هو الموسم الأسوأ للنجمة منذ فترة طويلة، لا على صعيد النتائج فقط، بل على مختلف الصعد المرتبطة بالنادي العريق. الجمهور قلقٌ على مستقبل فريقه، وهناك همسٌ داخل أروقة النادي حول الموضوع عينه، رغم أنه لم يعد بالإمكان تخبئة الحقائق المُرّة التي تُختصر بعبارة واحدة: النجمة في أزمةٍ حقيقية.الأرقام ونتائج الفريق في الدوري والكأس، وكأس الاتحاد الآسيوي تقول كل شيء، إذ لم يعد بالإمكان الانجرار خلف العاطفة، وهو الأمر الذي كان بالإمكان لمسه من خلال هتافات الجمهور على مدرجات ملعب المدينة الرياضية خلال مباراة الأنصار في الكأس. هو الجمهور نفسه الذي لم يوفّر أحداً عبر وسائل التواصل الاجتماعي معترضاً على السياستين الإدارية والفنية في النادي، ومسميّاً الاشخاص المتسببين بالمأساة (برأيه) بأسمائهم ومن دون حسابات.

صيف حارق!
الواقع النجماوي الصعب يأخذ الحديث إلى أول أسباب تقهقر النادي هذا الموسم، إذ بالتأكيد لا يمكن التصويب على الأسباب الأخيرة التي أشعلت فتيل الأزمة. هذه الأخيرة تعود إلى الصيف الماضي وعنوانها إداري في ظل التجاذبات التي حصلت بين رئيس النادي و«الصقور» القدامى في الإدارة. اعتبر البعض أن الاستقرار سيعمّ النادي بعد استقالة نائب الرئيس وأمين السر، فهذا الأمر بدا أشبه بخطأ استراتيجي أضرّ بالنادي. مع هذه الاستقالة لم يخسر النادي إضافةً مالية فقط بل افتقد إلى ما هو أهم، وهو عنصر الخبرة الذي يعرف كيفية إتمام الصفقات، ويعرف كيفية اختيار نوعية الصفقات الخاصة باللاعبين، وكيفية إقناع هؤلاء باللعب مع النجمة دون سواه. في وقتٍ تأخرت فيه عجلة العمل بسبب الخضات الإدارية، وجد النجمة نفسه محشوراً في الزاوية لناحية التعاقدات، فدخل السوق متأخراً وأُجبر على استقدام ما تيسّر أو ما هو متاح، فكانت النتيجة صفقات غير مفيدة لم تغيّر شيئاً في موازين القوى في الدوري، وأثقلت خزينة النادي بمبالغ ورواتب عالية لعناصر لم يستحق بعضها ما دُفع فيه أو له.

المقصلة الظالمة
الحديث عن سياسة التعاقدات يفتح الملف الخاص باللاعبين الأجانب، إذ إن ضيق الوقت أجبر النجمة على استقدام البرازيلي فيليبي دوس سانتوس (سجل 4 أهداف). الأخير لم يكن جاهزاً بدنياً، لكن الأكيد أنه في أسوأ حالاته كان أفضل من خليفته سايدريل لويس. هنا خطأ النادي الآخر، إذ إنه تأخر لاستقدام مهاجم أفضل من البرازيلي، لكن على الأقل كان بإمكانه إبقاؤه حتى يتأكد من قدرة لويس على ملء مكانه، ولو أن المكتوب كان بالإمكان قراءته من عنوانه.
النادي غير قادر على الاحتفاظ بنجومه في الموسم المقبل


