بعد غياب تسع سنوات، تنطلق اليوم بطولة كأس العرب التي تستضيفها قطر، وذلك في «بروفا» حقيقية لبطولة كأس العالم المقرّرة العام المقبل. وقبل حفل الافتتاح المقرّر في استاد البيت، تُلعب مباراتان الساعة 12:00 و 15:00 بتوقيت بيروت بين تونس وموريتانيا والعراق وعمان توالياً، على أن تكون المباراة التي تسبق حفل الافتتاح الرسمي الساعة 18:30 بتوقيت بيروت بين البلد المستضيف قطر والبحرين.الاستعدادات للحدث العربي ـ الذي يقام للمرة الأولى تحت مظلة الاتحاد الدولي «فيفا» ـ اكتملت، على أن تستضيف 6 ملاعب المباريات العربية وهي إضافة الى استاد البيت، ملعب أحمد بن علي، الجنوب، الثمامة، المدينة التعليمية و974. وتستمر البطولة حتى الثامن عشر من كانون الأول المقبل.
وتنقسم المجموعات في البطولة إلى أربعة، وتضم المجموعة الأولى كلاً من قطر والعراق وعمان والبحرين. أما المجموعة الثانية فتضم تونس والإمارات وسوريا وموريتانيا، فيما يلعب في المجموعة الثالثة منتخب المغرب إلى جانب السعودية والأردن وفلسطين، وفي الرابعة هناك الجزائر ومصر ولبنان والسودان.
ويُعدّ منتخب قطر من بين أكثر المنتخبات جاهزية واكتمالاً للصفوف. ويقول لاعب وسط الدحيل عاصم ماديبو إن: «هذه البطولة ليست للتعويض. نحن ننافس مع مدارس مختلفة غير المدارس الأوروبية في التصفيات». ويضيف في حديث مع وكالة الصحافة الفرنسية: «كلّ المنتخبات حظوظها متساوية وهناك فرصة للجميع». وعن مواجهة البحرين اليوم: «عادة ما تكون مباراة الافتتاح صعبة، ولكن نحن قادرون».
واكتفى المنتخب القطري طيلة 58 عاماً بمشاركتين فقط في بطولات كأس العرب التسع السابقة، فظهر للمرة الأولى في كأس العرب الرابعة التي جرت في السعودية عام 1985 وحلّ رابعاً، فيما جاء وصيفاً للنسخة السابعة التي استضافها على أرضه عام 1998.
من جهته، يدخل المنتخب البحريني المنافسات بنوايا تحقيق إنجاز جديد في الدوحة، حيث أحرز لقبه الخليجي الأوّل عام 2019. وبعد ست مشاركات سابقة أعوام 1966 و1985 و1988 و2002 و2012، حلّ المنتخب البحريني وصيفاً مرتين في عامَي 1985 و2002، ويأمل حالياً بلقب جديد، بعد كأس غرب آسيا في العراق عام 2019 وبعدها مباشرة اللقب الخليجي في الدوحة.

الفكرة لبنانية
الجدير ذكره أن فكرة تنظيم كأس العرب انطلقت عام 1957 من لبنان، عبر الصحافي ناصيف مجدلاني والأمين العام لاتحاد كرة القدم عزت الترك. ودعا الاتحاد اللبناني إلى اجتماع عُقد في بيروت في أيلول/سبتمبر 1962، بحضور مندوبي الاتحادات المحلية العربية وقرّر إطلاق مسابقة كأس العرب للمنتخبات على أن تستضيف العاصمة اللبنانية الدورة الأولى في العام التالي. ورحّب العديد من الاتحادات العربية بالفكرة إلى أن تقرّر إطلاقها من بيروت حيث أبصرت البطولة النور بين 31 آذار/مارس و7 نيسان/أبريل 1963 بمشاركة 5 منتخبات، هي تونس وسوريا والكويت والأردن ولبنان المضيف.
خاض لبنان 27 مباراة في بطولة كأس العرب، حيث فاز في 8 مباريات وتعادل في 7 مواجهات وخسر 12 مرة


واحتضن ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية المباريات، وتميّز العديد من الأسماء اللبنانية خلال البطولة مثل الحارس سميح شاتيلا ومحيي الدين عيتاني «تابيلو» وجوزف أبو مراد وسمير العدو وليفون ألتونيان ومارديك تشاباريان وعدنان الشرقي (صاحب الهدف الأول في تاريخ البطولة بمرمى الكويت). كما شارك مع المنتخب المضيف محمود برجاوي الذي قال في حديث مع وكالة الصحافة الفرنسية: «كانت البطولة العربية مناسبة للقاء أبرز النجوم في الوطن العربي، وكنّا نشعر بفرح كبير عندما نواجه منتخبات كبيرة ولاعبين مميزين في تلك الحقبة».
وتُوّج المنتخب التونسي باللقب وقتها، بعدما حقّق 4 انتصارات متقدّماً على سوريا، فيما حلّ لبنان ثالثاً في أفضل نتيجة له في البطولة.
وتُعتبر المشاركة في البطولة الحالية هي الثامنة للبنان، إذ واظب على خوض غمارها فحلّ رابعاً في النسخة الثانية عام 1964 في الكويت، وفي الثالثة في بغداد عام 1966.
وبعد انقطاع طويل وحلول «كأس فلسطين» بدلاً منها بعد حرب 1967، غاب لبنان عن المشاركة إلى أن تقرّر أن يستضيف نسخة 1982، إلاّ أنها تأجّلت مجدداً بسبب الحرب الأهلية والاجتياح الصهيوني للبنان حين تم تدمير المدينة الرياضية.
وعادت كأس العرب للرجال إلى الظهور من جديد وأقيمت نسختها الرابعة عام 1985 في مدينة الطائف السعودية بغياب لبنان.
وشارك «رجال الأرز» في نسخة الأردن 1988، حيث لعب ضمن المجموعة الأولى فتعادل مع العراق سلباً ومع تونس (1-1)، وخسر أمام مصر (صفر-3) وحقّق فوزاً وحيداً على حساب السعودية بهدف وحيد سجّله محمود حمود برأسه.
وغاب لبنان مجدداً عن منافسات النسخة السادسة في سوريا 1992، وودّع من الدور الأوّل في السابعة في الدوحة 1998 وكذلك الثامنة في الكويت 2002 والتاسعة في السعودية 2012.
خاض لبنان 27 مباراة في بطولة كأس العرب، حيث فاز في 8 مباريات وتعادل في 7 مواجهات وخسر 12 مرة.