مرة جديدة، يتربع نادي الرياضي ــــ بيروت على عرش كرة السلة اللبنانية. حقق نادي المنارة لقبه الخامس عشر في العصر الحديث، ليؤكد أنه أفضل ناد في لبنان خلال السنوات الـ 15 الماضية. وصل الرياضي إلى المباراة النهائية للمرة السادسة في المواسم الستة الماضية، وفاز باللقب على حساب بيروت القوي، ومدربه المحنك، الصربي ميودراغ بيريسيتش. سلسلة النهائي شهدت العديد من التحولات، حقق بيروت الفوز بالمباراة الأولى على أرضه وبين جمهوره، ليعود الرياضي ويرد بثلاثة انتصارات متتالية. في المباراة الخامسة، استعاد بيروت توازنه وحقق انتصاراً على أرضه أيضاً، لكن رجال المدرب أحمد فران كانوا حاسمين في المباراة السادسة، وحققوا الفوز ليتوّجوا على أرضهم وبين جماهيرهم. خبرة لاعبي نادي الرياضي صنعت الفارق، فاعتمد المدرب أحمد فرّان على اسماعيل أحمد وجان عبد النور، إضافة إلى وائل عرقجي ودومينيك جونسون. الأخير شكل علامة فارقة في المراحل الإقصائية، والسلسلة النهائية تحديداً. لاعب قادر على التسجيل في الأوقات الحساسة، ويجيد قراءة المباريات بشكل أكثر من ممتاز، والأكيد أنه سيمضي وقتاً ليس بالقصير داخل أسوار ملعب المنارة في المواسم المقبلة. المخضرم اسماعيل أحمد أثبت أنه أينما حل، تحل معه الألقاب، حقق البطولة مع الرياضي، ذهب إلى هومنتمن وأحرز اللقب، وكذلك فعل عندما عاد إلى منزله في المنارة. يمتلك الرياضي شخصية البطل، ويتفوق بالعقلية على جميع أندية الدوري اللبناني، وهذا أثبته عندما تجاوز نادي الشانفيل المدجج بالنجوم في نصف النهائي، وأمام فريق قوي ومنظم جدّاً في النهائي، هو نادي بيروت.
حقق نادي المنارة لقب بطولة لبنان للمرة الـ 15 في العصر الحديث

الأخير قدم كل ما هو مطلوب منه، وصل إلى الدور نصف النهائي في الموسم الماضي، الذي كان موسمه الأول في دوري الدرجة الأولى، وعاد ووصل إلى المباراة النهائية هذا الموسم. يتمتع نادي بيروت باستقرار إداري كبير جعله ينافس على البطولات من مواسمه الأولى في دوري الأضواء، واستفاد هذا الموسم من خبرة المدرب الصربي ميودراغ بيريسيتش الكبيرة، لخلق مجموعة منسجمة. شكّل علي حيدر علامة فارقة في بيروت هذا الموسم، فقدم مستوى مميّزاً في جميع المباريات، وكان له الدور الأهم في إيصال فريقه إلى المباراة النهائية. يمتلك نادي بيروت تشكيلة مميّزة، يتقدمها علي حيدر مع اللاعب الجورجي نيكولوس، والأجنبي الآخر جاستن دانتمون، إضافة الى شارل تابت ورالف عقل وكريس كراوفورد وغيرهم من اللاعبين. لعب بيروت هذا الموسم من دون ضغط وذهب بعيداً، وربما كانت إدارته على علم بأنها لن تتفوق على الرياضي الذي يمتلك التشكيلة الأفضل في لبنان، وخاصة على مستوى اللاعبين المحليين، وعليه فإن عملية البناء للموسم المقبل ستكون أفضل من هذا الموسم.
فنياً، وفي المباراة السادسة من السلسلة، تفوق الرياضي منذ بداية اللقاء، فتقدم بفارق 11 نقطة بداية، قبل أن يعود بيروت بعدما اشرك بيريسيتش كلاً من كراوفورد ودانتمون، لينتهي الشوط الأول بنتيجة (47 ـــ 42). اعتمد علي حيدر على الاختراق من الخارج إلى تحت السلة، وسجل أكثر من 25 نقطة، لكنه لم يكن قادراً وحده على اعطاء التقدم لفريقه. لعب الرياضي بطريقته المعتادة، فاعتمد على المجموعة واللعب المنظم. دافع جان عبد النور بشكل مميّز في الربعين الثالث والرابع، وكان عرقجي وجونسون حاسمين في التسديد من خارج القوس، رد عليهما دانتمون، لكن دون جدوى، لينتهي الربع الثالث بنتيجة (72 ـــ 59). في الربع الرابع، فقد لاعبو بيروت التركيز وأضاع تابت وكراوفورد رميات حرة، حاول دانتموند أخذ الأمور على عاتقه فسجل من داخل القوس وخارجه وقلص الفارق إلى 3 نقاط قبل دقيقة ونصف دقيقة من نهاية المباراة، إلا ان الرياضي استعاد توازنه وحسم اللقاء في الثواني الأخيرة، ليستعيد لقب البطولة، ويحتفل على ملعبه وبين جمهوره.