ترك «كأس الصيف» الذي نظّمه الاتحاد اللبناني لكرة الطائرة انطباعاً ملموساً وهو أن الكرة الطائرة قد تكون أقل الألعاب الشعبية خسارةً إثر الأزمات المتلاحقة التي أصابت الجميع. هذه اللعبة توقّفت لمدة موسمين عقب أحداث الشارع، ومن ثم أزمة وباء «كورونا»، فخسرت اليوم العنصر الأجنبي وبعض النجوم الذين طبعوها بطابعهم الخاص، لكن عند أول مناسبة في طريق العودة بدا الاهتمام كبيراً بها. هو أمر يختصره عمل أندية الدرجة الأولى التي سعت إلى تعزيز صفوفها وإطلاق تمارينها منذ فترةٍ ليست بقصيرة، وأيضاً يُمكن لمس هذه النقطة من خلال المتابعة الجماهيرية للمسابقات الصيفيّة بحيث تأكّد ما هو معروف بأن الكرة الطائرة لا تزال تُثير اهتمام محبّي الرياضة في بقاعٍ مختلفة من لبنان.إذاً بعد عامين على الغياب تطلّ البطولة بموسمها الجديد في 12 تشرين الثاني المقبل بمشاركة 13 فريقاً هي: سبيد بول شكّا بطل النسخة الأخيرة من البطولة المحليّة، الشبيبة تنورين وصيفه، الأنوار الجديدة، الزهراء الميناء، الشبيبة البوشرية، الرياضي المتين، الجيش اللبناني، الرسالة الصرفند، الرياضي مشمش، الإنعاش الاجتماعي قنات، طلائع دلهون، الرياضي القلمون، والسفارة الأميركية.

ثمانية أقوياء
بين هذه الفرق توضح القراءة الفنية بأن 8 منها ستأخذ مكاناً منافساً خلال الموسم، وهو أمر سيتضح أكثر في مرحلة الإيّاب التي ستقام على أساس الدوري بين الأندية الثمانية الأوائل على أن يحتفظ كل نادٍ بترتيبه ونقاطه من مرحلة الذهاب التي تُقام على أساس الدوري لمجموعة واحدة لجميع الأندية المشاركة.
هذا الأمر يترك علامة استفهام على 4 أو 5 فرق بالنسبة إلى مستواها، وهو ما ستكشف عنه البطولة في مراحلها الأولى بعد استعادة الفرق حساسية المباريات، وهي التي بدأت غالبيتها في استعداداتها قبل حوالى الشهر ونصف، وقد شهدت تشكيلاتها العديد من التغييرات بفعل التخلي عن العنصر الأجنبي الذي ساهم بشكلٍ كبير في رفع مستوى البطولة في الأعوام القريبة الماضية حيث حملت الفرق الميسورة على استقدام لاعبين عالميّين لتعزيز صفوفها في محاولة للذهاب بعيداً في مشوار البطولة.
إحدى أكثر البطولات انتشاراً تعود بعد عامين بحضور الجمهور في ملاعبها


وإذ يُمكن ترشيح سبيد بول وتنورين والجيش والزهراء للعب الأدوار الأولى، وبدرجة أقل ربما الأنوار والبوشرية، وبعدهم قنات والقلمون، يُتوقّع ألا ينخفض المستوى كثيراً بغياب الأجانب، وذلك بسبب وجود لاعبين لبنانيّين جيّدين، وتُضاف إليهم مواهب شابّة منه من سيلعب للمرة الأولى بين الكبار كونه سيحصل على هذه الفرصة إثر خروج الأجنبي من الحسابات وهجرة لاعبين محليّين آخرين للعمل في الخارج كما هو الحال في كل الرياضات.
لكن لا يخفى أن كل الفرق التي ستقدّم لوائحها ستُضمّنها أسماء اللاعبين المهاجرين أو أولئك الذين كانوا قد استعادوا الجنسية اللبنانية بعدما نشأوا في بلاد الاغتراب، ذلك لكي يكونوا معها في المراحل النهائية، وهو ما سيعزّز صورة البطولة التي يسعى القيّمون عليها لنقلها تلفزيونياً كتأكيدٍ للمتابعين بأنها لم تخسر شيئاً من مستواها العام الذي جعلها يوماً محطّ اهتمام بالنسبة إلى القنوات التلفزيونية المحلية.

الجمهور لن يغيب
رئيس الاتحاد اللبناني للعبة وليد القاصوف تحدث لـ«الأخبار» عن تطلعاته، قائلاً: «ستكون البطولة جيّدة بلا شك لأنها ستشهد مشاركة نخبة من الناشئين، وحتى بطولة الدرجة الثانية يمكن متابعتها بشكلٍ حثيث هذه السنة لأنه يوجد فيها فرقاً بمستوى فرق الدرجة الأولى، وهي ستنطلق في 18 تشرين الثاني المقبل، على أن نطلق أيضاً بطولة السيدات في 5 كانون الأول، وهي الأخرى تشهد مشاركة واسعة تتمثّل بـ13 فريقاً، وستكون شيّقة بدورها على اعتبار أن اللاعبات المميزات كنّ حكراً على فريقين أو ثلاثة سابقاً لكن توزّعن حالياً على عددٍ أكبر من الفرق، إضافةً إلى بروز عددٍ من الناشئات بمستوى رفيع».
ولا يُخفي القاصوف أن غياب اللاعبين الأجانب الثلاثة عن كل فريق في بطولة الدرجة الأولى للرجال سيفقدها شيئاً من تميّزها: «لكن غياب الأجنبي سيُعطي فرصة للاعبين الناشئين الذين يحتاجون إلى اللعب لتطوير مستواهم، لذا لا أخفي بأنني أتمنى عدم استقدام أي لاعبين أجانب في السنوات الثلاث المقبلة لإعطاء فرصة أكبر للاعبينا المحليين».
ويأتي كلام رئيس الاتحاد انطلاقاً من هدفٍ واضح وضعه في ولايته وهو العمل على تعزيز وضع منتخبات الفئات العمرية للرجال والسيدات والكرة الشاطئية، كاشفاً لـ«الأخبار» أنه أثناء لقائه رئيس الاتحاد الدولي للكرة الطائرة البرازيلي آري دا سيلفا غراسا أخيراً على هامش الاجتماع التنسيقي لرؤساء اتحادات دول المشرق العربي ودول الخليج العربي في دبي الإماراتية، أخذ وعداً منه بالحصول على دعم دولي للمنتخبات وفق دراسة سيعدّها الاتحاد المحلّي على أن يصل بعد 3 سنوات إلى معدّل أعمار لا يفوق الـ 24 سنة رجالاً وسيدات.
وعن الجمهور، كشف القاصوف: «لا يمكننا إبعاد المشجعين عن المباريات، وخصوصاً بعدما رأينا الحضور الغفير لنهائي كأس الصيف للرجال والسيدات في نادي الفيدار حيث لم أجد مكاناً لنفسي لكنني كنت سعيداً بما رأيت وبالشغف الذي لم يفقده محبو الكرة الطائرة للعبتهم، وهو أمر ثبُت أيضاً في نهائي كأس الصيف لمواليد 2000-2001 الذي أُقيم في نادي البترون وسط حضورٍ كثيف، لذا سنسمح بدايةً لـ200 مشجّع للفريق صاحب الضيافة مقابل 50 للفريق الضيف على أن نتعامل مع المراحل المقبلة بحسب ما يقتضيه الوضع العام».