عاد محمد حيدر. خبر كان الأبرز في عطلة العيد. فنجم العهد كان حاضراً أمس الخميس في تمرين الفريق الأول بعد العطلة، تحضيراً للمباراة مع الوحدات الأردني ضمن نصف نهائي منطقة غرب آسيا في كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. عاد حيدر ومرت «سحابة الصيف» بينه وبين النادي. خرج لاعب له ثقله من سوق الانتقالات الصيفية. أساساً لم يكن عنصراً أساسياً فيهازلم يحتج لاعب فريق العهد ومنتخب لبنان محمد حيدر إلى أكثر من اتصالٍ برئيس النادي تميم سليمان يبلغه فيه رغبته في العودة الى تمارين الفريق. سؤال وحيد طرحه سليمان: بدك تصلّي على النبي؟ كلمات بلهجة عامية لخّصت الملاحظات على المرحلة الماضية وأسست للمرحلة الجديدة. ردّ حيدر الواضح، بفتح صفحة جديدة، جعل رئيس النادي يطلب منه الاجتماع بالمدير الفني للفريق باسم مرمر، وعلى ضوء هذا الاجتماع تتقرر عودته الى التمارين.
لم يكن حيدر في يومٍ من الأيام، وذلك طوال السنوات الثلاث الماضية وإلى اليوم خارج عائلة العهد. حتى حين تم إيقافه إدارياً ووضعه على لائحة الانتقالات، لم يكن الهدف التخلّص منه بقدر ما كان الهدف تنبيهه إلى بعض الهفوات، التي يمكن أن تحصل مع أي لاعب كرة قدم.
بدوره، حيدر يعتبر نفسه واحداً من عائلة العهد ولم يفكر يوماً بترك النادي. «ما حصل أمرٌ عادي جداً جداً جداً، لكن بما ان النادي هو العهد وأنا لاعب أساسي فيه، تفاعل الموضوع على مواقع التواصل الاجتماعي»، يقول حيدر لـ«الأخبار» على هامش تدريبات النادي يوم أمس.
ويلخص لاعب العهد ما حصل خلال الفترة الأخيرة، بأنها مشكلة انحلّت لمصلحته ومصلحة الفريق، حيث كان هناك اجتماع مع مرمر توضحت فيه الأمور «وبما أن المشكلة لم تكن صعبة، فقد انحلّت سريعاً».
وعن الكلام الذي قيل عن رغبته في الانتقال الى ناد آخر، وتحديداً النجمة أو الأنصار، أكّد حيدر أنه لم يفكر في ذلك، ويعتبر أن هناك عقداً مع العهد لمدة خمس سنوات، بقي منه سنتان وسيكملهما مع الفريق.
عقد حيدر اجتماعاً مع المدير الفني باسم مرمر قبل الالتحاق بتدريبات الفريق يوم أمس


ورداً على سؤال عن موقفه إذا لم يكن أساسياً في 17 حزيران/ يونيو، خلال المباراة الأولى للعهد مع الوحدات الأردني في عمّان، أجاب «أنا جاهز. وإذا لم أكن أساسياً فسأتمنى الفوز لفريقي وحتى إذا لم أكن ضمن تشكيلة الـ 18 قد أكون مع الفريق في الأردن لدعمهم».
من جهته، تحدث مرمر الى «الأخبار» عن اجتماعه بحيدر، مشيراً الى أنه استمع الى اللاعب، سائلاً إياه عمّا يريد، فطلب حيدر العودة الى التمرين، مشيراً الى أنه شعر بالظلم في الفترة الماضية، وهو أمرٌ أوضحه مرمر للاعب بأنه غير صحيح وبأن المشكلة كانت في عدم انضباطه. وأبلغ مرمر اللاعب أنه سيكون تحت المجهر على صعيد الانضباط وسيبلغه بأي تقصير «أوّل بأوّل». فبرأي مرمر الذي قاله لـ«الأخبار» أنه لو لم يتمّ غضّ النظر سابقاً عن بعض التجاوزات لما وصلت الأمور الى ما وصلت اليه أخيراً.
اجتماع إيجابي أسفر عن التحاق حيدر بالتمارين بعد اتصالات من مدير النادي محمد شري بأمين السر محمد عاصي وبنائب الرئيس موسى مكي أبلغهما فيه مضمون الاجتماع وبرغبة حيدر في المشاركة بالتمرين أمس، فكان هناك ترحيب من عاصي ومكي.
انتهت المشكلة بين حيدر وناديه. مجموعة عوامل لعبت دورها. أولاً الإيجابية المتبادلة بين الطرفين ومحبة العهداويين لحيدر، اضافة الى أن الفترة الماضية حملت الكثير من الدلالات حول عدم جدية النوادي الأخرى بالتعاقد مع حيدر. فالنجمة قام بعملية «جسّ نبض» عبر اتصال بين أمين سر النادي أسعد سبليني ونظيره محمد عاصي دون ان يكون هناك خطوات أخرى.
أما الأنصار، فقد كان اكثر جدية لكن ليس الى مرحلة الحديث بالأرقام، فقد كان هناك اتصالان من امين سر النادي عباس حسن برئيس العهد تميم سليمان مع رغبة بلقاء، لم يحصل.
أمرٌ آخر يتعلّق باللاعب نفسه، حيث إن المعلومات تشير الى أنه لم يكن متحمساً للانتقال الى النجمة نظراً الى حالة عدم الاستقرار الإداري هناك، في حين أن موضوع رحيل المدرب الأردني عبد الله ابو زمع عن نادي الأنصار قد يكون جعل اللاعب يعيد حساباته في امكانية انتقاله الى «الأخضر».
أقفل العهد ملف حيدر وبقي اللاعب في صفوف بطل لبنان، ليأخذ الحديث عن امكانية التعاقد مع حسن معتوق منحى آخر. فرحيل حيدر كان سيزيد من حظوظ مجيء معتوق، لكن هذا لا يعني أن باب العهد مغلق في وجه لاعب الفريق السابق. قد يكون مفتاح الموضوع في 24 حزيران/ يونيو بعد نهاية مباراة العهد مع الوحدات الأردني. إذا تأهل العهد الى النهائي فسيصبح معتوق لاعباً في الفريق بنسبة كبيرة جداً. أما عدم التأهل فسيقلل من الحظوظ، لكن بنسبة قليلة. فعين العهد لا يمكن أن تغفل عن نجم لبنان.