تسعى كرة القدم اللبنانية إلى أن تُبقي نفسها خارج الأزمة القائمة في البلاد رغم صعوبة ذلك. الأحداث التي تشهدها البلاد أصابت النشاط الرياضي وخاصة الكروي المحلي بالجمود، وسط محاولات لإبقاء هذا الإرباك بعيداً عن منتخب لبنان.أمس كان هناك اجتماع بين الاتحاد اللبناني لكرة القدم وممثلي أندية الدرجة الأولى لبحث ما آلت إليه الأمور، عقب تعليق النشاط الكروي أول من أمس.
حضر الاجتماع رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم هاشم حيدر وعضو اللجنة التنفيذية ورئيس لجنة الملاعب موسى مكي وأمين عام الاتحاد جهاد الشحف إلى جانب رؤساء وأمناء سر أندية الدرجة الأولى، باستثناء نادي التضامن صور الذي غاب ممثله بسبب انتخابات النادي الإدارية. النادي الصوري حضر في الصورة عبر التشديد على بيانه السابق الذي دعا فيه إلى إلغاء الموسم الكروي، «صوناً للعبة وحماية لأنديتها من مصير أسود يتربّصها فيما لو بقيت الأوضاع على سوئها في المدى المنظور».
الرغبة في إلغاء الدوري حضرت ضمناً في نفوس بعض رؤساء الأندية، وخصوصاً تلك التي تعاني مادياً من دون أن تكون هناك مجاهرة في الموضوع. فالاجتماع الذي دام أكثر من ساعة خلص إلى إبقائه مفتوحاً مع التشديد على ضرورة عدم إلغاء الدوري أو لعب المباريات من دون جمهور.
لكن لا شكّ أن هذه التوصيات تبقى حبراً على ورق بانتظار تبلور الأمور، وفي هذا الإطار يملك اتحاد اللعبة هامشاً من الوقت. وما يساعد على ذلك هو استحقاق المنتخب الذي سيؤخّر البتّ في مصير الموسم وحيثياته حتى ما بعد 19 الجاري، أي بعد مباراة لبنان وكوريا الشمالية في بيروت. قد تكون بعض الأندية نجحت في تأجيل المرحلة الرابعة عبر «اللعب تحت الطاولة» مع بعض البلديات التي تمتلك ملاعب والتنسيق معها للاعتذار عن عدم استضافة اللقاءات، هرباً من خوض مبارياتها، وذلك حسبما أفادت بعض المصادر، إلا أن هذه الأندية وبحسب المصادر أضاً ستواجه صعوبة بالدفع نحو قرار إلغاء الدوري، خصوصاً في ظل إصرار القيّمين على اللعبة من مسؤولين ورؤساء بعض الأندية على رفض مثل هكذا قرار نظراً لخطورته على اللعبة بشكل عام.
ومع طي صفحة الدوري المحلي بانتظار تبلور الصورة، يفتح منتخب لبنان صفحة جديدة غداً قبل مباراتيه المهمتين. 23 لاعباً تم استدعاؤهم إلى المنتخب لخوض غمار منافسات المباراتين المقبلتين. أبرز ما في الاستدعاءات عودة اللاعبين جوان العمري وباسل جرادي إلى صفوف المنتخب منذ نهائيات كأس آسيا مطلع العام الحالي.
وسيكون جرادي والعمري إلى جانب زملائهما: مهدي خليل، حسين زين، نور منصور، حسين منذر، محمد حيدر، ربيع عطايا، أحمد تكتوك، قاسم الزين، عبدالله عيش، نادر مطر، معتز بالله الجنيدي، حسن سميح شعيتو (شبريكو)، حسن علي شعيتو (موني)، حسن معتوق، عدنان حيدر، علي ضاهر، حسين رزق، روبير ملكي، جورج ملكي، محمد قدوح وهلال الحلوة.
سينضم جوان العمري وباسل جرادي إلى تشكيلة المنتخب للمرة الأولى منذ كأس آسيا


وتشكل عودة الثنائي جرادي ـ العمري قيمة مضافة إلى المنتخب اللبناني، حيث تم حل الإشكال السابق بعد كتابي اعتذار من اللاعبين عن عدم التحاقهما بالمنتخب قبل مباراته مع كوريا الشمالية. وستكون المباراة مع كوريا الجنوبية الأولى للاعبين مع المدرب الجديد الروماني ليفيو تشيوبوتاريو، حيث لم يسبق أن تدرّبا معه، وبالتالي سيكسب المدير الفني الروماني سلاحين بارزين أمام المنتخب الكوري الجنوبي الصعب. هذا المنتخب الذي يصل إلى لبنان وسط إجراءات استثنائية قادماً من الإمارات، حيث يقيم معسكراً هناك. وهو سيعود إلى الإمارات بعد خوض المباراة مع لبنان لمواجهة منتخب البرازيل ودياً في 19 الجاري.
اللافت أن المنتخب الكوري سيصل إلى بيروت قبل 21 ساعة على المباراة فقط، وهو لن يقيم أي حصة تدريبية حيث سيصل يوم الأربعاء عند الساعة السادسة إلا عشر دقائق ويغادر يوم الخميس بعد المباراة مباشرة. لكنّ وفداً مؤلفاً من ثلاثة أعضاء هم رئيس البعثة ومسؤولان أمنيان سيصلون يوم الثلاثاء ويحضرون الاجتماع الفني صباحاً، إلى جانب مشاركتهم بالجولة التفقّدية التي سيقوم بها مراقب المباراة الرسمي المكلّف من الاتحاد الآسيوي.