بعيداً عن الإعلام ومن دون ضجيج، أصرّ رئيس الفيفا جيّاني إنفانتينو وفريق عمله على إقامة مباراة مصغّرة بين الفريق الدولي والفريق اللبناني، العامل على تنظيم النشاط مع تطعيمه بنجوم لبنانيين سابقين. تأتي الرغبة لخوض مباراة كرة قدم ودية كرسالة بأن النجوم والمسؤولين الكبار في الفيفا، يخلعون ربطات أعناقهم ويعودون إلى لعبة كرة القدم، التي هي أساس شهرتهم ومناصبهم. أما الإصرار على أن يكون أعضاء الفريق من الموظفين في الاتحاد ومن العاملين في تنظيم الحدث فهو للتأكيد على مبدأ المساواة. بحسب قيم الفيفا، فإن المساواة بين الأفراد أساس العمل، ورئيس الاتحاد الدولي يمكن له أن يلعب مباراة كرة قدم مع أي شخصٍ أقل رتبة.المهم أن قرار إقامة المباراة اتّخذ، وجرى اختيار ملعب قائد منتخب لبنان السابق رضا عنتر مكاناً لها، نظراً لموقعه وسهولة الانتقال إليه من الفندق إضافة إلى أن الملعب يعود إلى القائد التاريخي ونجم الكرة اللبنانية السابق.
لم تكن المباراة مقرّرة سابقاً، حتى إن ملابس الفريقين جرى إحضارها سريعاً، واللاعب عباس عطوي وصل قبل انطلاقها بدقائق كونه استدعي على عجل. كانت هناك رغبة بأن يكون قائد المنتخب السابق يوسف محمد «دودو» حاضراً كونه أيضاً من مشاهير الكرة اللبنانية السابقين. لكن «دودو» غاب عن المباراة لتواجده مع منتخب لبنان الأول في سريلانكا.


من جانب الفيفا، شارك في المباراة إنفانتينو وجوزيه مورينيو كحارس مرمى وبعض اللاعبين النجوم كتيم كاهيل وكاكا ولورا جورج ويوري دجوركاييف إلى جانب بعض أعضاء فريق العمل.
من الجانب اللبناني، شارك الحارس الدولي السابق علي فقيه كونه يُعتبر من أفضل الحراس الذين مرّوا على لبنان، إلى جانب رضا عنتر والقائد السابق للمنتخب ولاعب فريق شباب الساحل حالياً عباس عطوي، إضافة إلى أعضاء الاتحاد سمعان الدويهي ومازن قبيسي والأمين العام جهاد الشحف والمدير الفني للاتحاد باسم محمد ومسؤول ملف تراخيص الأندية في الاتحاد باسم الزهيري.
مباراة الأربعين دقيقة والتي انتهت بالتعادل (4-4)، كشفت عن أن نجوم كرة القدم العالميين والمحليين يتحدون الزمن، ولا يزالون قادرين على تسجيل الأهداف. ما كان مفاجئاً هو ما قدّمه المدرب جوزيه مورينيو. فهو لعب في مركز حراسة المرمى وقدّم مباراة كبيرة متصدياً للعديد من الكرات الخطرة لعنتر وعطوي. يفاجئك مورينيو عندما يقفز للتصدي لإحدى الكرات، وهو أيضاً «ينزلق» لقطع الكرات الأرضية. يقف سداً منيعاً أمام المحاولات اللبنانية من دون أن يقوم بردة فعل أو يحتفل. حارس جدّي لكن من الصعب تسجيل الأهداف في مرماه. احتاج الفريق اللبناني إلى ركلة جزاء كي يفتتح التسجيل بعد خطأ من الفرنسية جورج على الشحف. سجّل الدويهي الهدف الأول قبل أن يسجل عنتر هدفاً وعباس عطوي هدفين.
من الجانب الدولي، كان افتتاح التسجيل عبر إنفانتينو بطريقة جميلة وبكرة بالـ«كعب» دخلت مرمى الحارس علي فقيه، الذي تصدى بدوره للعديد من الكرات لكاكا ودجوركاييف اللذين أمتعا الحاضرين بلمساتهما وسجلا لاحقاً مع تيم كاهيل الأهداف الثلاثة مانحين فريقهم التعادل (4-4)، ويقرر بعدها إنفانتينو عدم اللجوء إلى ركلات الترجيح والاكتفاء بنتيجة التعادل.