قبل فترةٍ قصيرة خرجت أنباء عن إمكانية مشاركة فريقٍ لبناني في مسابقة دوري أبطال آسيا لكرة القدم، وقد ذهب البعض الى تحليل حظوظ الأنصار بطل لبنان في الذهاب الى البطولة القارية الأهم انطلاقاً من النصف مقعد الذي يمكن أن يُمنح الى لبنان. الأسوأ كانت الأنباء أيضاً عن جهوزية النادي البيروتي العريق لدخول ميدان الكبار وتجهيزه ملفاً كاملاً ومتكاملاً يتوافق مع الشروط والمعايير التي يفرضها الاتحاد الآسيوي على أي فريقٍ لحصوله على ترخيص المشاركة في مسابقتيه.لكن الواقع أن البعض تجاهل عمداً أو من دون قصد مسألة رسوب فرقٍ آسيوية ذائعة الصيت في هذا الامتحان، ورفضوا حتى التنازل عن حلمٍ كبيرٍ من هذا النوع حتى جاءهم الخبر الصادم: الأنصار والنجمة خارج قائمة الفرق التي حجزت مكانها في المسابقة الآسيوية الرديفة!
هو خبرٌ صاعق من دون شك لا بالنسبة الى إدارة الناديين أو بالنسبة الى جماهيرهما فقط، بل الى كل متابعٍ للعبة، وخصوصاً في هذه المرحلة حيث تغيّرت نظرة القارة الآسيوية الى الكرة اللبنانية بفعل نتائج منتخبها في الاستحقاقات المهمة، وطبعاً ما قدّمته خلال مشاركات الأندية في نُسَخ مختلفة، وأهمها طبعاً النسخة قبل الأخيرة عندما توّج العهد بلقب كأس الاتحاد الآسيوي.
الواقع أن من الصعب اتهام طرفٍ واحد في ما حصل، وهو ما تتفق عليه الأطراف المختلفة حيث يبدو أن ظروفاً معيّنة أوصلت الأمور الى ما هي عليه، ما يشكّل سابقة غير محبّذة في هذه الفترة بالتحديد لأن المشاركة الآسيوية ستعوّض غياب اللاعب الأجنبي أو أي تراجعٍ عام حاصل، وذلك من باب احتكاك اللاعبين مع فرقٍ خارجية ما يرفع من مستواهم وينعكس هذا الأمر بالتالي إيجاباً على المنتخب الوطني.
وفي بحثٍ عن أساس المشكلة، يتّضح أن ما أبعد الأنصار هو سببٌ يختلف عن ذاك الذي وضع النجمة خارج القارة الآسيوية، إذ إن ظروف الناديين اختلفت، وعملهما في هذا الإطار لم يكن متشابهاً أبداً.
اللافت أيضاً أنه في موازاة عدم ورود أي تعليقٍ رسمي علني من خارج دائرة الناديين، يتفادى إداريو «الأخضر» و«النبيذي» الحديث عن المسألة بشكلٍ رسمي، مفضّلين سرد القصة من دون ذكر المصدر.

الأنصار والملف الناقص
بطل لبنان كان يعلم بلا شك أنه سيذهب الى آسيا بعد تتويجه باللقب المحلي أواخر نيسان الماضي، فكان أن انكبّ على تحضير ملفه بحسب ما يقول مصدر إداري، بحيث عمل على تزويد الاتحاد المحلي بالمستندات التي يفترض أن ترسل من قبله، في موازاة تحميله مستندات أخرى عبر النظام الإلكتروني الذي خوّل بالولوج إليه، إذ إن هناك معيارين للملفات، أحدهما بتصنيف «أ» وهو أولويّة لا غنى عنها بحيث مطلوب تأمين كلّ المستندات للحصول على ترخيص، والثاني بتصنيف «ب».
سابقة غير محبّذة في فترة تغيّرت فيها نظرة القارة الآسيوية إلى الكرة اللبنانيّة


وبحسب المعلومات، لم يكن ملف الأنصار مكتملاً حتى يوم المهلة النهائية لتأكيد التسجيل بحيث احتاج الى إضافة عقدٍ مع طبيب وآخر مع مسؤولٍ أمني، وهو ما حصل قبل أن يُفاجأ النادي بإغلاق باب إضافة أيّ تحديثٍ على ملفه إلكترونياً، ما دفعه بحسب المصدر الى إخطار الجهات المعنيّة المولجة بإغلاق الملف وتأكيد التسجيل قارياً عند نهاية عمل النادي به. وتضيف المصادر الأنصارية إنها اعتقدت أن الأمور تسير طبيعياً ولو أن أيّ ردٍّ أو تأكيد من الاتحاد الآسيوي لم يصلها، مشيرةً الى أمرين: أوّلهما أنه كان يفترض أن تكون هناك متابعة داخلية من النادي لمعرفة مصير ما أرسلته الى الشخص المعني، وثانيهما أن هناك مؤشرات إيجابية لإعادة تسجيل الأنصار بحكم أن الأمور واضحة عبر النظام الإلكتروني، والتي تشير الى أن النادي التقى مع القسم الأكبر من المطلوب للحصول على الترخيص.

النجمة كان بالانتظار
في ما خصّ النجمة تبدو الأمور مغايرة، إذ مرّت فترة غير قصيرة على آخر مشاركة للفريق البيروتي الشعبي في كأس الاتحاد الآسيوي، وبالتالي فإن ملفه لا يتمّ تحديثه أوتوماتيكياً بشكلٍ سنوي إذا ما كان بعيداً عن البطولة القارية. من هنا، كان النادي ربما ينتظر إشعاراً رسمياً بحسب مصدرٍ إداري رفيع المستوى لكي يبادر الى إكمال ملفه ضمن المهل، وهو حصل ولم يحصل في آنٍ معاً بحسب المصدر نفسه.
حصل في فترةٍ سابقة تعود الى أشهرٍ طويلة عقب انتهاء الموسم، لكن الفراغ في منصب مدير النادي الذي يُبلّغ كخطوة أولى في هذا الإطار، حال دون وصول الجهة المبلّغة الى شخصٍ معنيّ بالموضوع. كما لم يحصل لجهة المتابعة والإبلاغ بالمتوجّب على حدّ قول المصدر النجماوي الذي يستبعد سوء النية ويصوّب على نقطةٍ تتمحور حول التغيّرات التي تحصل غالباً في الأندية على صعيد الأشخاص أو غياب أحدهم لسببٍ أو لآخر، ما يعني أن المتابعة يجب أن تكون شبه دائمة في الملفات المهمة مع القادمين الجدد أو الذين كانوا بعيدين عن الأجواء خلال فترة العمل عليها.
الأمر الصعب بالنسبة الى النجمة حالياً هو أن الملف يحتاج الى عملٍ ليس ببسيط، يتطلّب أياماً وساعاتٍ طويلة لإيضاح الصورة حول أمورٍ أساسية يسأل عنها الاتحاد الآسيوي، على غرار الإدارة، العقود، الملعب، الميزانية، الإعلام، والأمن، الخ...
وفي موازاة إعداد الملف، يبدو الترقّب النجماوي الآن حول ما يمكن أن يخرج عن الاتحاد الآسيوي، وسط أمله بأن يوضح الاتحاد المحلي حقيقة الأمر للاتحاد الآسيوي بطريقة مقنعة ليحصل على استثناء يخوّله المشاركة في كأس الاتحاد، بحسب ما يشرح المصدر الذي يختم بصراحة: «لكن حتى الآن لا مؤشرات إيجابية بهذا الخصوص.