غادرت فجر اليوم الأحد بعثة نادي العهد متوجهة إلى ماليزيا لخوض معسكر قبل مواجهة فريق 25 أبريل الكوري الشمالي في 4 تشرين الثاني ضمن نهائي كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في كوالالمبور. يحمل العهد معه آمال الكرة اللبنانية بإحراز أول لقب للبنان على الصعيد الكروي. لقب يعني كرة القدم اللبنانية بقدر ما يعني العهداويين وقد يكون أكثر. معنويات لاعبي ممثل لبنان مرتفعة جداً. لسان حالهم يقول في التمرين الأخير على ملعبهم: ذاهبون لإحضار الكأس.لم تكن الأجواء في تمرين فريق العهد الأخير على ملعبه قبل السفر إلى كوالالمبور إيجابية بقدر ما ظهرت عليه يوم الجمعة. أجواء لم يشهدها الفريق منذ فترة طويلة. خاض لاعبو ممثل لبنان في نهائي كأس الاتحاد الآسيوي تمرينهم الأخير قبل أن يحزموا أمتعتهم ويتوجهوا إلى العاصمة الماليزية لخوض المباراة الأهم في تاريخ النادي. نهائي كأس الاتحاد الآسيوي. قرر القيمون على النادي السفر مبكراً إلى ماليزيا لإقامة معسكر قبل سبعة أيام على المباراة المنتظرة. يخلط لاعبو الفريق بين الجدية والأجواء المرحة في تمرينهم المختصر عقب مباراتهم الودية مع الأنصار والتي فازوا فيها 4-1 يوم الخميس على ملعب الأنصار. عمد الأنصاريون إلى مساعدة العهداويين والمساهمة بجزء من هذه المهمة الوطنية التي يخوضها بطل لبنان ووافقوا على إقامة مباراة ودّية رغم أنهما المنافسان الرئيسيان على لقب الدوري اللبناني. أمرٌ يتوقف عنده المدير الفني لنادي العهد باسم مرمر في حديثه مع «الأخبار» قبل ساعات على السفر إلى ماليزيا. «أشكر الأنصار على موافقتهم خوض المباراة الودية. كنا بحاجة لهذه المباراة بعد توقف الدوري للوقوف على مستوى اللاعبين. كان بإمكانهم الاعتذار بحجة عدم صوابية خوض مباراة ودية مع فريق يُعتبر المنافس الرئيسي على لقب الدوري. لكنهم تخطوا هذا الموضوع ووافقوا بكل رحابة صدر مستضيفين إيانا على ملعبهم». يقول الكابتن باسم.

مهمة وطنية
موقف الأنصار يعكس طابع المهمة الوطنية التي يذهب لأجلها العهد إلى ماليزيا. هي ليست مباراة على لقب يحصده فريق لبناني. هي مباراة على لقب للبنان يعزز حضور الكرة اللبنانية على الساحة الآسيوية بإحراز كأس ثاني أهم بطولة قارية على صعيد الأندية. أمرٌ يشدد عليه المدرب اللبناني حين يعتبر أن لقب كأس الاتحاد الآسيوي في حال تحقق ليس للعهد بل للبنان «لأنه إنجازٌ لم يحققه أي فريق لبناني. لطالما وصلنا في لبنان إلى الخطوة الأخيرة سواء على صعيد الفرق أو المنتخب. فوز العهد سيشكّل حافزاً للأندية الأخرى، وبالتالي فإن اللقب هو للبنان أولاً وللعهد ثانياً» يقول مرمر بحماسة عن أهمية إحراز الكأس القارية.
تشعر في التمرين الأخير للفريق بإصرار اللاعبين على تحقيق الإنجاز. يتحدث أحمد زريق بحماسة بعد التمرين عن أن هذه البطولة كتُبت للعهد منذ بدايتها. أمرٌ يوافق عليه زميله حسين دقيق الذي يعتبر أن العهد ذاهبٌ للعودة بالكأس.
وجهة نظر العهداويين تأتي من واقع أن فريقهم عانى كثيراً خلال البطولة، وبدايته كانت متعثرة بتعادلين في أول مباراتين في الدور الأول. كما أن الفريق مرّ خلال المباريات الأخرى بالعديد من المطبات ورغم ذلك نجح في تخطّيها.
يلعب العهد المباراة النهائية في 4 تشرين الثاني عند الساعة الثالثة عصراً بتوقيت بيروت


