هدف واحد وقف بين لبنان والبطاقة المونديالية في كأس آسيا عام 2012. هناك في دبي الإماراتية كانت الفرصة الأقرب لرجال الأرز لتحقيق حلم التأهل إلى كأس العالم، فكانت تلك الخيبة الدافع الدائم قبل كل مناسبة بالنسبة إلى القيّمين على اللعبة والفنيين واللاعبين، إذ لا يخفى أن كل العمل الذي بدأ في عام 2011 تحديداً انصبّ في هذا الاتجاه.لكن هذه المرّة «قرّبت»، وهو الشعار الذي يرفعه الكل عشية خوض منتخبنا مباراتين مصيريتين أمام فيتنام في الإمارات. (يستهلّ لبنان مبارياته في 20 أيار الحالي)، وسيتأهّل الفائز بمجموعهما إلى نهائيات المونديال الذي ستستضيفه ليتوانيا في وقتٍ لاحق من السنة الحالية.
«قرّبت» أكثر من أي وقتٍ مضى، إذ إن إلغاء كأس آسيا دفع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لإقرار مباريات ملحق أعطت فرصة للبنان للحصول على مبتغاه القديم، بعدما اصطدم غالباً بعقبة الدور ربع النهائي، فوجد نفسه خارج كأس آسيا بهزائم تلقاها أمام كبارها، أمثال إيران، اليابان، وتايلاند.
لكن قد يكون الحظ حليف لبنان هذه المرّة لأن القرعة ظلمته في كل مناسبة مهمة ومؤهلة إلى المونديال، فكان المسار شاقاً باتجاه دورٍ مؤهل إلى الحدث العالمي. القرعة خدمت لبنان أيضاً هذه المرّة، فأبعدت تايلاند ووضعته في مواجهة العراق، بينما تركت تحدّياً متمثلاً بفيتنام.
صحيحٌ أن هذا المنتخب تطوّر بشكلٍ كبير وفرض نفسه بين أقوياء القارة الصفراء، لكن متابعة الصفحات الخاصة بكرة الصالات هناك، تترك انطباعاً بأن هناك توجّساً من لقاء المنتخب اللبناني حيث الحديث عن عدم جهوزية تامة أو غيابات لمفاتيح أساسية بسبب الإصابة.
إذاً تريد الظروف خدمة لبنان، لكن يفترض أن يخدم نفسه أيضاً ويؤمّن المطلوب لتأمين العبور التاريخي إلى أهم حدثٍ في الفوتسال.
من هنا، كان الاتحاد اللبناني لكرة القدم حاضراً منذ اللحظة الأولى لإعلان مباريات الملحق، فسارع إلى التوقيع مع المدرب الإسباني راميرو دياز ومساعده ميغيل غارسيا، ليعود بالتالي إلى المدرسة الإسبانية التي كادت توصله إلى المونديال مع أول مدرب أجنبي في تاريخ المنتخب وهو باكو أراوجو، الذي نقل اللعبة إلى مستوى آخر بأفكاره التطويرية وقدّم أسماء جديدة مع المنتخب الذي كان قريباً من تحقيق الإنجاز قبل 9 أعوام.
الاتحاد اللبناني يحشد كلّ طاقات الفوتسال لتحقيق إنجازٍ تاريخي طال انتظاره


دياز أيضاً يقف في وضعٍ مشابه إلى حدٍّ ما، إذ إن المنتخب الحالي مرّ بمرحلةٍ انتقالية حملت وجوهاً شابة إليه بدلاً من الوجوه التقليدية التي انتقل بعضها إلى كرة القدم. المدرب الجديد بدأ بالتعرّف إلى الجميع في نهاية الأسبوع، واقفاً أمام مروحة خيارات كبيرة قبل دخول المنتخب معسكراً داخلياً، ومن ثم انتقاله إلى معسكرٍ آخر خارجي قبل الاستحقاق الحاسم.
وبحسب المتابعين على الأرض أظهر المدرب الجديد أفكاراً تكتيكية عالية المستوى منذ اليوم الأول لإشرافه على التدريبات، وهو أمر غير مستغرب كونه يحمل خبرة طويلة في كرة الصالات الأوروبية حيث قضى 15 عاماً في إيطاليا مع فرقٍ معروفة، قبل أن ينقل خبرته إلى نادي الكويت الكويتي فائزاً بكل الألقاب المحلية الممكنة. كما أن مساعده غارسيا المتخصّص بالإحصاءات هو حارس مرمى سابق ومدرب حراس، الأمر الذي يشكّل إضافةً إيجابية لأن حراس المرمى بحاجةٍ إلى تدريبات خاصة يتولّاها حالياً أحد أفضل حراس المرمى الذين مرّوا على المنتخب وهو ربيع الكاخي.
بطبيعة الحال، يبدو الجهاز الفني مكتملاً وعلى أعلى مستوى، إذ إن مدرب اللياقة البدنية بيار فلفلي كان قد التحق به أيضاً، وهو الذي سبق أن عمل مع المنتخب في محطاتٍ عدة ورافقه للمرة الأولى في كأس آسيا 2010 التي أقيمت في اوزبكستان.
ويبدو التوجّه واضحاً عند القيّمين وهو استدعاء كل من يمكنه مساعدة المنتخب في هذه الفترة القصيرة من التحضيرات، والتي قد تشكّل محطةً تاريخية ومنعطفاً إيجابياً في تاريخ اللعبة، فكان الحديث عن استدعاء لاعبين يشكلون حاجة للمنتخب، أمثال نجمه السابق علي طنيش «سيسي» الذي تألّق مع النجمة هذا الموسم في ملاعب كرة القدم، لكن الإصابة التي تعرّض لها أخيراً قد تدفع إلى البحث عن خطةٍ بديلة لملء مركز الارتكاز (Pivot)، في وقتٍ يُنتظر أن يلتحق بالمنتخب النجم الآخر كريم أبو زيد الذي كان قد هاجر للعمل في أفريقيا.
الحلم قريب والفرصة متاحة، ويبقى على منتخب لبنان الاستفادة من كل الظروف المذكورة سلفاً ومنح لبنان فرحةً استثنائية في زمنٍ صعب افتقد فيه إلى الإنجازات الرياضية.



اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا