انطباعات كثيرة كان بالإمكان تسجيلها من خلال متابعة مباريات الأسبوع الأول لدورة التصفية النهائية لأندية الأوائل من الدوري اللبناني لكرة القدم، حيث يبدو جليّاً أن الصراع سيزداد قوةً مرحلةً بعد أخرى، ولو أن الأنصار كان المستفيد الأكبر من الجولة الافتتاحية بتوسيعه الفارق إلى 3 نقاط مع أقرب ملاحقيه شباب الساحل، وإلى 4 نقاط مع ثلاثة فرقٍ أخرى هي العهد والنجمة والبرج.بطبيعة الحال، سيحمل افتتاح الأسبوع الثاني قمّةً بعنوان ممنوع الخطأ بالنسبة إلى طرفيها وهما فريقا شباب الساحل والعهد اللذان يلتقيان اليوم (الساعة 16.00) على ملعب مجمع الرئيس فؤاد شهاب الرياضي في جونية.
الفريقان كانا قد أهدرا النقاط في الجولة الأولى بتعادل الأول مع البرج والثاني مع النجمة، ما يجعل الفوز مطلباً أساسياً بالنسبة إلى كلٍّ منهما لكي لا يبتعدا أكثر عن المتصدر في حال نجح في حصد ثلاث نقاطٍ جديدة.
وبالتأكيد يصعب توقّع الطرف الفائز وهو حال غالبية المباريات القوية في السداسية، حيث ظهر الكل إلى الحائط، إذ إن الساحل يقدّم كرة قدم جيّدة تقف عند تفاصيل صغيرة لعدم فوزه في بعض المباريات، بينما يبدو العهد مضغوطاً لتحقيق الفوز وهو ما قد ينعكس إيجاباً على أداء لاعبيه.
الواقع أنه كان بالإمكان القول بأن شباب الساحل يمكنه الفوز في هذه المباراة أو غيرها من دون تعقيدات كبيرة، وذلك على اعتبار أن مدربه الصربي دراغان يوفانوفيتش قام بعملٍ كبير على صعيد تنظيم الفريق، وقد واكبه في هذه المسألة بروز لاعبيه المحليين وغالبيتهم من الشبان، لكن ما بقي ناقصاً هو التأثير الكبير والمباشر للعنصر الأجنبي في النتائج، بحيث لا ضير من القول بأن هذا الفريق لو استقطب أجانب أفضل من أولئك الذين يدافعون عن ألوانه حالياً لتمكن من الوقوف في الصدارة حالياً ولمَ لا الفوز باللقب لاحقاً.
تُفتتح الجولة الثانية للسداسية اليوم بقمّة «ممنوع الخطأ» بين الساحل والعهد


المسألة معكوسة في العهد الذي لم يرضَ بما عمل عليه في سوق الانتقالات قبل انطلاق الموسم، فكان نجم «الميركاتو» الشتوي باستقدامه المهاجم الاسكوتلندي لي إيروين الذي أظهر بوضوح أنه يمكنه أن يسجّل الكثير من الأهداف، لكن هذا الأمر يتوقف عند مدى تموينه بالكرات اللازمة من قبل زملائه، وهو ما لم يحصل في المباراة الأخيرة أمام النجمة، والتي سجّلت الظهور الأول للغاني عيسى يعقوبو العائد إلى بطل الموسم الماضي.
أما هذا الأسبوع فيُنتظر أن يظهر العهد بصورةٍ مغايرة بحُكم التغيير الفني الذي أصابه بوصول المدرب السوري رأفت محمد خلفاً للمحلي باسم مرمر، بينما سيكون السؤال الأبرز حول إمكانية مشاركة الدولي فيليكس ملكي في مواجهة الساحل بعدما تمكن الفريق الأصفر من خطف توقيعه في أبرز صفقة محلية للاعبٍ مغترب منذ فترةٍ طويلة.

«الدربي» في البال
لقاء الساحل والعهد وأيّاً تكن نتيجته فإنها ستؤثر على جدول الترتيب، وهو ما سيجعل من مباراتي يوم السبت على قدرٍ عالٍ من الأهمية، وذلك عندما يحلّ النجمة ضيفاً على الشباب الغازية الساعة 14.15 على ملعب الإمام الصدر، وذلك قبل اللقاء القوي الآخر في هذه الجولة، ويجمع عند الساعة 16.00 البرج والأنصار.
منطقياً لا يبدو أن الغازية سيلعب أكثر من دور «الكومبارس» في هذه السداسية، وهو ما بدا جليّاً في مباراته الأولى حيث سقط أمام الأنصار برباعية، وهي مسألة واقعية إلى حدٍّ ما بالنظر إلى الفوارق الفنية والمالية بينه وبين الفرق الخمسة الأخرى التي يقف معها في دائرة الأوائل.
أضف أن النجمة يملك فرصةً كبيرة للفوز استناداً إلى أدائه المميّز في مباراته الماضية أمام العهد، إذ إن «الورشة» التي قامت بها الإدارة يبدو أنها ستثمر إيجابيات عدة، فالفريق «النبيذي» بدا أفضل بكثير على الصعيد التنظيمي لأسبابٍ عدة، أوّلها استقدام أجانب أفضل، وثانيها جرأة المدرب البرتغالي باولو مينيزيس في الدفع بأسماءٍ لم يكن يُتوقّع أن تبدأ بشكلٍ أساسي على غرار بلال نجدي وكريم أبو زيد (وصل قبل مباراة العهد بأربعة أيام فقط وخاض حصصاً تدريبية معدودة)، وهما قاما بمجهودٍ رهيب التقى مع ما قدّمه الثلاثي الأجنبي المؤلف من البرازيليين ماتيوس وجيفينيو والبرتغالي فيتور باراتا، الذي أظهر خطورةً في الشق الهجومي. أما الأهم فكان حسن التنظيم في عملية الضغط التي من شأنها إرباك أي خصم، وهو ما يمكن أن يبني عليه النجماويون في اللقاء أمام الغازية قبل موقعة «الدربي» في الأسبوع المقبل مع الغريم التقليدي الأنصار بحيث إن هذا اللقاء الناري دائماً هو في بال وحديث وحسابات طرفيه.
في المقابل، يعرف الأنصار أن الأمور بين يديه، لكن عليه أوّلاً أن يتخطى اختباراً صعباً آخر يتمثّل بالبرج، ولو أن الأفضلية المنطقية تذهب إليه تلقائياً لمحافظته على الاستقرار في تشكيلته، في وقتٍ يبدو فيه واضحاً أن البرجيين تنقصهم روح المبادرة الهجومية في المباريات القوية تماماً على غرار ما فعل وحيداً النجم الشاب محمد صادق في مواجهة الساحل، وذلك على اعتبار أن المهاجمين الآخرين عابهم تراجع المستوى، فافتقد الفريق إلى الفعالية التهديفية وخصوصاً بعد الرحيل المفاجئ للغاني ستيفان سارفو.