لا تزال الفضائح تتوالى في كرة القدم اللبنانية، وهذه المرة من بوابة دوري الدرجة الرابعة. وفي التفاصيل أنه ضمن المجموعة الأولى من دورة التصفية النهائية لبطولة دوري الدرجة الرابعة في كرة القدم، والمؤهلة إلى الدرجة الثالثة، فاز «الراية» على «شباب بر الياس» بنتيجة كبيرة (16-0) ليرفع رصيده إلى سبع نقاطٍ في المركز الثاني، ويتأهل إلى الدرجة الثالثة، على اعتبار أن الاتحاد اللبناني لكرة القدم يعتمد فارق الأهداف في البطولة. هكذا قفز «الراية» فوق «المودّة» (7 نقاط)، بفارق ثلاثة أهداف، علماً بأن الأخير فاز على «شعلة الإصلاح» (13-1) في الأسبوع الماضي، بعدما انتهى الشوط الأول من المباراة بنتيجة (2-1)، أي إنه تم تسجيل 11 هدفاً في شوط واحد.لا شك في أن عدد الأهداف المسجلة خلال اللقاءين يعتبر فضيحة، فهو لا يحتاج إلى كثير من التفكير للاستنتاج أن النتائج معلّبة، وأن هناك تلاعباً وكل ما هو غير قانوني في عالم كرة القدم. هذه النتائج وما يحصل في دوري الدرجة الرابعة يعيدان الأمور إلى ما حصل في دوري الدرجة الثالثة قبل أسابيع. حينها، فتح الاتحاد اللبناني لكرة القدم تحقيقاً بشأن التلاعب الحاصل في مباريات الدرجة الثالثة (الدورة السداسية)، وأكد وجود أندية متورطة من مختلف المناطق اللبنانية (أندية من الجنوب وأخرى من الشمال...)، وقال الاتحاد حينها إن القرارات ستكون قاسية بحق من يثبت تورطه في التلاعب بالنتائج و«بيع المباريات»، ولكن بعد حوالى شهر من بدء التحقيقات، عاد الاتحاد اللبناني لكرة القدم وتراجع عن قراراته. وقالت مصادر حينها لـ«الأخبار» إن التراجع عن القرارات وإيقاف التحقيقات في قضايا التلاعب مردّهما إلى تدخلات سياسية من أكثر من طرف في البلاد من أجل إقفال الملف.
فاز «الراية» على «شباب بر الياس» بنتيجة كبيرة (16-0)


نتائج مباريات الدرجة الرابعة غير المنطقية أثارت ردود فعل كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي الوسط الرياضي في البلاد. الأكيد أن ما حصل ليس إلا نتيجة حتمية لغياب الرقابة والمحاسبة في أغلب الأحيان. التدخلات السياسية في اللعبة ارتدّت سلباً، ونتائجها السلبية مستمرة. لو أكمل الاتحاد اللبناني لكرة القدم تحقيقاته في قضية الدرجة الثالثة قبل أسابيع، لما كان هذا ليحصل في دوري الدرجة الرابعة. ولو أن الاتحاد اللبناني للعبة تعامل بالشكل المطلوب مع قضايا المراهنات التي يجري الحديث دائماً عنها، وآخرها قبل أيام وتمت ملاحقتها واتخاذ الإجراءات المناسبة، لما وصلت الأمور إلى ما هي عليه اليوم من فلتان في مختلف الفئات والدرجات.
أزمة حقيقية تعيشها الكرة اللبنانية اليوم، وهي بلا شك تؤثر على صورة اللعبة في المنطقة وآسيا، وإذا لم تبتعد التدخلات السياسية عن اللعبة، وإذا لم يتخذ الإتحاد إجراءات سريعة لمحاسبة المتورطين وحماية اللعبة، فالأكيد أن الكرة اللبنانية ستذهب إلى مكان أكثر سوءاً.