شغلت قضية اللاعب نادر مطر مع ناديه النجمة الشارع الكروي أمس. كلامٌ كثير عن أن العلاقة بين الطرفين وصلت الى حائط مسدود وأن مطر أصبح لاعب النجمة «السابق» بعد أن فُسخ عقده بحكم القانون، عقب انتهاء الفترة الزمنية التي يتوجب على النادي أن يردّ خلالها بعد إنذار محامي مطر البرتغالي بيدرو ماسييرينا. أخبر مطر روايته الكاملة لـ«الأخبار»، في المقابل قدّم رئيس نادي النجمة أسعد صقال وجهة نظره حول الموضوع. الخلاصة ليست قصة «رمّانة بل قلوب مليانة».لطالما كانت العلاقة بين رئيس نادي النجمة أسعد صقال ولاعبه نادر مطر يشوبها الكثير من الأخذ والرد. تشعر أن هناك «كيميائية» مفقودة. لا يتعامل مطر في بعض الأحيان مع صقال كما ينتظر منه الأخير ذلك. وفي الوقت عينه لا يفوّت صقال فرصة يستطيع من خلالها «سم بدن» مطر إلا ويستغلّها. تعليقات مستفزّة من هنا و«نكايات» من هناك.
في الأشهر الماضية توتّرت الأجواء بشكل كبير على خلفية مالية. أخذ وردّ منذ نهاية شهر تشرين الأول وحتى يوم أمس حول مستحقات مطر المالية. راتب كامل. بالدولار. باللبناني. على السعر الرسمي. بالسعر المتداول... من دون أن يصل الطرفان إلى حلّ. لعل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمرّ بها لبنان لعبت دوراً أساسياً في تفاقم الأزمة. وبدا مستغرباً أن يصرّ لاعب لبنان على تقاضي راتبه كاملاً وبالدولار من دون أن يشعر مع ناديه وبيئته بالظروف الصعبة. قد يكون مبرراً للاعب الأجنبي أن يطالب بحقوقه كاملة. فلا لبنان يعنيه ولا الأزمة التي يمر بها. هو لاعب محترف. أما أن يتصرّف اللاعب اللبناني كأنه لاعب أجنبي غير معنيّ بالأزمة، فهذا أمرٌ يمكن الوقوف عنده مطولاً.
في الفترة السابقة بدا نادر مطر وكأنه واحدٌ من هؤلاء اللاعبين. نعته كثيرون من جمهور النجمة على مواقع التواصل الاجتماعي بـ«أبو ليرة» كونه مصراً على تقاضي كامل مستحقاته المالية، رافضاً الصيغة التي تم اعتمادها من قبل رئيس نادي النجمة أسعد صقال بتسديد نصف راتب للاعبين بالليرة اللبنانية وعلى سعر الصرف الرسمي. جميع اللاعبين اللبنانيين وافقوا باستثناء نادر مطر والحارس عباس حسن. بدا رفضهما نافراً في ظل قبول معظم زملائهم الذين وافقوا على الوقوف إلى جانب رئيس النادي بعد طلبه ذلك منهم في اجتماع عُقد في شهر تشرين الثاني.
تسأل مطر عن سبب موقفه وعن قصته الكاملة مع النجمة.
«مخطئ من يظن أنني مادي وأن المال همّي الوحيد. المشكلة أكبر من موضوع المال. المشكلة تتعلّق بطريقة التعاطي. بأسلوب الرئيس أسعد صقال معي. أنا صبرت كثيراً. وحتى هذه اللحظة لم أرفع دعوى على النادي لأنني حريص على سمعته. لكن طفح الكيل وأنا من شهر تشرين الأول أفاوض وأنتظر. لم أتقاضَ راتبي وبدل إيجار سكني منذ شهر تشرين الأول. حتى الأسبوع الماضي فقط تقاضيت راتب شهر تشرين الثاني» يقول مطر في حديثه مع «الأخبار».
«لكن القصة ليست مادية فقط. في شهر تشرين الثاني أصبت مع المنتخب وبتّ بحاجة الى شهر علاج. عشرة أيام منه راحة تامة. وأنا أعيش هنا وحيداً من دون عائلتي. طلبت أن أسافر إلى المغرب لرؤية والدتي لخمسة أيام وتكاليف السفر على نفقتي. لكن الرئيس لم يوافق، رغم أن الفريق كان في معسكر في قطر. وحين سألت عن السبب لم أحصل على إجابة.
لطالما كانت العلاقة بين رئيس نادي النجمة أسعد صقال ولاعبه نادر مطر يشوبها الكثير من الأخذ والرد


بعد ذلك عُقد اجتماع بين اللاعبين والرئيس وطلب منهم الوقوف إلى جانبه والقبول بنصف راتب. كيف يمكن أن أقف إلى جانب شخص طلبت منه قبل أسبوع أن أذهب لرؤية والدتي ورفض» يقول مطر بحرقة.
