لن تكون المرحلة الثانية من الدوري اللبناني بنفس صورة المرحلة الأولى، أقلّه بسبب ارتدادات هذه الأخيرة التي تركت ضجة في مكانٍ ما، وتحديداً لناحية الفرق التي تعثرت بشكلٍ غير متوقّع في بداية المشوار. أوّل هذه الفرق هو الأنصار الذي سقط أمام البرج بهدفٍ وحيد افتتاحاً، وهي نتيجة كانت مخيّبة إلى أبعد الحدود بالنسبة إلى حامل اللقب الذي يضمّ عناصر مميّزة كثيرة في مختلف الخطوط وغالبيتها تواجدت سويّاً الموسم الماضي، ما يعني أن مستوى الانسجام بينها هو أعلى من ذاك الموجود في البرج الذي يعتبر من أكثر الفرق استقداماً للاعبين الجدد خلال سوق الانتقالات الصيفية.
مصادر حكماوية نفت الأنباء التي تحدثت عن انتقال حيدر عواضة إلى الدوري العراقي (طلال سلمان)

المهم أن الأنصار سيلعب مع الحكمة غداً السبت عند الساعة الرابعة بعد الظهر على ملعب مجمع الرئيس فؤاد شهاب الرياضي في جونية، وهي ستكون أول مباراة بينهما منذ فوز الأنصاريين بهدفين نظيفين في إياب موسم 2015-2016.
نتيجةٌ يعرف الأنصاريون أن تحقيقها مجدداً لن يكون بسيطاً، خصوصاً أن الحكمة يدخل إلى المواجهة منتشياً بفوزه على سبورتينغ (3-1) في الجولة الأولى، وهو انتصار منحه ثقة كبيرة بعدما عرف أن فريقه يبدو قادراً على تحقيق النتائج الإيجابية في دوري الأضواء بعد غيابٍ طويل عنه، آملاً أن يحقق فوزه الأول على الأنصار منذ إياب موسم 2009-2010 عندما هزمه 3-2 في طرابلس.
أضف أن ما يقلق أنصارياً هو عدم تقديم الفريق الأداء المنتظر منه أمام البرج، ليكون الاعتماد الأكبر بالنسبة إلى المدرب الألماني روبرت جاسبرت هو على الأفضلية النفسية التي يملكها فريقه، إذ لا شك أن الحكماويين يعرفون جيّداً بأنهم يقابلون الفريق البطل المليء بالنجوم المميزين مقابل فريقٍ حديث العهد بعد تعاقدهم مع 17 لاعباً في الصيف. أضف أن الأنصار سيدخل إلى اللقاء وظهره إلى الحائط حيث لن يحتمل ضغوط أي تعثرٍ جديد، ما يعني أنه سيرمي بكل ثقله في سبيل تحقيق الفوز.
من هنا، لن يكون مستغرباً أن يلجأ الحكمة إلى خطة محكمة دفاعياً مع عناصر ثابتة في الخلف، وذلك في موازاة الاعتماد على المرتدات للوصول إلى المنطقة الأنصارية، حيث يفترض أن يتواجد الهداف حيدر عواضة صاحب هدفين أمام سبورتينغ، علماً أن قلقاً حام حول مشاركته في اللقاء بعد أنباءٍ عن مغادرته إلى فريق نوروز الصاعد حديثاً إلى الدوري العراقي الممتاز، لكن مصادر حكماوية أكدت أن لا شيء رسمياً حتى الآن، مشيرةً أيضاً إلى أن اللاعب نفسه سبق أن تلقى اتصالات من نادٍ أردني لكن الموضوع لم يكن جديّاً في نهاية المطاف.
وكما هي حال الأنصار يبدو حال غريمه النجمة الذي يرحل إلى طرابلس لمواجهة فريق المدينة يوم الأحد عند الرابعة بعد الظهر.
يتطلع الأنصار إلى التعويض أمام الحكمة الذي لم يتغلّب على بطل لبنان منذ 11 عاماً


الفريق «النبيذي» لم يكن في مواجهته الأولى ضحيةً فقط للخطة الدفاعية القوية والمتّسمة بالفدائية لفريق الصفاء، بل إنه افتقد إلى هويته الحقيقية كفريقٍ متوازنٍ دفاعاً وهجوماً، فبدا أن الحلول الفردية هي الوحيدة القادرة أن تنقذه في تلك المباراة، لكن ظهور قسمٍ كبيرٍ من لاعبيه في مستوى متراجع أخرجه بنقطةٍ واحدة فقط.
من هنا، ستكون الفرصة سانحة لتغيير هذه الصورة في مواجهة فريقٍ سقط في ختام المرحلة الأولى لكن ليس بأكثر من هدف وأمام فريقٍ قوي هو العهد. ورغم أنه يبدو مجهولاً ما سيقدّمه النجمة في طرابلس، سيحمل اللقاء إطلالة أولى للمدير الفني الجديد السوري ماهر البحري الذي أحدث خروجه المفاجئ من نادي الوحدة ضجّة في الكرة السورية، وسط آمالٍ نجماوية بأن يحدث حضوره إلى بيروت ضجةً أكبر لكن من ناحية إيجابية، خصوصاً أنه أشار إلى معرفةٍ بحاجات وثغرات فريقه واعداً بمعالجتها.

سقط الأنصار أمام البرج بهدفٍ وحيد افتتاحا

وتفتتح المرحلة الثانية اليوم الساعة 15.30 بلقاء سبورتينغ والإخاء الأهلي عاليه على ملعب العهد، وهي مباراة مهمة جداً للطرفين كون الأول يريد الاستفادة من أوّل درس له في الدرجة الأولى حيث ظهر أنه بحاجة للمزيد من العمل والخبرة للارتقاء إلى مستوى التحدي الصعب الذي ينتظره هذا الموسم، بينما وبعد تعادله (1-1) مع شباب الساحل يتطلّع الإخاء إلى بدايةٍ جديدة بعد رحيل العديد من الأسماء عنه، مدركاً سلفاً بأن تكرار ما فعله في الموسم الماضي لن يكون سهلاً.
كما يلعب غداً على الملعب عينه وفي التوقيت نفسه شباب الساحل مع الصفاء، ساعيين إلى فوزهما الأول في لقاءٍ صعب على الساحليين بالنظر إلى العناد الذي أظهره الصفاء، وأصعب على الصفاويين بحكم الأسماء الثقيلة التي يملكها خصمه والقادرة على ترجيح كفته وغير الراضية إطلاقاً عن تعادلها مع الإخاء في وقتٍ ترى فيه فريقها في موقف المنافس على اللقب.
كما سيكون البرج على موعدٍ جديد مع فوزٍ آخر بمواجهة التضامن صور الأحد الساعة 15.30 على ملعب أمين عبد النور في بحمدون بالنظر إلى ما يملكه من نجومٍ يأمل بأن يعطوه أفضلية مبكرة عبر تفادي أي مفاجآت قبل مواجهة الفرق الكبرى الأخرى، وهو الذي ارتفعت معنوياته إلى أقصى مستوياتها حيث يشعر بأنه يمكنه إلحاق الهزيمة بأيٍّ كان بعد إسقاطه الفريق البطل.