الضغوط على فرق الدوري اللبناني تحمل وجهين مختلفين في الفترة الحالية، أحدهما صعب على الخاسرين أو المتعثرين، والآخر يحمل في طيّاته مطالب للفرق التي حقّقت تقدّماً أو حققت انتصارات من أجل تقديم المزيد.لكن الضغوط تبقى همّاً مهما كان شكلها، وهي المسألة التي حاول مدربون وإداريون رفعها عن لاعبيهم عشية انطلاق المرحلة السادسة من عمر الدوري، وقد ظهر هذا الأمر جليّاً من خلال اجتماع رئيس نادي الأنصار نبيل بدر بلاعبيه قبل المباراة أمام الصفاء (اليوم الساعة 14.15 على ملعب مجمع الرئيس فؤاد شهاب الرياضي في جونية)، حيث أشاد بأدائهم رغم الخسارة أمام شباب الساحل، معتبراً أنهم قدّموا كل ما لديهم، لكن التوفيق لم يحالفهم.
صحيح أن بدر طالب لاعبيه بتقديم الأفضل، وخصوصاً أنه أمّن كل ما يلزم للفوز باللقب، لكن اللاعبين أنفسهم يشعرون بالضغوط أصلاً، إذ إنهم يعلمون بأن عدم فوزهم باللقب هذه المرّة سيعرّضهم لانتقادات كبيرة، فالتصويب عليهم بدأ منذ اللحظة التي أعلنت عن انتهاء اللقاء أمام الساحل، حيث صبّ المشجّعون المحتشدون على الجسر المؤدي الى ملعب جونية جام غضبهم على لاعبيهم، متهمين إياهم بالتقاعس.
ومما لا شك فيه أن خطوة رئيس الأنصار كانت في مكانها لكي لا يسقط الفريق الأخضر في فخ أي نكسة معنوية، لا بل إن مصدراً خاصاً أكد لـ«الأخبار» أن بدر دفع الرواتب قبل موعد استحقاقها، وذلك في خطوةٍ إضافية لإراحتهم ودفعهم الى تخطّي النكسة أمام الساحل، والتي تأثّر بها سلباً العديد من اللاعبين.
لكن الأهم كان الاجتماع الذي عقده بدر قبل لقائه اللاعبين مع المدير الفني العراقي عبد الوهاب أبو الهيل، الذي لا شك في أنه اكتشف بأن معايير اختيار التشكيلة تفرض عليه التضحية ببعض الأسماء المعروفة لكي يكون قادراً على خلق نظام لعب ثابت ومنظّم، وتحديداً في خط الوسط حيث كان الضياع سيّد الموقف، في وقتٍ غابت فيه اللمحات الخلّاقة عن اللاعبين، تاركين زميلهم حسن معتوق يحاول وحيداً إيجاد الطريق الى الشباك.
يتوقّف الدوري بعد ختام المرحلة السادسة حتى 21 الشهر الحالي بحسب برنامج الاتحاد


وفي موازاة إصابة عباس عطوي «أونيكا» أصبح النجم الجديد في الفريق نادر مطر مطالباً أكثر من أي وقتٍ مضى بتقديم أفضل ما لديه بعدما ظهرت عليه مشكلة الاندماج مع الفريق في الإطلالة الأولى له أساسياً. هذا في وقتٍ تحيط فيه الشكوك بالظهير الأيسر حسن شعيتو «شبريكو» الذي أصيب أيضاً، ما سيفرض على أبو الهيل تبديلاً تكتيكياً لإيجاد التوازن في تشكيلته في حال كان الأخير خارج خياراته.
ومشاكل الأنصار قد تكون بسيطة جداً مقارنةً بمشكلة الصفاء، الذي فوجئ باستقالة المدير الفني إميل رستم، ما ترك الفريق بين يدي المدرب غسان أبو دياب الذي قد لا يطول مشواره مع النادي أيضاً بعدما كان من الساعين شخصياً لعودة رستم للعمل مع النادي. والصفاء سيكون مطالباً بتخطي المباراة الصعبة أمام الأنصار بأفضل شكلٍ ممكن ليدخل العطلة ويبحث جديّاً في اسم المدرب المقبل لقيادته في ما تبقى من عمر الدوري.

