منذ انتشار جائحة كورونا وتوقف موسم 2019-2020، ومن ثم عودة الحياة إلى الملاعب اللبنانية على صعيد كرة القدم دخل تغيير جذري على نظام بطولة الدوري اللبناني. غابت المرحلتين المنتظمتين ذهاباً وإياباً لصالح مرحلة منتظمة واحدة ومن بعدها سداسية من مرحلة واحدة ومن ثم من مرحلتين بعد قسمة عدد النقاط المجمّعة على اثنين. انطلقت الفكرة حينها من تقليص عدد المباريات بهدف تخفيف الأعباء عن الأندية في ظل الأزمة الاقتصادية وأزمة كورونا. ومن ثم طُورت النسخة الأولى إلى سداسية من ذهاب وإياب وقسمة عدد النقاط بعد انتهاء المرحلة المنتظمة لرفع المنافسة وتقليص هامش التلاعب بالمباريات، بحيث لا يكون هناك فارق كبير في النقاط بين الأندية قبل المرحلة السداسية الحاسمة. لا شك أن هذه الصيغة كانت ناجحة، فالمنافسة كانت على أشُدّها حتى الصفارة الأخيرة سواء على صعيد المنافسة على اللقب أو على صعيد الهبوط إلى الدرجة الثانية. كما أن شبهة التلاعب بنتائج المباريات تراجعت بشكل كبير جداً نظراً إلى حراجة موقف الأندية على صعيد الترتيب والنقاط. لكن بقيت مشكلة عدد المباريات التي لعبها كل فريق في الدوري، حيث بلغت 21 مباراة لكل فريق، وانتهى الدوري قبل انتصاف شهر آذار ما فرض حاجة إلى التفكير بصيغة جديدة تتضمن عدد مباريات أكثر وفي الوقت عينه تحافظ على المنافسة وتخفف من احتمالية التلاعب بالنتائج.
تطالب الأندية بصيغة مختلفة للدوري اللبناني عن تلك التي اعتُمدت في آخر موسمين (طلال سلمان)

اجتمعت الأندية وتوافقت على تقديم اقتراح للاتحاد اللبناني بأن يكون نظام الدوري عبارة عن مرحلتي ذهاب وإياب منتظمتين ومن ثم مرحلتي رباعية أو سداسية ذهاباً وإياباً.
لا شك أن الاتحاد اللبناني سيضع نظاماً للبطولة الجديدة على طاولة اجتماعاته للوصول إلى صيغة معتمدة. لكن أي صيغة ستواجه بضغوط الروزنامة الدولية الضاغطة هذا الموسم مع عودة كأس الاتحاد الآسيوي في شهر أيلول، وإقامة كأس آسيا في الفترة ما بين 12 كانون الثاني 2024 و10 شباط إلى جانب خمس فترات توقّف دولية (Fifa Days). هذا يعني أن أي نظام بطولة يتضمن عدد مباريات كبير سيؤدي إلى امتداد الموسم لأكثر من سنة كاملة وهو أمر غير منطقي ولا تتحمله معظم أندية كرة القدم.
صيغ عديدة تتراوح عدد مبارياتها ما بين 22 مباراة (مرحلتان عاديتان ذهاباً وإياباً فقط)، 28 مباراة (مرحلتان عاديتان ذهاباً وإياباً مع مرحلتي فاينال فور ذهاباً وإياباً، وإيجاد بطولة مصغرة للأندية صاحبة المراكز من 5 إلى 8)، أو 32 مباراة (مرحلتان عاديتان ذهاباً وإياباً مع سداسية ذهاباً وإياباً).
قد يكون خير الأمور الوسط أي مرحلتين منتظمتين ورباعية ذهاباً وإياباً، في ظل الاستحقاقات الخارجية الآسيوية. كل دوريات العالم تهدف إلى أن تكون بطولاتها تنافسية حتى الأسبوع الأخير. في لبنان كان هناك صيغة الذهاب والإياب مع نظام خاص للإياب على صعيد المواجهات بين الأندية وفقاً لترتيب الذهاب (الأول مع الثاني عشر والثاني مع الحادي عشر...). لكن هذه الصيغة لم تثبت فعاليتها خصوصاً نظام الإياب الذي يبدو أنه سيتم إلغاء فكرة الأول مع الثاني عشر... كي تصبح مباريات الإياب كما مباريات الذهاب.
يواجه المعنيّون في الموسم المقبل روزنامة دولية ضاغطة آسيوية ودولية

