خمسة مواسم مرّت على لقب الدوري الأخير الذي دخل خزائن نادي النجمة. عدد اللاعبين الذين مرّوا على الفريق كبير، مدربون أقيلوا واستقالوا، الإدارة تبدّلت، والجمهور كبُر، حتّى شعار النادي تغيّر. لم يغب النجمة عن المنافسة قَطّ، لكن حتّى مع وصوله إلى المراحل الأخيرة مع المنافسين، كان أكيداً أنه لن يفوز باللقب. بعض أبرز نجوم اللعبة انضموا إلى الفريق، بينهم قائد منتخب لبنان حسن معتوق، دون أن تتغيّر الأحوال. هذا الموسم لن يختلف عن سابقاته، سيكون النجمة منافساً ومرشّحاً للظفر بكأس الدوري، لكنه يبدو مختلفاً بمجموعة لاعبيه من أبناء النادي، الدوليين والشباب برفقة الأجانب وبصفقاته الجديدة، التي بدت مدروسةً بمعظمهما على عكس المواسم الماضية. الطريق إلى اللقب طويل، لكن الجمهور متفائل.لم يعتمد النجمة في الألفية الأخيرة على لاعبٍ واحدٍ كما اعتمد على حسن معتوق خلال الموسمين الماضيين. الفرق التي مرّت على النادي، لطالما جمعت عدداً من النجوم، أو لم تفعل، ولم يكن ثمّة بينهم لاعبٌ واحدٌ يُعتمد عليه كاملاً في الهجوم. موسمان لعبهما قائد المنتخب مع «النبيذي» لم ينجح خلالهما بقيادته إلى لقبي الدوري وكأس لبنان لأسبابٍ عدّة ذُكرت كثيراً. لكن الأكيد، أن معتوق كان اللاعب الأساس في الفريق، كما هو في المنتخب. بطبيعة الحال، لا يُمكن ألّا يبني مدرب منظومته حول لاعبٍ يمتلك مثل هذه الموهبة، لكن أحياناً، يسقط الفريق بسقوط لاعبه الأوّل، وإذا لم تكن الحلول متوافرةً في مراكز أخرى، يحصل ما حصل مع النجمة أخيراً، أي الابتعاد عن اللقب.
خسر الفريق معتوق، والخسارة ليست موضع بحثٍ هنا، إذ مهما اختلفت الآراء، فالأكيد أن عدم وجود حامل الرقم 10 سابقاً يعني ضرورة البحث عن بديلٍ أو أكثر للتعويض، وهذا البديل، من المؤكّد أكثر أنه لن يكون لاعباً لبنانياً، وبالتالي لا حلّ إلا بالتعاقد مع أجنبيٍّ بمستوى عالٍ، إلا إذا انتهى دور المهاجم الأوحد في الفريق، وبدأ العمل على مجموعةٍ متفاهمة، وهكذا كان.
