لم يكن الأنصاريون يتمنّون أفضل من نهاية كهذه للدوري المنتظم. تحقق نصف الحلم واعتلى الأنصار الصدارة وحيداً من دون شريك له، وبفارق نقطتين عن النجمة (27 نقطة للأنصار، و25 نقطة للنجمة). انتظر الأنصاريون طويلاً كي يعيشوا هذه اللحظة. هي ليست الأولى في السنوات الأخيرة، لكن هذا الموسم يبدو الأنصار أقرب من أي وقت مضى من منصة التتويج.كان فريقا الأنصار والنجمة ومعهما الصفاء أبرز الفائزين في الأسبوع الحادي عشر والأخير من الدوري المنتظم. لمَ لا والأنصار خرج من هذا الأسبوع بطلاً للمرحلة الأولى. صحيح أنه لقب معنوي، لكن في الوقت عينه يمهّد نحو اللقب الحقيقي. النجمة من جهته يحق له الاحتفال في الأسبوع الحادي عشر. فهو أصبح وصيفاً بعد فوزه الغالي والمستحق على شباب الساحل 2-1 على ملعب جونيه. هدفا «خبرة» عبر المخضرم محمد غدار، في مقابل هدف ساحلي متأخر في الدقيقة 92 عبر البديل محمد حمادة. حقق النجمة ما عجز عنه الأنصار والعهد والصفاء وغيرها من الفرق، وأسقط «الأزرق» العنيد للمرة الأولى هذا الموسم. فاز على الساحل وسجّل هدفين في مرمى فريق لم تتلقّ شباكه سوى هدف واحد في عشر مباريات (جاء خطأ في مرماه).
لا يمكن اعتبار فوز النجمة عادياً، فهو جاء في ظل ظروف صعبة جداً للنبيذي مع غياب عدد كبير من اللاعبين، سواء بسبب الإيقاف أم الإصابة أم كورونا. لكن المدرب موسى حجيج ولاعبوه عرفوا كيف يتخطّون الصعوبات ويخرجون فائزين من «معركة» جونيه. بدا الإصرار على اللاعبين للفوز واضحاً. تفوّقوا نفسياً على الساحليين الذين قدّموا مباراة سيّئة، ولم يظهروا بمظهر الفريق الآتي للفوز. بدت الرهبة على لاعبي الساحل، ولم يقدّموا صورة فريق يستحق البطولة، فخسر الساحل وتراجع الى المركز الثالث برصيد 24 نقطة.
فوز النجمة وخسارة الساحل سمحا للأنصار بانتزاع المركز الأول بعد فوزه على الإخاء الأهلي عاليه 2-0 السبت على ملعب جونيه. فوز مستحق كان بطله حسن شعيتو «موني» الذي سجل الهدفين، وكان أحد أفضل لاعبي فريقه الى جانب حسن معتوق. كان الأنصاريون مصرّون على الفوز، ولم يتأثروا بإصابة حارسهم نزيه أسعد في الدقائق العشر الأولى. نجح بديله هادي مرتضى، الذي لعب للمرة الأولى هذا الموسم، في الحفاظ على شباكه نظيفة، بمساعدة خط دفاعه من جهة وضعف حيلة لاعبي الإخاء الهجومية.
نجح الصفاء في احتلال المركز السادس بفوزه الكبير على السلام زغرتا 5-0


الإخاء من جهته ما زال يبحث عن الصورة التي قدمها قبل فترة التوقف. تعرّض لضربة معنوية قبل المباراة مباشرة حين تبيّن إصابة لاعبَيه علي خروبي ودانييل أبو فخر بفايروس كورونا. لكن المستوى الضعيف الذي قدمه الجبليون، خصوصاً على الصعيد الهجومي، لا يمكن إرجاع أسبابه إلى غياب لاعبَيه، فمشكلة الإخاء أكبر من عدم مشاركة لاعبين.
يوم السبت شهد تعادلين، الأول بين العهد وطرابلس سلباً على ملعب بحمدون. تعادلٌ أنهى أي حظوظ للعهد في الحفاظ على اللقب، وكان مقدمة أمام استقالة المدير الفني للعهد رضا عنتر بعد المباراة. استقال عنتر بعد أن أنهى فريقه المرحلة الأولى في المركز الخامس برصيد 17 نقطة فقط خلف الإخاء الرابع بفارق نقطتين. لا يتحمل عنتر مسؤولية هذا الموسم الكارثي للعهد. فاللاعبون ومن خلفهم إدارة النادي يتحملون الجزء الأكبر من المسؤولية. مهما كانت الظروف، لا يمكن لجمهور العهد أن يتقبّل مثل هذه الصورة.
الأسبوع الحادي عشر كان أسبوع الصراع على المركز السادس. حسمه الصفاء رافعاً رصيده الى 16 نقطة بفوزه على السلام زغرتا 5-0 على ملعب بحمدون. سجّل أكرم مغربي ثلاثية، وأضاف موسى الطويل وحيدر خريس هدفين.
في الوقت عينه كان البرج يعود من ملعب كفرجوز بفوز مريح على الشباب الغازية 3-0، سجلها زين العابدين فرّان، محمد قاسم وحسين العوطة. فوز سمح للبرج بالتقدم الى المركز السابع برصيد 14 نقطة متقدماً بنقطة على طرابلس الثامن، وبنقطتين على جاره شباب البرج الذي تعادل مع التضامن صور السبت 1-1. تعادل وضع البرجيين في المركز التاسع برصيد 12 نقطة أمام التضامن العاشر بسبع نقاط. أما المركزان الحادي عشر والثاني عشر فهما للغازية (6 نقاط) والسلام زغرتا (نقطة واحدة).