يواصل المعنيون بلعبة كرة القدم من اتحاد وأندية ولاعبين العمل لإطلاق الموسم الكروي رغم الصعوبات الكبيرة التي تواجههم في ظل تنوّع الأزمات في لبنان، سواء في ما يتعلق بأزمة كورونا والارتفاع المخيف بالحالات المسجّلة يومياً، أم الوضع الاقتصادي الصعب جداً.رغم ذلك تتواصل الاستعدادات لتكريس عودة النشاط. فالاتحاد اللبناني أطلق بطولة لبنان لكرة القدم الشاطئية على ملعب مسبح «Summer Beach» يوم السبت، حيث استهلّ حامل اللقب شباب الجناح منافسات المجموعة الأولى بفوزه على الجيش 7-5. سجّل لشباب الجناح أحمد عتريس، محمد زيون، قاسم زيون (2)، عبدو قدور (2) وحسين زيون، وللجيش سامح جلال، علي عقيل وعباس زين الدين (3). كما فاز فريق بلدية بقسطا على الحرية صيدا 4-3. سجّل لبقسطا مازن جمال (3) واسلام سليمان، وللحرية صيدا محمد الجمالي، محمد دياب علي هاشم. كما فاز شباب الساحل على «شوت برودكشن»4-3. سجّل للفائز محمد شامي حيدر (3) وحسين عبد الله، وللخاسر حسن القاضي(2) ومحمد خليل.
وفاز فريق بيروت على «بلوز» 7-2. سجل للفائز هيثم فتال، محمد مطر، ابراهيم دياب (2)، هيثم عجمي، مصطفى الزين، محمد سليمان. وللخاسر محمد وهبي وحسن منصور.
يوم السبت أيضاً شهد نهاية الدور الأول من دورة العهد الودية لكرة القدم والتي أطلق عليها اسم كأس الشهيد محمد عطوي، في خطوة جيدة رغم خطأ إقامة مباراة النجمة والشباب الغازية يوم الجمعة، في نفس توقيت تشييع اللاعب الراحل، حيث كان من الأفضل تأجيلها 24 أو 48 ساعة احتراماً للحدث الجلل. وجرى تبرير إقامة المباراة بإصرار الفريقين على إقامتها بعد اجتماع عن بعد عُقد بين اللجنة المنظمة ومسؤولي الفريقين، لكن المسؤولية تقع على عاتق اللجنة المنظمة بالدرجة الأولى لكون القرار النهائي لها؛ إذ بدلاً من رفع اليافطات وارتداء الشارات السوداء والوقوف دقيقة صمت، كان من الأجدى عدم إقامة المباراة وتأجيلها يوماً أو يومين، حتى لو كان في ذلك إفسادٌ لعطلة نهاية الأسبوع بالنسبة إلى البعض.
المهم أن الدور الأول من البطولة انتهى يوم السبت بلقاء ناري بين شباب الساحل والبرج على ملعب العهد، وكانت الغلبة فيه لشباب الساحل الذي فاز على البرج 2-1 ولحق بالنجمة الى الدور نصف النهائي بعد فوز الأول على الشباب الغازية يوم الجمعة 5-1. وتصدر النجمة المجموعة الثانية وحل الساحل خلفه، ما يعني أن نصف النهائي سيشهد مواجهتين قويتين الأولى بين الأنصار وشباب الساحل يوم الثلاثاء على ملعب العهد عند الساعة الرابعة والنصف، والثانية بين النجمة والعهد يوم الأربعاء على الملعب عينه وفي التوقيت ذاته.
تأهّل الساحل الى نصف النهائي جاء مستحقاً بعد أن كان الطرف الأفضل في اللقاء وخصوصاً نجميه حيدر عواضة وعلي الموسوي اللذين سجّلا الهدفين في الشوط الأول، في حين سجّل محمد ناصر هدف البرج الوحيد في المباراة وفي الدورة كلها قبل ثلاث دقائق على نهاية المباراة. ونفض الساحليون غبار خسارتهم «الغريبة» أمام النجمة 2-4 قبل ايام، حيث استعاد «الأزرق» رونقه فكان مقنعاً جداً في المباراة.
لم يسجّل البرج سوى هدف وحيد في 270 دقيقة!