مجموعة النجمة التي يقودها المدرب المصري محمد عبد العظيم تبدو متكاملة


مهاجمان جديدان في مركز معتوق انضما إلى الفريق، ليصبح عدد اللاعبين أربعة في هذا المركز، بدايةً من إدمون شحادة، إلى فايز شمسين، ومعهما علي الحاج ومحمود كعور. المشكلة الوحيدة غير المحلولة في الفريق، تكمن في مركز الجناح الأيمن. أبو بكر المل الذي ابتعد عن التمارين في الفترة الأخيرة، بات خارج النادي، بعد أن حصل على كتاب استغنائه بداية الأسبوع، وانتقل إلى فريق طرابلس. اللاعب لم يُقنع المدرب الجديد محمد عبد العظيم «عظيمة»، الذي يتجه إلى الاعتماد على خليل بدر العائد من الإعارة، أو شمسين على الجهة اليمنى. أما في قلب الهجوم، فاحتفظ الفريق بالمهاجم الصريح علي علاء الدين، وتعاقد النادي مع الغاني أبودو إيزاكا. الأخير هو الأساس في منظومة النجمة الأساسية. صحيحٌ أن الاعتماد سيكون على شحادة، لكنّ إيزاكا أوّل من قد يكون قادراً على تقديم شيءٍ ممّا قدّمه السنغالي ماكيتي ديوب، آخر هدّافي النجمة الأجانب. أسماءٌ كثيرةٌ مرّت على الفريق الذي اضطر إلى استبدال المهاجمين مرّتين كل موسم، وجميعهم لم ينجحوا فعلياً، لكن الجمهور يتفاءل بإيزاكا، خاصةً أنه قدّم مستوىً جيّداً، على الرغم من أن الفرص التي سنحت له كانت قليلة، لكنه كشف عن مهاراتٍ لم يتمتّع بها سابقوه، بتحرّكاته وسرعته، وحتّى اللياقة البدنية التي افتقدها المهاجمان الأخيران، سيدريل لويس وفيليبي دوس سانتوس. الخط الهجومي للنجمة ينضمّ إليه نادر مطر والتونسي مراد الهذلي أيضاً. كِلاهما لا يقلّان شأناً عمّن يتقدّمهما، بل هما من يقود الهجوم أساساً، فضلاً عن مهمتهما الدفاعية إلى جانب السنغالي إدريسا نيانغ. وأخيراً أيضاً، أعاد النجمة لاعبه خالد تكه جيه الذي يمكن أن يعطي حلولاً في المقدمة. لاعبٌ آخرٌ قد يكون له دورٌ مهم، هو الجناح الأيمن محمود السبليني. طبيب الفريق مازن الأحمدية يقول لـ«الأخبار» إن اللاعب جاهزٌ لخوض البطولة، وهو يتمرّن مع المجموعة منذ شهر، في حين أن زميله المدافع ماهر صبرا، الذي يغيب عن المباريات منذ نحو سنة، لن يشارك على الأقل في أولى المباريات، وموعد شفائه التام غير مُحدد. صبرا ترك فراغاً في خط دفاع الفريق، ومركزه (الظهير الأيسر) شغله ثلاثة لاعبين في الموسم الماضي. الحل كان باستقدام لاعبَين بدلاً من واحد، أملاً في أن يحلّ عبد الله العيش ومحمد جواد عبد الله المشكلة، بعدما انضم علي السعدي إلى الفريق ليشكّل ثنائياً دفاعياً مع قاسم الزين، من المتوقّع أن يكون من بين الأفضل. هي المرة الأولى التي يستغني فيها النجمة عن مدافعٍ أجنبي منذ سنواتٍ طويلة، معتمداً على خبرة هذا الثنائي، ومعهما قائد الفريق علي حمام، ومن خلفهم الحارسان عباس حسن وأحمد التكتوك.
عموماً، مجموعة النجمة التي يقودها المدرب المصري محمد عبد العظيم تبدو متكاملة. الفريق اختلف كثيراً عن ذلك الذي ظهر أمام الأنصار في كأس النخبة. لا مكان للنجم الواحد في «النبيذي»، ولا لاعب يُعتمَد عليه اعتماداً كبيراً. قانون الاتحاد اللبناني لكرة القدم بإشراك لاعبين دون 23 عاماً في مباريات الدوري وكأس لبنان لن يؤثّر في النجمة، الذي يعتمد أساساً على مجموعةٍ انضمت سابقاً إلى الفريق الأول، فيما يبدو أن خليل بدر، سيكون اللاعب الأكثر مشاركةً من بين هؤلاء، يرافقه كعور والحاج ومهدي زين.
المباراة الأولى للفريق ضمن البطولة الأولى ستكون مع الغريم التقليدي الذي خسر كأس السوبر أخيراً وقبله كأس النخبة، أي نادي الأنصار. جدول المباريات ذهاباً ليس صعباً، بما أنه تفادى مواجهة الإخاء الأهلي عاليه وطرابلس خارج أرضه، لكنه سيلعب مع السلام زغرتا في الشمال والتضامن صور جنوباً، ويلعب أيضاً مع فريقٍ من الدرجة الثانية في دور الـ16 بكأس لبنان.