تنصّل الجميع من «الدعسة الناقصة»، ورمى كل واحدٍ المسؤولية على الآخر حتى وصلت «كرة النار» إلى المدرب موسى حجيج الذي قيل إنه كان وراء القرار بالاستغناء عن فيليبي والإبقاء على لويس. الخطأ الفني الثاني بحسب متابعين كان في الاستغناء عن المدافع السوري أحمد ديب الذي كان قد اندمج مع الفريق، واستقدام لاعبٍ لم يكن ناشطاً مع الفريق الذي جاء منه، أي البينيني محمد شاونا، والذي عانى بدايةً للتأقلم (طُرِد أمام الوحدات الأردني)، كما أنه لم يظهر أفضل من ديب محلياً أو آسيوياً.
يقول مسؤول نجماوي إن المقصلة كانت ظالمة، وهو كلام لا يرتبط فقط بمسألة الاستغناء عن لاعبين والتعاقد مع من هم أقل منهم فنياً، بل أيضاً في ما خصّ حالة «الإعدام» الأولى التي أودت بالصربي بوريس بونياك، الذي لم يستحق الإقالة برأيه، لا لأنه لم يتلقَّ سوى خسارة واحدة، بل لأنه كان واقعياً ولعب بأسلوبٍ يتماشى مع القدرات الموجودة في تشكيلته، مشيراً إلى أن ما حُكي عن فلسفة لعب مطلوبة، هو أمر لم يكن يوماً موجوداً في أي فريقٍ لبناني بل يفترض الاقتناع بالنتائج قبل الأسلوب، وخصوصاً لفريقٍ مثل النجمة الذي لم يكن يملك الكثير من الحلول.
والمقصلة عينها كانت ظالمة بحق خليفة بونياك أي المدرب موسى حجيج، الذي برأي البعض ظلم نفسه أيضاً بقبوله تسلّم فريقٍ لم يؤسّسه بنفسه، فكان ما حصل ضرراً لبونياك ثم «المايسترو» وتالياً النادي.

الهاجس المالي
مما لا شك فيه أن المشكلات المالية كانت هاجساً، وسبباً في تراجع الفريق. فرغم النفي الدائم لوجود مشاكل مالية، كان لسان اللاعبين واضحاً عبر كلامٍ مشترك حول تأخّر في دفع المستحقات والمكافآت. كذلك، ينطبق الأمر على فنيين كانوا قد خرجوا من النادي، إذ إن بعضهم ذكر الأمر علناً، والبعض الآخر همس به لأسبابٍ تخصّه. هذه المسألة التي أثّرت على معنويات اللاعبين وأثارت سخط قسمٍ منهم وتلويح قسمٍ ثانٍ بمقاطعة التمارين أو المباريات، قد تكون أصبحت من الماضي مع نهاية الموسم، لكن لا يخفى أنها سترخي بظلالها على ما يتمّ إعداده للموسم المقبل وسط تساؤلات عدة حول قبول عددٍ من اللاعبين الذين يستهدفهم النادي، الانضمام إليه بعدما سمعوا ما عاشه اللاعبون المحليون والأجانب خلال الموسم. وكذلك ما حذّرهم منه وسطاء ومدراء أعمال دخلوا في مواجهاتٍ لتحصيل أتعابهم المرتبطة بالصفقات التي أبرموها مع النادي.
وهنا يأتي القلق من ناحيةٍ أخرى وهي تخصّ مدى قدرة النجمة على الاحتفاظ بنجومه للموسم المقبل، إذ صحيح أن نادر مطر وقّع على تجديد عقده، لكن معلومات خاصة تفيد لـ «الأخبار» بأنه في حال لم يحصل على دفعاته بحسب ما هو متّفق عليه (قبل بداية الموسم الجديد)، يمكنه فسخ الاتفاق والرحيل إلى فريقٍ آخر.
أما بقاء نجم الفريق الأول حسن معتوق فهو غير مضمون بشكلٍ كبير، إذ رغم الهدوء الذي تحلّى به صاحب القميص الرقم (10)، فإن أشخاصاً مقرّبين منه نقلوا عنه مراراً امتعاضه من الوضع العام، وأيضاً رغبته في البحث عن فريقٍ جديد محلي أو خارجي يضمن له الاستقرار.
إذاً هو موسم للنسيان بالنسبة إلى النجمة، الذي لا يُفرح حاله العدو قبل الصديق، كون النادي الشعبي هو ضرورة في دائرة المنافسة على الألقاب وتجميل صورة كرة القدم اللبنانية، وما العرض المُقدّم للأخطاء والمشكلات التي عصفت بالنادي إلا مقدّمةً يمكن أن تضع الاصبع على الجرح وتعالج الخلل قبل أن تزداد الأمور سوءاً، وهو الأمر الذي لن يرضي أي نجماوي.