في المقابل، لم يستحق البرج الفوز والتأهّل بعد العرض المتواضع الذي قدمه الفريق، حيث لم يستفق لاعبوه الا في ربع الساعة الأخير من اللقاء. وبدا خروج البرج منطقياً بعد مشاركته في الدورة التي تركت انطباعاً أن هناك مشكلة في الفريق، خصوصاً على الصعيد الهجومي، إذ لعب البرج ثلاث مباريات تعادل سلباً في اثنتين مع النجمة والشباب الغازية الذي كان أفضل من البرج في المباراة، وخسر من الساحل، وبالتالي لم يسجّل «الأصفر» سوى هدف وحيد في 270 دقيقة. وما زاد من مشاكل البرج «هرب» مدافعه عبد الفتاح عاشور الذي غادر الى الإمارات للعمل هناك من دون أن يُعلم أحداً، ليستفيق المسؤولون في النادي يوم السبت على خبر سفر عاشور، ما شكّل صدمة لهم حيث لم تكن هناك مؤشرات على نية اللاعب المغادرة الى الإمارات. هذا الأمر سيفرض على القيمين التحرك سريعاً قبل أسبوعين على انطلاق الدوري لتعويض سفر عاشور في حال لم يتم الوصول الى تسوية معه تعيده الى لبنان. هذا من جهة، والأهم هو جلوس المسؤولين في الفريق والقيام بقراءة هادئة لنتائج المشاركة في الدورة الودية لمعالجة الثغرات التي ظهرت، وهو ما سيقوم به المسؤولون كما كشف مصدر رفيع في النادي لـ«الأخبار». ففي النهاية، الهدف من المشاركة في الدورات التنشيطية هو اكتشاف الثغرات ومعالجتها قبل انطلاق المنافسات الرسمية، بشرط أن يكون القيمون على النادي صادقين مع أنفسهم وعدم دفن رؤوسهم في الرمال أو التلهي بمعارك على مواقع التواصل الإجتماعي خصوصاً مع الإعلام، لا تخدم النادي.

نادر مطر الى أين؟
سؤال كان هو الأبرز في اليومين الماضيين في ظلّ تضارب المعلومات وتسارعها في الوقت عينه، في ظلّ كمّ هائل من الإشاعات حول وجهة اللاعب نادر مطر للموسم الجديد.
البعض يقول إن مطر سيلعب مع الأنصار وقد وقّع العقد معه. آخرون يؤكّدون أن العقد لم يوقّع وأن المفاوضات بين النجمة ومطر جارية، رغم تسريب جهات نجماوية داخلية خبراً آخر يؤكّد توقف المفاوضات، ما أوحى ان هناك أكثر من رأي في النادي حول اللاعب نادر مطر.
أمس برز مستجدّ آخر يتعلّق بقانونية توقيع مطر مع فريق غير النجمة في حال قرر ذلك. فمن المعلوم أن المفاوضات بين الأنصار واللاعب مطر بدأت عقب بتّ الاتحاد اللبناني لكرة القدم الشكوى المقدمة من اللاعب بحق ناديه، حيث قرر الاتحاد فسخ عقد مطر وإلزام نادي النجمة بدفع مبلغ 13 ألف دولار للاعب كتعويض له عن مستحقاته المالية التي له في ذمة النادي.
قبل ذلك لم يدخل رئيس نادي الأنصار نبيل بدر على خط المفاوضات احتراماً لعقد اللاعب مع النادي، لكن بعد صدور القرار الاتحادي قام بدر شخصياً بالاتصال بمطر وفتح باب المفاوضات معه.
مطر أصبح قريباً من الانضمام الى الأنصار بعد فسخ عقده، لكنه في الوقت عينه توجّه الى محكمة التحكيم الدولية «كاس» ودفع الرسوم الواجبة عليه رافعاً دعوى قضائية بحق ناديه لتحصيل 260 ألف دولار.
هنا برز المستجد القانوني الذي لا يسمح للاعب بالاستفادة من قرار الاتحاد بفسخ العقد، وفي الوقت عينه يتوجّه الى الـ«كاس» لتحصيل قيمة كامل عقده. فإما أن يقبل بقرار الاتحاد كاملاً أي فسخ العقد و13 ألف دولار أو يتوجّه الى الـ«الكاس» ويبقى توقيعه مع النجمة مع عدم أحقية توقيعه مع نادٍ آخر حتى تصدر المحكمة قرارها والمتوقع أن يكون مع نهاية العام الحالي، أي بعد انطلاق الموسم الحالي. ويبدو موقف الاتحاد منطقياً، إذ لا يمكن لأي طرف تجزيء القرار؛ فإما أن يتم قبوله كاملاً والالتزام بجميع حيثياته، أو أخذ خيار آخر يلغي مفاعيل قرار الاتحاد.

