لم تكن التوقعات عالية بتحقيق فريق العهد نتيجة إيجابية أمام مضيفه اتحاد جدّة السعودي في كأس الأندية العربية لكرة القدم. لكن في الوقت عينه، لم تكن التوقعات معدومة. وما هو مؤكّد، أن أحداً لم يفكّر في أن بطل لبنان وممثله الأول في البطولة سيظهر بهذه الصورة الهزيلة.عاد الفريق أمس، فالتقت «الأخبار» المدير الفني للفريق باسم مرمر، وسألته عن أسباب ما حصل، وعمّا سيحصل بعد هذه الخسارة الثقيلة. «بالفعل ثقيلة، وثقيلة جداً. وبرأيي، وليس من باب المبررات، لكن الفروقات بيننا وبين السعوديين كبيرة جداً. لعل صدمة الخسارة كانت في السيناريو، حيث تلقت شباكنا ثلاثة أهداف في الشوط الأول، لا مع مرور الوقت وظهور الفارق البدني والفني بين الفريقين»، يقول مرمر في نظرته للخسارة أول من أمس.
بدا الفريق في حالة سيئة جداً، فهل كان السبب في ضعف الإعداد وغياب المباريات، وتحديداً عدم خوض كأس النخبة بالتشكيلة الرئيسية؟
«بالطبع لا. كأس النخبة لم تكن لتقدم أو تؤخّر، فاللاعبون كانوا مع المنتخب واستعدوا جيداً. المشكلة في المباراة، أننا لم نستطع تخطي فترة الرهبة خلال اللقاء، فدخلت الأهداف من أخطاء مباشرة. أما بالنسبة إلى استعداداتنا، فقد كانت جدية، حتى إن المدير التقني دانييل خيمينيز بذل جهداً كبيراً، وقدّم تقريراً بأدقّ التفاصيل بالنسبة إلى الفريق الخصم. المشكلة أننا لم نتخطّ الرهبة، وبعد ذلك أصاب الإحباط اللاعبين»، يضيف الكابتن باسم لـ«الأخبار». وعن أسباب عدم مشاركة اللاعب التونسي أحمد العكيشي، يجيب مرمر: «هو ليس جاهزاً على الإطلاق. فآخر مباراة خاضها كانت في أيار. فمن الطبيعي أن لا أشركه حتى لا يتعرض للأذى. حتى في مباراة الإياب، من غير المؤكّد أن يكون حاضراً. العكيشي جاء من أجل آسيا، وليس للبطولة العربية».
أحمد الصالح: سنحقق نتيجة إيجابية. هدفنا استرداد هيبة العهد


ويرى المدرب اللبناني أن هذه البطولة هي للاستعداد لنهائي منطقة غرب آسيا لكأس الاتحاد الآسيوي مع الجزيرة الأردني، «لكن هذا لا يعني أن نظهر بهذه الصورة السيئة».
أكثر من علامة استفهام وضعت على حظوظ العهد الآسيوية في ظل الأداء المتواضع، فهل التأهّل إلى نهائي المسابقة في خطر؟ يتخلى الكابتن باسم عن هدوئه لدى طرح السؤال، فيجيب: «طبعاً بخطر إذا تابعنا بالأداء عينه مع اتحاد جدّة، لكن من الممكن أن تكون هذه الصفعة بمثابة جرس إنذار للاعبين توقظهم من الحالة التي هم فيها»، يقول مرمر بحدّة.

والآن ماذا؟
«لا بد من الجلوس ودراسة الأمور على جميع الصعد إدارياً وفنياً ولاعبين كي نعرف في أي اتجاه سنسير. لم أكن راضياً على الإطلاق في الشوط الأول، وأبلغت اللاعبين بين شوطي المباراة بأنني لن أكمل معهم، فأنا لا أقبل أن أرى فريقي "يتبهدل". ما شاهدته "بهدلة"، ولم أجد أي لاعب لديه الغيرة للتخفيف من وقع هذا الأداء. لم يجب اللاعبون، لكن في الشوط الثاني تحسّن الأداء بغضّ النظر عن أن الفريق السعودي أصبح مرتاحاً ولم يلعب بالوتيرة عينها في الشوط الأول.
يجب أن نجلس وندرس أين هي المشكلة. في المدرب؟ في اللاعبين؟ هل سيكون هناك إنذارات؟ الوضع كما هو عليه لا يطمئن على الإطلاق»، يختم مرمر حديثه لـ«الأخبار».
قائد خط دفاع العهد السوري أحمد الصالح أيضاً كان له رأي في ما حصل. فالمدافع الدولي السوري يرى أن في كرة القدم من الممكن ألّا تؤدي جيداً وتفوز، ومن الممكن أن تؤدّي جيداً وتخسر «لكن نحن لم نؤدّ ولم نفز. قد يكون الأداء الذي قدمناه طبيعياً في ظل غياب المباريات التحضيرية. فنحن منذ مباراة الوحدات الأردني في نصف نهائي منطقة غرب آسيا لكأس الاتحاد الآسيوي في حزيران لم نلعب معاً أي مباراة. حتى إننا لم نجتمع بشكل كامل إلا قبل أيام من المباراة بسبب ارتباط اللاعبين مع المنتخب، سواء اللبناني أو السوري في بطولة غرب آسيا، وبالتالي من الطبيعي ألّا يكون هناك انسجام في بداية الموسم»، يقول قائد دفاع العهد.
لكن بالنسبة إلى الصالح، لا خطر على حظوظ العهد في كأس الاتحاد الآسيوي. فبرأيه، البطولة العربية هي تحضير للنهائي الآسيوي «كذلك فإنّ الأمور لم تنتهِ بعد. انتهى الشوط الأول من المواجهة مع السعوديين، وهناك الشوط الثاني في بيروت. قد لا نتأهّل، لكن لا شك سنحقق نتيجة إيجابية. هدفنا استرداد هيبة العهد»، ينهي الصالح حديثه لـ«الأخبار».