استعادت لعبة كرة السلة اللبنانية الحياة أمس عبر جرعة «أوكسجين» منحها إياها منتخب لبنان الذي أعاد الروح إلى الملاعب والمدرجات، حين استضاف منتخب العراق في افتتاح منافسات النافذة الأولى للمجموعة الرابعة التي تضم أيضاً البحرين والهند. تناسى المعنيون باللعبة ما يمرون به من مصاعب في ظل الأزمة التي يعيشها لبنان والتي انعكست شللاً على لعبة كرة السلة. حضر اللاعبون إلى أرض الملعب ومن خلفهم اتحاد اللعبة. حضر الجمهور اللبناني بأعدادٍ كان من المفترض أن تكون أكثر في ظل «عطش» الجمهور لمشاهدة مباريات كرة السلة. لعل أسباب كثيرة منعت كثيرين من الحضور، وأبرزها حالة القلق التي انتابت اللبنانيين أمس بعد تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا في لبنان. أضف الى ذلك هموم المواطن اللبناني المعيشية والأوضاع الاقتصادية الصعبة والتي لا شك في أنها فرضت نفسها في ظل ارتفاع أسعار البطاقات التي تراوحت بين الخمسة آلاف ليرة في المنصة العادية في الطابق الأول إلى 150 ألف ليرة في منصة الشرف. أضف إلى ذلك كلفة الوصول إلى الملعب في منطقة الزوق. عوامل عدة أدّت إلى أن يقتصر الحضور الجماهيري اللبناني على ما يقارب الثلاثة آلاف مشجّع آزروا المنتخب اللبناني في أول مباراة له في التصفيات.في المقابل كان الحضور الرسمي الرياضي على أعلى مستوى مع وجود وزيرة الشباب والرياضة فارتينيه أوهانيان كيفوركيان، النائب هاغوب ترزيان، النائب الأول لرئيس الاتحاد الآسيوي ورئيس الاتحاد اللبناني أكرم حلبي وأعضاء اللجنة الإدارية، أمين عام الاتحاد الآسيوي لكرة السلة هاغوب خاجيريان، رئيس اللجنة الأولمبية جان همّام وفاعليات رياضية وبلدية.
ناهز الحضور الجماهيري الثلاثة آلاف مشجّع فقط


الحضور الجماهيري الخجول لم يمنع لاعبي منتخب «الأرز» من تقديم أفضل ما لديهم لتحقيق الفوز. أداء تراوح بين المتوسط في الربعين الأولين إلى الجيد في الربعين الثالث والرابع. أمرٌ طبيعيٌّ على لاعبين يفتقدون لحسّ المباريات بغضّ النظر عن مشاركة بعضهم في دورة دبي الدولية. لكن لا شك في أن غياب البطولة المحلية أثّر بشكل كبير على أداء المنتخب الذي بدا أنه قابل للارتفاع مع خوض المزيد من المباريات. فإذا كان الأداء قد اختلف بين شوطٍ وآخر، فكيف سيكون الحال بعد خوض المباريات المقبلة من جهة، وعودة النشاط المحلي من جهة أخرى؟
رغم ذلك، نجح منتخب الأرز في فرض إيقاعه على أجواء اللقاء منذ بدايته وضغط على خصمه العراقي واستحق الفوز على أرضه وأمام جماهيره، إذ جّدد منتخب لبنان (المصنّف 55 عالميّاً و9 آسيوياً) الفوز على العراق رسمياً هذه المرة، بعدما فاز عليه الأسبوع الماضي ضمن دورة الملك عبد الله الثاني الأردنية الودية. وتفوّق منتخب الأرز دفاعاً وهجوماً على الرغم من محاولة العراقيين تقليص الفارق في الربعين الثاني والثالث.
اللافت كان في التشكيلة المفاجئة التي بدأ بها المدرب جو مجاعص مع إشراك كريم عزّ الدين، كريم زينون، جوزف شرتوني، علي حيدر ووائل عرقجي كلاعبين أساسيين في بداية المباراة.
اللاعبون الخمسة أظهروا في الربع الأول الذي كان نجمه علي حيدر تركيزاً عالياً ودفاعاً صلباً وسط حماس جماهيري لافت. فبعد ثلاثيّة كريم عزّ الدين، تقدّم لبنان (5-0) قبل أن يبدأ المنتخب العراقي (المصنّف 79 عالمياً و15 آسيوياً) التهديف مقلصاً النتيجة إلى (2-8)، لتعود ثلاثيّة كريم زينون وتوسّع الفارق الى سبع نقاط (13-6 )، لينتهي بعدها الربع الأوّل لبنانياً وبنتيجة (19-15).
ومع بداية الربع الثاني، قلّص العراقيون الفارق وتقاربت النقاط في معظم دقائق الشوط (21-17) ثم (28-26) وسط محاولات عراقية للتقدّم، الاّ أن عناد ودفاع رجال الأرز الذين قالوا كلمتهم منعا أيّ تقدّم عراقي، وفرضا إيقاع تقدّمهم لينتهي بعدها الربع الثاني كما الأوّل لبنانياً وبنتيجة (44-33) وبفارق 11 نقطة.
ومع انطلاقة الربع الثالث، حافظ لاعبو منتخب الأرز على التكتيك الذي وضعه المدرّب الوطني جو محاعص، فتابعوا تقدّمهم سريعاً (59-44)، إلاّ أن الروح القتاليّة العراقية بقيت حاضرة، وعادت مجدداً لتقليص الفارق (52-62)، ثم (56-62) دون أن يتمكّن العراقيون من التقدّم ولو لمرّة، لينتهي بعدها الربع الثالث لبنانياً بنتيجة (62-57).

