انطلقت تمارين كل فرق المقدّمة في الدوري اللبناني، لكنها لم تنطلق في حارة حريك. هناك لا يزال الجمود يخيّم على الملعب الذي يعاد تأهيله، فغاب فريق شباب الساحل عنه، وغابت التمارين التي كان هذا الفريق يطلقها باكراً عادةً في المواسم القريبة الماضية.الفريق الذي يُطلق عليه محبوه لقب «زعيم الضاحية» (وهو لقب أثار حساسية مع البرج وغيره من فرق المنطقة أخيراً)، يمكن أن ينطبق عليه في مكانٍ ما هذا اللقب، فهو أكد نجاحاته على أرض الملعب قبل إلغاء الموسم، فائزاً بكأس النخبة، ومقدّماً أداءً جماعياً مميزاً من خلال توليفة من اللاعبين بلغ مستوى الانسجام بينهم درجةً عالية.
من هنا، بات شباب الساحل أحد أكثر الفرق المنتظرة مبارياتها، فهو بحق إذا لم يكن منافساً أساسياً على اللقب، فقد بدا مزعجاً لكل المنافسين الكبار، وأصبح بحق «الحصان الأسود» الذي يمكن أن يسبق الجميع ويخرج فائزاً في أي لحظة.
وانطلاقاً من هذا العرض لمشهدٍ سابق عرفه كل متابعي كرة القدم اللبنانية، لا بدّ أن يرخي القلق بظلاله على جمهور شباب الساحل الذي سمع أخباراً متفرّقة وغير مبشّرة في الفترة الأخيرة، وأهمها وأكثرها مرارةً هو الكلام عن احتمال رحيل الرئيس سمير دبوق الذي لطالما كان الداعم الأساسي والأول للفريق.

قد يلجأ الساحل إلى التخلّي عن بعض لاعبيه (عدنان الحاج علي)

الأمور لم تتوقف عند هذا الحدّ، إذ عكس البعض صورةً أخرى للدلالة على ضبابية المشهد، حيث حُكي عن إمكان دمج نادي شباب الساحل بنادي شباب البرج، وهو طرح لا يلقى ترحيباً من قبل قسمٍ كبير من جمهور الساحل الذي لا يرى أي إفادة من هذه الخطوة، وخصوصاً أن الفريق الأزرق يتفوّق فنياً على نظيره الذي ارتقى حديثاً إلى مصاف أندية الدرجة الأولى.
المهم أنه وقبل انتهاء ولاية الهيئة الإدارية الحالية وإجراء انتخابات لاختيار إدارة جديدة، كان دبوق واضحاً في اجتماعه الأخير مع القيّمين على النادي، مستعرضاً ما يمكن أن يقدّمه رغم صعوبة المرحلة التي يمرّ بها الكل على الصعيد المالي، ومطالباً الجميع بالمساهمة في تأمين موازنة النادي.
وفي اتصالٍ مع «الأخبار» يوضح دبوق قائلاً: «أنا لم أترك الساحل يوماً، لكن الظروف الحالية تحتّم عليّ المطالبة بإيجاد توازنٍ مالي جديد في الإدارة، ويفترض على الكل تحمّل المسؤولية». ويضيف: «أنا على استعداد لدفع المبلغ الذي ذكرته حتى لو كنت خارج النادي، ولا مانع أن يأتي رئيس جديد ويؤمّن المطلوب، وكلنا سنكون من الداعمين له».
صحيح أن دبوق كان داعماً للساحل حتى قبل انتخابه رئيساً، لكن المفارقة اليوم هي ابتعاد الفعّاليات التي كانت تدعم النادي سابقاً، وذلك لأسبابٍ ترتبط برؤيةٍ جديدة لديها في ما خصّ الدعم المناطقي. لكن الساحل يُعدّ من الوجوه المشرقة في محيطه، وبالتالي يستحق دعماً أيضاً. مسألة يعلّق عليه دبوق قائلاً: «لا يمكنني مطالبة أحد بالاسم بما يجب عليه فعله. الكل يعرف الحاجات والمطلوب ويبقى الباب مفتوحاً والمبادرات مرحباً بها».
طلب دبوق مساهمة جميع أعضاء الإدارة في تأمين موازنة النادي


وكانت الخطوة الأخيرة مهمة جداً، سواء في ما يخصّ الإدارة الحالية أو أي إدارة قادمة، إذ طلب دبوق من المدير الفني للفريق الحاج محمود حمود وضع تصوّر وموازنة للمرحلة المقبلة، وهو ما فعله بحيث أصبحت الأرقام واضحة لناحية المطلوب في ما يتعلق بالموسم الجديد.
ووصل الرقم في الموازنة إلى 750 مليون ليرة، وهو رقم مقبول بحسب المصادر الساحلية، إذا ما أُخذت في الاعتبار مسألة سعر صرف الدولار في الفترة الحالية، وقد أبدى دبوق استعداده للمساهمة بقسمٍ يوازي تقريباً ما يفترض أن يحصل عليه النادي من الاتحاد اللبناني كمساعدة. أما ما يبقى فهو مبلغ أقل من 300 مليون ليرة، وهو المبلغ المطلوب أن يساهم به أعضاء الإدارة بحسب طلب دبوق.
والأكيد أن عدم التوصل إلى اتفاقٍ نهائي لتوزيع الموازنة هو ما يقف في وجه انطلاق التمارين حالياً، إضافةً إلى مسألة دفع بعض المبالغ الجانبية المستحقة على النادي، وقسمٌ بسيط منها يرتبط باللاعبين، الذين تضمّن تقرير حمود نقاطاً واضحة لما يستحقه كل واحدٍ منهم.
وفي وقتٍ سيبحث الساحل عن تعزيز صفوفه بحارس مرمى وقلب دفاع ومهاجم، يُعمل حالياً على ضمان بقاء من انتهى عقده، أمثال نجم الفريق حسن كوراني الذي يبدو أنه توصّل إلى آلية للتوقيع على عقدٍ جديد. لكن تبقى التركيبة القوية للفريق ثابتة في حال عدم الاضطرار إلى بيع أبرز اللاعبين لسد العجز في الموازنة، وهي مسألة لن تُحلّ على ما يبدو إلا من خلال مدّ الجميع أيديهم إلى طرح دبوق والسير به للحفاظ على الاستقرار الذي عاشه النادي في المواسم الأخيرة، وانعكس نجاحات على أرض الملعب.



العهد يضمّ مطر


أعلن نادي العهد تعاقده رسمياً مع حارس مرمى نادي السلام زغرتا والمنتخب الوطني اللبناني لكرة القدم، مصطفى مطر. وقال بطل لبنان إن «هذه خطوة تُظهر مرة جديدة حرص بطل لبنان وحامل كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم 2019 على تعزيز صفوفه بأفضل اللاعبين اللبنانيين في مراكزهم استعداداً للاستحقاقات المقبلة». وكان مطر (مواليد عام 1995) قد تألّق مع فريق السلام زغرتا في البطولة المحلية ولعب لمنتخبات الفئات العمرية قبل اختياره ضمن حراس المنتخب الوطني.