شعور العهداويين بالثقة لا يأتي من فراغ برأي المدير الفني باسم مرمر. «الفريق في أفضل حالاته. العهد بعد مباراة الجزيرة في نهائي غرب آسيا مختلف عن ذلك الفريق الذي كان في الفترة قبل المباراة. تحرر الجميع من الضغوط. تشعر بسهولة وخفّة حركة اللاعبين خلال التمرين. زال عن كاهلهم كل الضغط الذي حملوه خلال الأدوار الأولى وصولاً إلى نهائي المنطقة. لعبنا ثلاث مباريات بعد لقاء التأهّل إلى نهائي كأس الاتحاد الآسيوي. مع الإخاء الأهلي عاليه في الدوري، ومرة ثانية مع الفريق الجبلي ودياً، ومن ثم مع الأنصار أول من أمس. وضع الفريق مطمئنٌ جداً» يقول مرمر عن فريقه من الناحية النفسية والفنية.
يملك مدرب العهد فكرة وافية عن الخصم الكوري الشمالي. «يتقارب المستوى بين الفريقين. ما هو مريح أن لاعبينا تعلموا من درس مباراة منتخب لبنان مع كوريا الشمالية في التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة إلى كأسي العالم وآسيا. حينها ذهب اللاعبون وهم يعتقدون أن الفوز مضمون والخصم ضعيف، لكنهم خسروا. وعليه، فإن احترام الخصم سيكون أساسياً في المباراة، وكلّما احترمنا خصمنا كانت المباراة أسهل علينا. على الصعيد الفني يتميّز الكوريون بالسرعة إضافة إلى السهولة وسرعة نقل الكرة من الدفاع إلى الهجوم والارتداد سريعاً إلى الدفاع. لكن لاحظت أنهم يعانون من مشاكل في خط الظهر. مع الفريق الفيتنامي في إياب نهائي شرق آسيا، كان أداؤهم دفاعياً سعياً وراء التأهل إلى نهائي القارة. بالنسبة لمنطقة شرق آسيا يكون أقصى الطموح هو الفوز بلقب المنطقة والصعود إلى النهائي. بنظرهم غالباً ما يكون بطل المسابقة من غرب آسيا وليس من شرقها» يتحدث الكابتن باسم عن الفريق الذي سيواجهه في 4 تشرين الثاني.

بطولة الشهيد قاسم شمخة
ولمهمة العهداويين بإحراز اللقب معنى خاص يتعلق بشأن داخلي في النادي. فبالنسبة إلى لاعبي العهد، هناك هدفٌ آخر للفوز بالكأس وهو إهداؤها لروح الشهيد قاسم شمخة. «الشهيد قاسم هو ابن النادي ولعب فيه وشجع على المدرجات وهو قدم روحه فداءً للوطن، وبالتالي يسعى اللاعبون لإحراز اللقب وتسمية البطولة باسم الشهيد قاسم شمخة. هذا يشكّل حافزاً إضافياً للاعبين» يقول مرمر بتأثر عن شأن خاص يتعلق بالنادي خارج إطار المنافسة الرياضية.
ورغم الثقة العالية لدى مدرب العهد، إلا أن الحذر موجود. فحين تسأله عن ما يخشاه في اللقاء النهائي يجيب «هي مباراة كرة قدم والحظوظ 50-50. لاعبو العهد مرتاحون لكن لدى الدخول إلى مباراة نهائية تغيب كرة القدم ويحضر التوفيق. لا توجد عوائق تمنعنا من الفوز. المهم أن يقوم اللاعبون بواجبهم».

(عدنان الحاج علي)

يهدف العهد من خلال معسكره الماليزي إلى الاعتياد على أجواء البلد في ظل فارق التوقيت والمناخ. أضف إلى ذلك حاجة الفريق إلى التدرّب على ملعب بعشب طبيعي. «نحن منذ شهر حزيران لعبنا خمس مرات فقط على ملعب بعشب طبيعي. مرّتان مع فريق الاتحاد السعودي في كأس الأندية العربية، ومرتان مع الجزيرة الأردني في نهائي غرب آسيا، ومرة مع الأنصار في نهائي الكأس السوبر. وبالتالي يحتاج اللاعبون إلى التدرّب على ملعب بعشب طبيعي حيث تختلف حركة الكرة وسرعتها. وإذا استطعنا تأمين مباراة ودية يكون أمراً جيداً. فالماليزيون يتشابهون مع الكوريين من ناحية السرعة» يقول الكابتن باسم عن معسكر ماليزيا حيث ستقام المباراة والتي يعتبر مدرب العهد أنها المكان الأفضل لإقامة المباراة بدلاً من كوريا الشمالية والصين، خصوصاً على الصعيد اللوجستي وتنقلات اللاعبين وطعامهم.
وفي ختام اللقاء يعبّر مرمر عن ارتياحه النفسي على الصعيد الشخصي. «راحتي النفسية تأتي من وضع اللاعبين الفني والبدني. وحين تجد لاعبيك بهذا المستوى لا بدّ أن تكون مرتاحاً».
وحين تسأله إذا ما كانت هذه المباراة قد تكون الأخيرة لمرمر مع العهد كونه تحدث مراراً عن نيته ترك الفريق، يجيبك الكابتن باسم ضاحكاً «من المبكر الحديث عن هذا الموضوع الآن. دعنا نعود بكأس الاتحاد الآسيوي إلى لبنان وحينها كل الأمور ستكون على ما يرام».