حاول القيّمون على اللعبة وضع نظام يرفع من المنافسة ويخفف التلاعب فكان نظام المرحلة الواحدة ومن ثم السداسية. لم يكن اختراعاً اتحادياً لبنانياً فهذه الصيغ موجودة في بعض الدوريات في أوروبا كبلجيكا (ذهاب وإياب ورباعية مع قسمة النقاط) ورومانيا مع تشديد على قسمة نقاط المرحلة الواحدة.
هذه القسمة لم تلقَ قبولاً لدى الأندية رغم أن الهدف الرئيسي منها أمران: إبقاء الحظوظ قائمة بإحراز اللقب لعدد من الأندية وعدم السماح بحسمه مبكراً إلى جانب إبعاد شبهة التلاعب عن بعض هذه الأندية من خلال إبقاء التنافس قائماً والفارق في النقاط ضئيل. وعليه، يبدو مستغرباً أن تعترض الأندية على قسمة النقاط بدلاً من المطالبة بأن تتم هذه العملية ليس فقط بعد مرحلة الإياب بل بين مرتين بين الذهاب وإلإيّاب وقبل انطلاق المرحلة النهائية سواء رباعية أو سداسية أي بعد انتهاء إياب الدوري المنتظم وهو أمر يدور في ذهن القيمين على الموضوع.
الهدف الرئيسي رفع مستوى المنافسة وتقليص إمكانية التلاعب، ومن ينادي باعتماد الصيغ المعتادة في الدوريات الأوروبية والآسيوية (ذهاب وإياب فقط) قد يكون غائباً عن باله أن الأندية في هذه الدوريات تتنافس على مقاعد تمثيل خارجية في المسابقات القارية المختلفة بحيث أن عدداً كبيراً من البطولات يمثّل أصحاب المراكز الستة في بطولات خارجية، كما أن أصحاب آخر أربعة مراكز يكون أصحابها مهددين بالهبوط إلى الدرجة الأدنى سواء بشكل مباشر أو غير مباشر كمنافسة مع فرق من الدرجة الثانية (باراج).
هي حتى الآن مجرّد اقتراحات وأفكار بانتظار أن تبدأ اللجنة التنفيذية مناقشتها بدءاً من الأسبوع المقبل للوصول إلى الصيغة الأفضل التي تراعي مصالح جميع الأندية من جهة ومصلحة منتخب لبنان والأندية المشاركة في كأس الاتحاد الآسيوي أي العهد والنجمة.



ودّيّتان للأولمبي اليوم والأحد


يخوض منتخب لبنان الأولمبي لكرة القدم اليوم الجمعة مباراته الودية الأولى مع منتخب إندونيسا المضيف عند الساعة 16.30 بتوقيت بيروت، على أن يلعب مباراة ثانية بعد غدٍ الأحد.
وكانت البعثة اللبنانية قد غادرت إلى جاكارتا يوم الثلاثاء وهي تضمّ اللاعبين محمد غملوش، حسن سرور، علي الرضا إسماعيل، محمد صادق، أليكس الرطل، مكسيم عون، رامي مجلي، أنطوني ألكسندر معاصري، علي الفضل، محمد حيدر، عبد الرزاق دكرمنجي، علي شعيتو، محمد المهدي الموسوي، حسين صالح، محمد المصري، علاء عزو، محمد باقر الحسيني، محمد ناصر، علي قصاص، هادي كنج، محمد مهدي صباح، حسين عز الدين وصموئيل حرب.
ويستعد الأولمبي للمشاركة في بطولة غرب آسيا الرابعة للمنتخبات دون 23 سنة في العراق والتي ستقام خلال الفترة من 12 إلى 20 حزيران المقبل في مدينتي بغداد وأربيل، وتليها تصفيات كأس آسيا تحت 23 عاماً 2024 والمقرر إقامتها خلال الفترة من 4 إلى 12 أيلول 2023.