ينتظر الشارع السلّوي ما سيصدر عن الاجتماع المهم الذي سيعقد يوم الثلاثاء. فقد دعا «الاتحاد اللبناني لكرة السلة رجال الصحافة والإعلام الى مواكبة الاجتماع الذي سيُعقد مع رؤساء أندية الدرجة الأولى للرجال والمدربين وقائد كل فريق في الدرجة الأولى من أجل وضع رؤية وحلول بالنسبة إلى استكمال بطولة موسم 2019-2020 وذلك عند الساعة السادسة من مساء الثلاثاء المقبل في مركز «لقاء» (الربوة) قرب بطريركية الروم الكاثوليك» كما جاء في بيانٍ صدر عن الاتحاد.لم تأتِ الدعوة الى الاجتماع من فراغ، فما حصل في الأيام الماضية وما قيل على لسان أكثر من لاعب مشاركين في دورة دبي، دفع بالقيّمين الى وضع الجميع أمام مسؤولياتهم. كما أن دعوة وسائل الإعلام لحضور الاجتماع أيضاً تهدف الى أن تكون شاهداً على ما سيقال في الاجتماع.
بعد انفجار الأزمة في لبنان منذ 17 تشرين الأول الماضي، دخلت اللعبة في مرحلة جمود قبل أن يصدر قرار عن اتحاد اللعبة يعلّق فيه النشاط حتى إشعارٍ آخر. مرّت اللعبة بمخاض عسير من اجتماعات بين الاتحاد والأندية من جهة، وبين الاتحاد واللاعبين من جهة أخرى. بدا واضحاً أن صرخة الأندية كانت عالية في ظل توقّف التمويل جراء اعتذار عدد من الرعاة عن عدم الاستمرار في تقديم المال. أضف الى ذلك إبلاغ المؤسسة اللبنانية للإرسال اتحاد اللعبة توقفها عن الدفع بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، الى جانب تجميد شركتي الاتصالات لرعايتهما للبطولة والاتحاد وعدد من الأندية. هذه الظروف جعلت الأندية تطالب الاتحاد بالتدخل لدى اللاعبين أو توقيف النشاط لحين تبلور الأمور، وخصوصاً بعدما انكشفت تلك الأندية وموازناتها المضخّمة غير المنطقية لدى استفحال الأزمة. اجتماعٌ آخر عُقد بين الاتحاد وممثلين عن اللاعبين حيث كانت هناك دعوة للاعبين للجلوس مع أنديتهم وإعادة النظر بعقودهم. فهناك لاعبون يملكون عقوداً كبيرة مع أنديتهم، كفادي الخطيب ووائل عرقجي وعلي حيدر وغيرهم. ويشير مصدر سلّوي لـ«الأخبار» الى أن هناك لاعباً يصل عقده الى 150 ألف دولار سنوياً، ولاعباً آخر يزيد عقده على 300 ألف دولار لثلاث سنوات بمعدل 100 ألف دولار سنوياً، ولاعباً ثالثاً يصل عقده الى 230 ألف دولار على ثلاث سنوات.
يعقد الاتحاد اجتماعاً مع رؤساء أندية الدرجة الأولى والمدربين وقائد كل فريق


وفي ظل الأزمة الاقتصادية، أصبح من المستحيل الاستمرار بعقود خيالية، وخصوصاً مع الصعوبات القائمة على صعيد المصارف والحركة الاقتصادية. صحيح أن أربعة أندية قامت بإيفاء مستحقات لاعبيها حتى هذه اللحظة كالشانفيل والرياضي وهوبس وبيروت، لكن هذا كان بسبب مشاركة تلك الأندية بدورات خارجية كدورة أبو ظبي التي شارك فيها الشانفيل ودورة دبي للأندية الأخرى. وبالتالي كانت تلك الأندية مجبرة على تسديد مستحقات اللاعبين كي يشاركوا معها. لكن في الوقت عينه هناك عدد أكبر من الأندية «غائبة عن السمع» مالياً كالحكمة وأطلس وهومنتمن وبشكل كبير. وهناك أندية جلست مع لاعبيها وتوصلت الى اتفاق معهم لتخفيض رواتبهم كنادي أنيبال زحلة، فرضيَ بعضهم ورفض البعض الآخر.
ويتحدث أحد لاعبي الحكمة لـ«الأخبار» عن معاناته ومعاناة زملائه الذين لم يتقاض بعضهم دولاراً واحداً منذ بداية الموسم، «وتفاقمت الأمور بعد اندلاع الحراك واستفحال المشكلة المادية». وحين تسأله عن العائق أمام عدم إكمال الموسم يجيبك سريعاً «المشكلة بين الأندية واللاعبين. فإذا لم يتفقوا على صيغة معينة، فحينها سيرفض اللاعبون المشاركة مع أنديتهم. وأنا أتحدث باسمي واسم عدد كبير من اللاعبين الذين هم مهملون من قبل أنديتهم دون أن يكون هناك تواصلٌ بين الطرفين»، يختم اللاعب كلامه.
إذاً، المشكلة هي متعددة الأطراف ويتحمل الجميع مسؤولية من اتحاد وأندية ولاعبين وإن كانت الكرة في ملعب الطرفين الأخيرين، وبالتالي فإن الأمل أن يحمل اجتماع الثلاثاء حلاً للأزمة كي تستعيد اللعبة نشاطها، وخصوصاً في ظل استحقاقَي منتخب لبنان هذا الشهر ضمن تصفيات كأس آسيا.