بيروت حمراء، أو بيضاء، بحسب لون قميص النجمة الجديد، لا التعادل. الأنصار خسر بهدفٍ دون رد على ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية في افتتاح بطولة لبنان الـ60 للرجال بكرة القدم. فايز شمسين سجّل أوّل أهداف البطولة بعد انتهاء الوقت الأصلي من المباراة التي أدارها الحكم القبرصي نيكولا نيكليغوس بنجاح، وصرامة.نقاطٌ ثلاث مهمّة للنجمة بمواجهة غريمه التقليدي، في مسعاه للعودة إلى منصّة تتويج الدوري. المدرب المصري محمد عبد العظيم قاد فريقه بأفضل طريقة ممكنة في الوقت الحالي، على الرغم من قلّة جاهزية الوافدين الجُدد، فيما أخفق السوري نزار محروس في الخروج، ولو بنقطة من اللقاء، مُهدداً مسيرته مع الفريق، بالنظر إلى مسيرة الإقالات السريعة التي تلحق بالمدربين في النادي، حتّى مع إخفاقاتٍ أقل من خسارة كأس النخبة وكأس السوبر والمباراة الافتتاحية في الدوري.
قريباً من أرض ملعب مباراة أمس، علا صوت جمهور النجمة كثيراً على المدرجات، حتّى قبل تسجيل الهدف الوحيد. المشجعون هتفوا مراراً باسم لاعب الفريق السابق حسن معتوق. بطبيعة الحال، الهتافات لم تكن له، بل ضدّه، وحامل الرقم 7 سهّل الأمور أكثر على هؤلاء، مع كل خسارةٍ للكرة، أو تمريرةٍ خاطئة، أو حتّى تسلل احتُسب عليه.
الجمهور استغل جميع الفرص لإطلاق صافرات الاستهجان نحو لاعب فريقهم السابق، ومعتوق لم يتمكّن من الرد على أرض الملعب. ليس هو وحده الذي ظهر بصورةٍ متواضعة. سوني سعد أيضاً، فيما أُحكم القبض على السنغالي الحاج مالك تال عبر المدافعَين علي السعدي وقاسم الزين.
محروس عدّل في تشكيلته، مُشركاً لاعبَي ارتكاز من دون أن يكون لهما أي دورٍ هجومي، فانقطع التواصل بين خطي الوسط والهجوم، على الرغم من التغيير المستمر في المراكز الأمامية بمساندةٍ من عباس عطوي «أونيكا».
الأنصار أخرج جمهوره خائباً للمرة الثالثة بعد خسارتَي السوبر والنخبة


في المقابل، قدّم متوسّط ميدان النجمة، السنغالي إدريسا نيانغ، واحدةً من أفضل مبارياته. لم يكتفِ بالدور الدفاعي الذي يُجيده، بل قاد الهجمات أيضاً، وتحرّكاته السريعة كانت في طول الملعب وعرضه، فيما غطّى التونسي مراد الهذلي مركزه. السيطرة مالت إلى النجمة، لكنها لم تتُرجم إلى خلق فرصٍ فعلية. تحرّكات إدمون شحادة على الجهة اليسرى لم تُزعج قلب الدفاع أنس أبو صالح الذي شغل مركز الظهير الأيمن، فيما حاول زميله فايز شمسين في الجهة المقابلة أن يمدّ المهاجم الغاني أبودوا إيساكا بتمريراتٍ عالية.
صحيحٌ أن الأنصار افتقد التونسي حسام اللواتي الذي لم يكن جاهزاً بسبب الإصابة، لكن ذلك لا يُبرر ألّا يُسدد اللاعبون إلا مرة واحدة على مرمى الحارس عباس حسن، بتسديدةٍ سهلة عبر «أونيكا». الثلاثي الهجومي جرّب خمس مرات، وأخطر الفرص كانت رأسية الحاج مالك إلى يمين المرمى النجماوي. الاعتماد على سوني سعد بدلاً من حسن شعيتو «موني» بشكلٍ أساسيٍّ كان خطأً من المدرب محروس، ودخول الثاني لاحقاً حرّك هجوم الأنصار وأجبر لاعبي النجمة على العودة نحو الدفاع. المدرب السوري كانت له الأفضلية في الشوط الثاني بعد الخروج الاضطراري لنادر مطر، والمشاركة غير الفعّالة لعلي الحاج.
في مثل هذه المباريات، التي تضم لاعبين جُدداً على الفريقين، يحاولون إثبات أنفسهم، يكون للجمهور دورٌ كبير، لكن مشجعي النجمة هتفوا ضد معتوق أكثر مما هتفوا للاعبي فريقهم، وغالباً نجحوا في إخراج اللاعب ذهنياً من اللقاء، فارتكب خطأين في المنطقة عينها وحصل على بطاقةٍ صفراء، واحدة من عدّة لم يتردد الحكم القبرصي في إشهارها منذ الصافرة الأولى. وقبل دقيقتين على انتهاء الوقت الأصلي، دخل شمسين في عمق الملعب بغياب لاعبَي الارتكاز الأنصاريين عدنان حيدر وعبد الله طالب، مُسدداً بقوّة على المرمى، ليُبعد أسعد تصويبته نحو ركنية، نفّذها شمسين بنفسه، قبل أن يحتسب الحكم ركلة جزاء إثر عرقلة «موني» لقاسم الزين، ليتسلّم شمسين الكرة مجدداً ويُسجّل هدف البطولة الأوّل.
فوزٌ نجماويٌّ ليس مهمّاً في مشوار الدوري فحسب، بل يُجدد ثقة اللاعبين بأنفسهم، قبل مباراةٍ محليّةٍ ثانية تسبق مواجهة الترجي التونسي في إياب دور الـ32 بكأس محمد السادس للأندية الأبطال. الأنصار الذي من المفترض أنه الأكثر استعداداً، أخرج جمهوره خائباً للمرة الثالثة، وكلامٌ كثيرٌ سيُقال بين المشجعين الأنصاريين.