حمل إيلي رستم شارة قيادة المنتخب في المباراة

وفي الربع الأخير، تابع المنتخب العراقي تقليص الفارق(59 -62 )، قبل أن تعود الماكينة اللبنانيّة إلى التهديف، بداية مع ثلاثية لجوزيف الشرتوني فأربع نقاط متتالية لوائل عرقجي، ليعود الفارق ويرتفع لبنانياً (69-59). ليقول بعدها الدفاع اللبنانيّ كلمته الأخيرة وسط تألق عملاقه أتير ماجوك، ويفرض الهجوم ثلاثياته، وهو ما ترجم واضحاً على أرضية الملعب، مع تسجيل المنتخب العراقي نقطتين فقط بعد مرور أكثر من 5 دقائق على بداية الربع الأخير ( 61-75) لينتهي بعدها اللقاء لبنانياً وبنتيجة (68-87). وكان أفضل مسجّل في المنتخب اللبناني وائل عرقجي بـ21 نقطة ، يليه علي حيدر بـ19 نقطة ومن ثم كريم زينون 16 بـ نقطة. أما لدى العراقيين، فكان أفضل مسجّل اللاعب المجنّس ديماريوس مايفيلد بـ 23 نقطة.
وسيستضيف لبنان نظيره البحريني عند الساعة التاسعة من مساء الاثنين المقبل على ملعب مجمّع نهاد نوفل، لتغيب التصفيات بعد هذه المباراة حتى شهر تشرين الثاني حيث سيلعب لبنان مع الهند خارج أرضه في 26 منه، ومع العراق أيضاً خارج أرضه في 29 تشرين الثاني. أما البحرين فسيستضيف منتخب لبنان في 19 شباط 2021، قبل أن يحل المنتخب الهندي ضيفاً في لبنان في 22 شباط 2021. وتشارك في التصفيات 24 دولة من القارتين الآسيوية والأوقيانية قُسمت إلى ست مجموعات كالآتي:
المجموعة الأولى: الفيليبين، أندونيسيا، تايلاندا وكوريا الجنوبية. المجموعة الثانية: تايبه الصينية، اليابان، ماليزيا والصين، المجموعة الثالثة: أستراليا، هونغ كونغ، نيوزيلندا وغوام. المجموعة الخامسة: السعودية، سوريا، قطر وإيران والمجموعة السادسة: الأردن، كازاخستان، سريلانكا وفلسطين.