العهد يبحث عن التوازن
وبالحديث عن الضغوط والهموم، يمكن ذكر اسم العهد حامل اللقب، إذ إن فوزه الأخير على الشباب الغازية لم يبعده عن هذه الدائرة، لأن بطل لبنان لا يزال يبحث عن صورته الحقيقية والقوية التي غابت عنه هذا الموسم. صورةٌ لا يخفى أنها تركت همومها على إدارة النادي التي تترقب أداءً أفضل أمام شباب البرج (غداً الساعة 14.15 في بحمدون) رغم الصعوبة المتوقعة في هذا اللقاء لسببين، أوّلهما أن الفريق الأصفر كان قد تعرّض لخسارة مفاجئة أمام طرابلس في الأسبوع الماضي، وثانيهما لأنه لا يمكن الاستهانة به كونه يتساوى مع العهد نقاطاً، لا بل يتقدّم عليه بفارق الأهداف على لائحة الترتيب العام.
وإذا كان الحديث عن ضغوط سلبية في ما خصّ الأنصار والعهد، فإن الضغوط الناجمة عن النتيجة الإيجابية أمام الأنصار هي آخر ما يريده شباب الساحل قبل لقائه مع الشباب الغازية (غداً الساعة 14.15 على ملعب العهد).
وهذه النقطة تحديداً هي ما دفعت المدير الفني للأزرق الحاج محمود حمود إلى إطلاق تصريحٍ أحدث ضجيجاً بعدما بدا أنه استبعد فريقه من دائرة المنافسة على اللقب. تفسيرات كثيرة لما قاله حمود شغلت الرأي العام الكروي طوال الأسبوع، لكن الرجل كان واضحاً بكلامه وتفسيره له، فهو ببساطة يبعد نفسه ولاعبيه عن الأضواء الحارقة أحياناً، ويواظب على الزحف نحو المراكز المتقدّمة من دون ضجيج، ومدركاً أيضاً أن الغازية لن يكون بالخصم السهل، بل سيقاتل للحصول على أفضل نتيجة ممكنة.
أما أكثر الفرق التي بدأت تعاني من ضغوط النجاحات فهو الإخاء الأهلي عاليه المتصدّر والذي يلتقي النجمة غداً (الساعة 16.05 في جونية) في أقوى مباريات المرحلة.
ضغوطٌ جعلت الفريق يقدّم أداءً سيّئاً أمام فريقٍ جريح مثل السلام زغرتا في المرحلة الماضية، لا بل إن الفريق الشمالي كان يستحق الفوز بحسب الكثير من المتابعين.
نقطةٌ شدّد عليها المدرب فادي الكاخي في حديثه الى لاعبين طوال الأسبوع الحالي، طالباً منهم عدم الاكتراث للمركز الأول أو للنتائج، بل لأسلوبهم الذي غاب عنهم بعد انتظامٍ في 4 مباريات متتالية، حيث أشار إليهم بوضوح الى أنه يهمّه تطبيق أفكاره على أرض الملعب ويتركهم يستمتعون باللعبة، قبل أن يقيّم النتيجة التي يحققونها، وهو كلام يأتي أيضاً في دائرة رفع الضغوط عن مجموعة الشبان الذين يضمّهم الفريق الجبلي.
أما يوم الأحد، فيحمل أيضاً مباراتين لفرقٍ مضغوطة، على رأسها البرج الذي يحلّ ضيفاً على طرابلس (الساعة 14.15 على ملعب رشيد كرامي)، ساعياً الى تخطّي أزماته المتلاحقة والانطلاق من جديد مع المدرب فؤاد حجازي بعد استقالة محمد الدقة من منصبه إثر تراجع الفريق الى المركز التاسع الذي لا يعكس إمكاناته الحقيقية.
ويبقى أكثر من يشعر بالهموم هما التضامن صور صاحب المركز ما قبل الأخير والسلام زغرتا متذيّل الترتيب اللذين يلتقيان في التوقيت نفسه على ملعب جونية، حيث سيسعى كل منهما الى فوزه الأول بعدما بقيا الفريقين الوحيدين خارج دائرة المنتصرين، لا بل إن «سفير الجنوب» لم يسجل أي هدف حتى الآن في البطولة، وهو أمر مقلق بلا شك بالنسبة الى جمهوره، وخصوصاً مع تطوّر أداء السلام مباراة بعد أخرى إثر تخلّص لاعبيه الصغار من رهبة اللعب في دوري الأضواء للمرة الأولى.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا