مخاض صعب تعيشه كرة القدم اللبنانية نتيجة انقسام الأندية، وعجز الاتّحاد ولجانه عن تفسير القوانين بشكل واضح وموحّد. وبعد قرار لجنة الاستئناف في الاتحاد كسر قرار الاتحاد نفسه وعدم تخسير النجمة، وإعادة النقاط الستة التي حُسمت من رصيده نتيجة عدم حضوره إلى ملعب المباراة لمواجهة فريق العهد في المرحلة التاسعة من عمر الدوري، رفعت العديد من الأندية الصوت معتبرة أنّ الأمر فيه مخالفة للقوانين.إدارة نادي العهد عبّرت صراحة عن رفضها لقرار لجنة الاستئناف، معتبرة أنّ ما حصل فيه «تدخلٌ للسياسة في الرياضية». وقال نادي العهد إنه «سيتابع المسار القانوني للقضية داخل لبنان وخارجه للحفاظ على استقلالية إدارة اللعبة لشؤونها وتحريرها من الضغوطات الخارجة عن أطرها».

وأعلن العهد عن مؤتمر صحافي لرئيسه تميم سليمان كان مقرراً أمس الجمعة، إلّا أنه ونزولاً عند رغبة بعض الأندية بتأجيل المؤتمر الصحافي إلى ما بعد مباراة منتخب لبنان والعراق يوم الثلاثاء المقبل، قام سليمان بتأجيله إلى موعد يُحدد لاحقاً. قرار لقي ترحيباً من نادي الإخاء الأهلي عاليه الذي صدر بيانٌ عنه جاء فيه «نتوجه بالتحية لرئيس نادي العهد الشقيق الأستاذ تميم سليمان ونثني على قراره بتأجيل المؤتمر الصحافي الذي كان مقرراً عقده بعد ظهر اليوم (أمس) ذلك تغليباً للمصلحة العليا لا سيما مهمة المنتخب الوطني الثلاثاء المقبل.
إن الحالة التي بلغتها كرة القدم في لبنان يندى لها الجبين حيث أصبح القانون حبراً على ورق أمام تدخل التسويات والتمنيات والرغبات والأهواء الأمر الذي يهدد حتماً مستقبل اللعبة بشكل كامل.
وفي السياق نفسه نتمنى من رئيس نادي شباب الساحل الشقيق الأستاذ سمير دبوق التريث في استقالته ريثما ينتهي المسار القانوني، علماً أن اللعبة سوف تشهد هجرة جماعية من قبل إدارات الأندية إذا لم يتم رأب الصدع ووضع الأمور في نصابها السليم».
رفضت العديد من الأندية قرار لجنة الاستئناف معتبرة أنه غير قانوني وخاضع لتدخّلات سياسية


قرار لجنة الاستئناف اعترضت عليه أندية أخرى غير نادي العهد، وأعلن نادي شباب الساحل تعليق مشاركته ببطولة الدوري العام «إلى حين جلاء الأمور وعودة لعبة كرة القدم إلى مسارها الطبيعي». واعتبر شباب الساحل أن ما يحصل «هو عدم تفسير واضح وموحّد للقوانين، وتدخّل السياسة في الشأن الرياضي». وفي بيان له قال الساحل: «هي دعوة صادقة للاتحاد بشخص رئيسه الصديق السيد هاشم حيدر وهو الأب الصالح للّعبة وكافة أعضاء اللجنة التنفيذية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة بشكل عاجل وحاسم لتهدئة الأوضاع وللمسارعة في رأب الصدع للوصول لكلمة سواء».
ولم يقف قرار الساحل عند هذا الحد، فخرج رئيس النادي سمير دبوق ليعلن استقالته من رئاسة النادي، وكتب على صفحته على فايسبوك: «أعلن استقالتي من رئاسة شباب الساحل الحبيب مع التعهّد بالالتزامات المالية، ومع الإبقاء على الإشراف على أكاديمية الساحل».
ورفضت العديد من الأندية قرار لجنة الاستئناف في الاتحاد معتبرة أنه غير قانوني وخاضع لتدخّلات سياسية.
ومن شأن هذه التطورات أن تؤدي في النهاية إلى تعليق النشاط الكروي في لبنان، في حال لجأت الأندية المعترضة إلى المراجع الدولية المختصة للاعتراض على القرارات والكشف عن التدخّل السياسي في الشأن الرياضي، وهذا ما حصل ويحصل فعلاً.