في الموضوع المادي يطول حديث لاعب النجمة عن المشكلة المادية مع النادي. «كانت لديّ رواتب أشهر 10 و11 و12. راسلت النادي كثيراً وطلبت حل المشكلة من دون أن ألقى جواباً. ذهبت إلى اتحاد كرة القدم وأبلغت النادي بذلك. «زعل الصقال»، فكان الرد بإرسال رسالة إلي أبلغوني فيها بحسم 70% من راتب شهر تشرين الأول لمسألة تتعلق برمي لقميص النادي عقب إحدى المباريات وبانتقادي لشركة Ronik حول نوعية الملابس على الفايسبوك. حصل هذا في شهر آب، وفي أيلول تفاوضت مع النادي حول عقوبة العشرين بالمئة حيث اكتفوا بعدها بتوجيه إنذار خطي من دون حسم وتم توقيع كتاب بذلك مني ومن قبل النادي، وخصوصاً بعد أن تبيّن أن الشركة لم تفسخ العقد مع النادي بسبب تعليقي كما أبلغني صقال بل بسبب عدم التزام الأخير بالاتفاق مع الشركة كما أبلغني المسؤول في الشركة. وكان من المفترض أن القضية انتهت لكنهم عادوا وفتحوا الملف مرة أخرى بعد أشهر حين أتوا لتسديد راتب شهر تشرين الأول بنسبة 30%.
وأكثر من مرة قيل لي بأن أذهب وأتقاضى رواتبي، لكن في كل مرة أجد أن المبلغ غير مكتمل سواء لدى محاسب شركة صقال يحيى الحاسبيني الذي أملك تسجيلاً صوتياً له يقول فيه بأن صقال طلب دفع نصف راتب، أو لدى الاتحاد اللبناني مرتين بحضور مديرة النادي السيدة جمال الجردي»، يضيف لاعب النجمة لدى سرده القصة مع النادي.
«رغم ذلك أصرّيت على أن أبقى إيجابياً وتواصلت مع أشخاص فاعلين في الجمهور كعلي كرنيب وعلي العوطة مؤكداً لهم عدم نيتي رفع دعوى، فطلبوا مني الاتصال بصقال وفعلت. وأبلغته بأنني أتفهّم أوضاع المصارف ويمكن أن أتقاضى مستحقاتي عبر «شيك» لكنه رفض. ثم رضيت بأن أتقاضى راتبَي شهرَي 10 و11 مع بدل إيجار الشقة بالعملة اللبنانية وبسعر الصرف الذي يحدده لكنه رفض. بعد ذلك استحق شهر ثالث فأبلغت الرئيس بأنني مستعد للتنازل عن كامل مستحقاتي مقابل الحصول على استغنائي والتوقيع مع نادٍ آخر خارج لبنان لكنه أيضاً رفض» يقول مطر بغصّة.
«وبعد كل ذلك وعقب العديد من الأخذ والرد والاجتماعات وعدم الالتزام بأي اتفاق، وصلت إلى مرحلة القرف وخصوصاً بعد إبلاغي من قبل مدير الفريق بهيج قبيسي بأن هناك قراراً بأن أتدرب مع فريق الشباب. وهذا أيضاً مخالف للقانون. فالنادي غير محترف وفريق الشباب هواة، في حين أن عقدي مع النادي هو كلاعب محترف وبالتالي لا يمكن نقلي إلى فريق الشباب. أضف إلى ذلك إبلاغي من قبيسي بأنني يجب أن أكون على مقاعد الاحتياط في مباراة الفريق مع البرج الودية رغم أنني مصاب. وأنا رفضت ولم تُحل المسألة إلا بعد تدخل قائد الفريق علي حمام. في ظل كل ذلك، طلبت من محاميّ البرتغالي بيدرو ماسييرينا أن يتحرّك، فأرسل إنذاراً الى النادي في 6 كانون الثاني بسبب عدم تسديد راتبَي شهرَي 10 و12 إضافة إلى بدل الإيجار، لكن من دون أن يكون هناك رد من النادي حتى يوم أمس. وفي مثل هذه الحالة يصبح عقدي ملغى مع النادي وأنا لاعب حر».
هل هذا يعني أن مطر سيكون مع نادٍ آخر وتحديداً الأنصار؟
«لا أخفي عليك بأن نادي الأنصار تواصل معي بطريقة غير مباشرة سابقاً لكنني رفضت. واليوم أيضاً أنا لست في وارد اللعب مع الأنصار. سأغادر إلى المغرب لأكون مع عائلتي وأبحث عن عقد خارجي. في حال توفقت سألعب كرة قدم، أما في حال لم أحصل على عقد احترافي خارج لبنان، سأرتاح لبضعة أشهر وبعدها لكل حادثٍ حديث»، يختم مطر حديثه لـ«الأخبار».
تأزّمت المشكلة بين اللاعب نادر مطر وناديه النجمة، وفي حال توجّه بدعوى إلى الاتحاد الدولي كما قال فحينها سيرتفع عدد الدعاوى بحق النادي، حيث هناك معلومات عن أن عددها تخطّى الخمس، وهذا ما يشكل خطراً على النادي. كما أن فسخ مطر لعقده بحكم القانون لعدم الرد على إنذار محاميه سيعني أنه سيكون على النادي دفع كامل عقده البالغ 300 ألف دولار.
لكن في المقابل هناك معلومات تشير إلى أن أي نزاع على صعيد العقود سواء من لاعبين لبنانيين أم أجانب، لن يقوم «الفيفا» بالتدخل مباشرة فيه بل سيعيده إلى الاتحاد اللبناني بناءً على مبدأ «القوة القاهرة» القائم في لبنان والذي أقرّت به الجمعية العمومية والاتحاد الدولي وأناط حلّ الإشكالات بالاتحاد اللبناني.