لا يكاد يمر أسبوع من دون أن تبرز الى الواجهة مشكلة ما بين لاعب وناديه، خصوصاً لدى أندية الدرجة الأولى في كرة القدم. الأزمة المالية التي يمر بها لبنان انعكست على قدرة الأندية على الإيفاء بالتزاماتها تجاه لاعبيها. صيغٌ عديدة تم اعتمادها من قبل الأندية لدفع رواتب لاعبيها. من الدفع بالليرة اللبنانية وبسعر الصرف الرسمي رغم أن العقود بالدولار، الى حسم نسب من الرواتب، وصولاً الى التمنّع الكلي عن الدفع من قبل بعض الأندية.
يرفض سعد الحديث بناءً على نصيحة محاميه (عدنان الحاج علي)

في أزمة مثل التي يمر بها لبنان، لا يمكن أن يكون طرف ما هو المسؤول الوحيد، والطرف الآخر هو المتضرر الوحيد. في الأزمة الحالية الجميع مسؤول والجميع متضرر. قضايا عديدة ظهرت بين لاعبين وأنديتهم دفعت باتحاد اللعبة الى تشكيل لجنة لمتابعة شؤون اللاعبين، قامت بدراسة الملفات وعقدت اجتماعات عديدة، وهي في طور الخروج بقرارات لبتّ القضايا المطروحة أمامها.
لكن يوماً بعد آخر تتولّد قضايا أخرى منها، كقضية اللاعب سوني سعد وناديه الأنصار.
انتهى «شهر العسل» بين الطرفين، ووصلت الأمور الى حدود القطيعة، و«المحاكم بيننا». يعتبر سوني سعد أن الأنصار لم يحترم عقده، فيما يجد الأنصاريون في سعد «الولد العاق» الذي لم يقف الى جانب النادي في هذه الظروف الصعبة، على عكس جميع اللاعبين الآخرين.
القصة بدأت مع اندلاع الأزمة في شهر تشرين الأول 2019 وتوقف الدوري. حينها جلس رئيس نادي الأنصار نبيل بدر مع لاعبيه ووضع صيغة جديدة لتسديد الرواتب تمتد حتى نهاية شهر كانون الأول، وتنص على حسم ثلث الراتب ودفع الثلثين بالليرة اللبنانية، ووفق سعر الصرف الرسمي.
التزم جميع اللاعبين بمن فيهم سعد، لكن الأخير كان يتقاضى ثلث الراتب بالدولار شأنه شأن اللاعبين الأجانب، ما يعني أن قيمة الراتب كانت أكبر من قيمة رواتب زملائه اللبنانيين. وبعد أن جرى تمديد الفترة لتطال شهر كانون الثاني، بدأت بوادر أزمة بين سعد والأنصار، خصوصاً بعد رفض سعد تسلم راتب شهر كانون الثاني.
آخر قضايا اللاعبين المشكلة بين سوني سعد وناديه الأنصار


في شهر شباط، ومع انطلاق مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي، قام بدر بتخفيض نسبة الحسم الى النصف، وبدلاً من أن تكون 33% من الراتب، أصبحت النسبة 17%. للشهر الثاني على التوالي يرفض سعد تسلّم راتبه، لكنه لم ينقطع عن التمارين حتى بداية شهر آذار، حيث انقطع كلياً بعد انقضاء فترة الشهرين التي تنص عليها القوانين من ناحية عدم تسلم الرواتب قبل فسخ العقد.
بالنسبة إلى سعد، النادي لم يسدد الرواتب كما ينص عليها العقد لشهرين. بالنسبة إلى الأنصار راتب سعد كان جاهزاً، لكن وفق الصيغة الجديدة، وتم إيداعه في الاتحاد اللبناني لتثبيت حق الأنصار والتزامه بالعقد.
أوساط الأنصاريين لا تعتبر أن مسألة الراتب هي العقدة فقط بين الطرفين؛ فالسكن أيضاً أصبح محلّ خلاف بين سعد والأنصار. الأول يريد البقاء في شقته في منطقة الحمرا كما ينص العقد، والأنصار قرر نقل سعد الى شقق النادي في الناعمة بدءاً من شهر كانون الثاني، بسبب الكلفة العالية في ظل الأزمة المالية، خصوصاً أن بدل إيجار الشقة يتخطى ألفي دولار شهرياً. في المقابل، هناك شقق جاهزة في منطقة الناعمة تعود الى الرئيس بدر، وجرى عرض أفضلها على سعد، لكنه رفض.
بالنسبة إلى الأنصاريين، الموضوع أصبح لدى الاتحاد اللبناني، بعد أن جرت مراسلته في هذا السياق، ووُضع راتبا اللاعب في عهدته، علماً بأن أحد المسؤولين الأنصاريين أفاد «الأخبار» بأن الاتحاد يحاول التواصل مع اللاعب والأخير لا يجيب.
من جهته، يفضّل اللاعب سوني سعد الالتزام بالصمت وفقاً لنصيحة محاميه كما قال لـ«الأخبار»، بانتظار الأسبوع المقبل الذي من المفترض أن يشهد تطورات في القضية.
فهل يذهب سعد الى الفيفا؟
الجواب في الأسبوع المقبل.