لكن ما حقيقة ما يحصل في نادي النجمة على صعيد اللاعب مطر؟
في الوقت الذي دخل فيه الأنصار في مفاوضات مع مطر، كان هناك أطراف نجماويون، وخصوصاً نائب الرئيس علي السبع، يسعون لإبقاء اللاعب في النادي، بدعم من رئيس النادي أسعد صقال. الأخير ابتعد عن الصورة المباشرة نتيجة إصرار مطر على عدم الدخول في مفاوضات مباشرة معه، وحصرها بصديقه وسيم نحلة الذي كان على تواصل مباشر مع صقال.
في هذا الوقت تسلم السبع الملف كما تقول مصادر نجماوية من داخل الإدارة على اطلاع على الملف لـ«الأخبار». نجح السبع في إقناع صقال بدفع مبلغ 30 ألف دولار لمطر، وهو المبلغ الذي يطالب به كمستحقات له عن الموسم الماضي.
كما توصّل السبع الى اتفاق مع مطر على عقد جديد لمدة موسم واحد مقابل 5 آلاف دولار كدفعة أولى و15 مليون ليرة كراتب شهري. أضف إليهم الثلاثين ألف دولار عن الموسم الماضي، فهذا يعني أن مطر سيحصل على ما يقارب 457 مليون ليرة من النجمة. وهو رقم يفوق ما سيحصل عليه مع الأنصار، حيث تشير المعلومات إلى أن عرض «الأخضر» الذي ورد في العقد المرسل من النادي هو ستة آلاف دولار كدفعة أولى الى جانب 207 ملايين ليرة لموسم واحد.
وبدا أن مطر قريب من العودة الى النادي حيث نجح نائب الرئيس علي السبع في إقناعه، معتمداً على مجموعة نقاط أبرزها أن مطر سيحصل على مبلغ أكبر من مبلغ الأنصار المالي، انطلاقاً من أن عقد الأنصار قد يكون أفضل لكن الثلاثين ألف دولار عن الموسم الماضي أحدثت الفارق.
النقطة الثانية أن مطر سيختصر الطريق ولن يحتاج الى تحرير توقيعه في الـTMS طالما أنه موقّع مع النجمة. والنقطة الثالثة أن مطر سيبقى في النجمة، وهو الأمر الذي لطالما سعى إليه اللاعب وأكّده في أكثر من مناسبة.
ويكشف الإداري العليم بالموضوع لـ«الأخبار» أن مطر عاد وتراجع عن قرار العودة الى النجمة بعد ورود مجموعة معطيات له جعلته يتردد في العودة. فهو حصل على تسجيل صوتي لمسؤول رفيع جداً في النادي يعرب فيه عن نيّته «الانتقام» من مطر بعد عودته الى النادي، اضافة الى أجواء سلبية يشيعها أحد النافذين في النادي حول مطر، ما يؤكّد أن هناك أطرافاً لا يُريدون عودته.
ويستشهد الإداري بما حصل السبت من تسريب لخبر توقّف المفاوضات مع مطر، «في وقت كان فيه زميلي علي السبع على تواصل واتصال مباشر معه. وهو ما يفسّر أنها محاولة من المسؤول، الذي سرّب الخبر وأصرّ على إذاعته مباشرة خلال بث وقائع مباراة البرج وشباب الساحل في دورة العهد، على عرقلة جهود السبع الذي كان قريباً من إعادة مطر الى النجمة» يقول الإداري النجماوي الرفيع لـ«الأخبار».
حتى هذه اللحظة، ليس معروفاً بعد مصير الموضوع وخاتمته والطريق الذي سيسلكه مطر. كلام كثير وتسريبات، وأخرى مضادة، لكن لا شك في أن الساعات المقبلة ستكشف حقيقة الموضوع ومعرفة إذا ما وقّع مطر على العقد مع الأنصار، وإذا ما كان يغيّر رأيه بالنسبة إلى موضوع الدعوى في الـ«الكاس» أو أن باب العودة الى النجمة ما زال مفتوحاً.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا