لم يكن الكونغرس الثالث والثلاثون للاتحاد الآسيوي لكرة القدم كغيره من الجمعيات العمومية على الصعيد اللبناني. فاجتماع عائلة كرة القدم الآسيوية في البحرين سيبقى محفوراً في ذاكرة كرة القدم اللبنانية مع حصول لبنان على مركز قاري إداري رفيع تمثّل بانتخاب رئيس الاتحاد اللبناني هاشم حيدر نائباً للرئيس عن منطقة غرب آسيا بالتزكية لفترة أربع سنوات. هو المنصب الأرفع الذي يحصل عليه لبنان على الصعيد الإداري في قارة آسيا. بداية مشوار لبنان مع المناصب الإدارية على صعيد اللجنة التنفيذية للاتحاد الآسيوي كانت عام 2015 مع انتخاب حيدر عضواً في اللجنة التنفيذية للاتحاد الآسيوي لولاية جرى تجديدها عام 2019 بعد العمل الذي قام به حيدر كرئيس للجنة الاتحادات الوطنية. حينها كان حيدر قد بدأ فعلياً التفكير بالحصول على مركز نيابة الرئيس لكنه عاد وخرج من السباق الانتخابي لمصلحة توافق عربي، قبل أن يعود ويترشّح في هذه الانتخابات ويفوز بالمقعد عن منطقة غرب آسيا بالتزكية.هو فوز ليس لحيدر بقدر ما هو للبنان، الذي يعتبر بلداً متواضعاً على صعيد كرة القدم الآسيوية نظراً للفارق الكبير في الإمكانيات والظروف بينه وبين الدول الآسيوية الأخرى. وعلى رغم ذلك نجح لبنان بالحصول على المقعد الثاني في الاتحاد الآسيوي.
لكن ماذا يعني حصول لبنان على هذا المنصب الإداري الكبير؟
لا شك في أن وصول شخصية لبنانية إلى هذا المنصب تعزز الثقة بلبنان على الصعيد الإداري الكروي وتفتح للكرة اللبنانية آفاقاً تتعلّق بالاستفادة من الاتحاد الآسيوي ودول آسيوية متطورة كروية على صعيد تطوير كرة القدم اللبنانية والحصول على دعم فني وتقني تستفيد منه كرة القدم اللبنانية.
يعزز انتخاب حيدر نائباً للرئيس الثقة بلبنان على الصعيد الإداري الكروي


أضف إلى ذلك أهمية وجود صوت لبناني داخل مركز القرار في الاتحاد الآسيوي بمستوى نائب رئيس يساعد في دعم أي ملف أو تصوّر يتعلق بكرة القدم اللبنانية كما حصل عام 2019 حين نجح لبنان عبر تحرّك لرئيس الاتحاد هاشم حيدر حينها بنقل مباراة نهائي كأس الاتحاد الآسيوي الذي كان العهد طرفاً فيها من كوريا الشمالية إلى ماليزيا حيث أقيم النهائي وأحرز العهد اللقب.
وإذا كان انتخاب حيدر نائباً لرئيس الاتحاد الآسيوي هو الحدث الأهم بالنسبة للكرة اللبنانية، فعلى الصعيد الآسيوي كان هناك العديد من الأمور التي تهم الكرة الآسيوية كإعادة انتخاب البحريني سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيساً للاتحاد حتى عام 2027 بحضور رئيس الاتحاد الدولي السويسري جياني إنفانتينو للجمعية العمومية.
ومن القرارات المهمة في الجمعية العمومية حسم استضافة السعودية لنهائيات كأس آسيا عام 2027. وكان هذا القرار متوقعاً مع بقاء ملفها وحيداً في السباق بعد انسحاب أوزبكستان وإيران والهند، فيما استُبعدت قطر بسبب استضافتها النسخة المقبلة مطلع 2024.
وقال وزير الرياضة السعودي الأمير عبد العزيز بن تركي آل فيصل خلال الكونغرس «نحن متحمسون لتقديم أفضل نسخة في تاريخ البطولة».
وحصلت السعودية على 43 صوتاً من أصل 45 فيما امتنعت فلسطين وتركمانستان عن التصويت.
قال السويسري جاني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) «أنا متأكد من أن المملكة العربية السعودية ستستضيف نسخة رائعة من كأس آسيا في عام 2027».
وستقام البطولة القارية للمرة الثالثة توالياً في الخليج العربي بعد أن استضافتها الإمارات في 2019. وستكون الاستضافة الأولى للسعودية حاملة اللقب ثلاث مرات للنهائيات التي انطلقت عام 1956.