للائحة الذهبية لبطولاتها، فبات اسمه الذي زيّن أحد الشوارع أمس رسالةً وأمانةً لاستكمال مسيرته الاجتماعية والرياضية الاستثنائية.