لم يسقط العهد في فخ الموسم الماضي عندما تعثّر أمام شباب البرج بتعادله معه (1-1)، ليبدأ نزف النقاط الذي أفقده لقبه في نهاية المطاف.على ملعبه، قفز العهد الى مركز الوصافة بنفس نقاط شباب الساحل المتصدر إثر فوزه المستحق على ضيفه «البرجي» 2-1، في مباراةٍ مؤجلة من المرحلة الثانية من الدوري اللبناني لكرة القدم.
مباراةٌ هي الأخيرة قبل أن يحلّ الهدوء في الملاعب لمدة 15 يوماً إفساحاً في المجال أمام خوض منتخب لبنان مواجهتين أمام سوريا والعراق في الدور الحاسم المؤهل الى تصفيات كأس العالم 2022 في قطر. وقفةٌ مهمة جداً بالنسبة الى الفرق لإعادة تقييم نفسها، إذ إن المستوى العام حتى هذه اللحظة لم يعكس الكثير من الأمور المثيرة للاهتمام أو التي يمكن أن تكون سبباً في إثارة الجمهور لعدم تفويت أي لحظة من المباريات المتبقية.
لقاء العهد وشباب البرج هو خير دليل على هذا الكلام، إذ لا مستوى بطل الموسم قبل الماضي بدا مرتفعاً ولا مستوى خصمه عكس صورة فريقٍ يلعب في الدرجة الأولى، فكان الفارق بينهما هو أن العهد يملك أسماءً قادرة على الحسم عندما تسنح الفرصة، وهو ما حصل عندما حصل على ركلة جزاء ترجمها محمد قدوح الى هدفٍ افتتاحي في الدقيقة 22، وعندما حصل على ركلةٍ حرة في الدقيقة 51 نفذها حسين منذر بنجاح، ليردّ سريعاً على هدف التعادل الذي سجله أيمن أبو صهيون، وكان الأول للفريق الضيف في الدوري بعد مباراتين عجاف.
وبالتأكيد بعد صعوده ليقف في المركز الثاني بفارق الأهداف عن الساحل (7 نقاط لكلٍّ منهما) وبفارق نقطة عن الحكمة الثالث (6 نقاط)، يمكن بدء الحديث عن بقاء العهد في مركزٍ متقدّم حيث اعتاد أن يكون. لكن الواضح أن فريق المدرب باسم مرمر يعيش مرحلةً أخرى عنوانها انتقال الراية من المخضرمين الى الشباب، والدليل بقاء حسين دقيق مثلاً على مقاعد البدلاء لمصلحة محمد الحايك، ومشاركة حسين مرتضى أساسياً في الدفاع، ومثله حسن سرور في الوسط.
فاز العهد على شباب البرج بهدفين لواحد في مباراة مؤجلة من المرحلة الثانية


وقد تكون مشاركة هؤلاء قسرية بحكم الغيابات التي عصفت بتشكيلة العهد في كل الخطوط، لكن الفوز يرفع من أسهم العهداويين لأنهم أظهروا أن بإمكانهم تخطّي مشكلاتهم وتحقيق المطلوب عندما تدعو الحاجة.
إذاً فوزٌ مهم، لكنه حمل ملاحظات كثيرة؛ منها عدم التجانس في الكثير من الأحيان بين الخطوط ما أدى الى الكثير من التمريرات الخاطئة، تضاف إليها أخطاء كل لاعبي خط الظهر في التمرير ما هدّد مرمى مصطفى مطر مراراً وتحديداً في الشوط الأول عندما واجهه أبو صهيون مرتين.
العهد سيعيد حساباته بالتأكيد، ولديه الحلول بلا شك مع عودة المصابين تدريجياً وامتلاكه أسماءً دولية راقبها المدير الفني للمنتخب الوطني التشيكي إيفان هاشيك من المدرجات التي شهدت حضوراً لافتاً، رغم أن قرار منع «المتفرجين» لا يزال سارياً. أما شباب البرج فهو يعيش مشاكل حقيقية في وقتٍ مبكر من الموسم، وهو رغم افتقاده نجمه حسين عواضة بفعل عدم مشاركته كونه معاراً من العهد، ومثله المدافع محمد الحسيني، بدا فاقداً الحلول والجرأة لمواجهة فريقٍ أقوى منه على الورق، إذ حتى عندما سجّل هدف التعادل انكفأ إلى الخلف تاركاً لخصمه المساحات ليسرح ويمرح ويصنع الخطورة.
هذه هي أصلاً مشكلة العديد من فرق الدرجة الأولى هذا الموسم، وخصوصاً تلك التي تشعر بـ«عقدة نقص» أمام من يقال بأنها أقوى منها، فتصيب طموحاتها المحدودة المباريات في مقتل وتضعف مستوى التحدي والمنافسة فيها وتبطئ إيقاعها، وهو أمرٌ مستغرب في الكثير من الأحيان، وخصوصاً عندما تسمع من بعض مدربيها وإدارييها قبل المباراة عبارة «كل الفرق متل بعض».