بعد ثلاث سنوات من اليوم، أسماء محمد شور، علي سويدان وجمال ابراهيم، التي قدّمها العهد في مباراته الأخيرة مع الأنصار في البطولة المحلية، لن تكون أسماءً غريبةً على الدوري اللبناني. ربما قد يلعبون برفقة باقي زملائهم من فريق الشباب، الذين رُفّعوا إلى الفريق الأول، أساسيين في معظم المباريات على حساب الأجانب ويُطالب الجمهور باستدعائهم إلى المنتخب، ويصبحون من المرشّحين لجوائز أفضل اللاعبين. هكذا قدّم العهد نجومه الشباب في فتراتٍ سابقة، وبات ينافس فيهم على لقب كأس الاتحاد الآسيوي. لكن هذا اللقب يحتاج إلى «الكبار»، اللاعبين النجوم والمخضرمين. هؤلاء الذين غاب معظمهم عن مواجهة الأنصار، ويعتمد المدرب باسم مرمر ومن خلفه الإدارة عليهم للظفر باللقب القاري الأول للبنان.بلوغ الدور نصف النهائي لمسابقة كأس الاتحاد الآسيوي لم يكن أمراً سهلاً في النسخة السابقة، ولم يعد أسهل في النسخة الحالية أيضاً حتى ولو لم تَعد الأندية العراقية تشارك في بطولة فرق «الصف الثاني» في آسيا. بدلاً من تأهل المتصدر ووصيفه، باتت الفرق تتصارع على مركزٍ أول في ثلاث مجموعات، والمقعد الرابع الذي يحصل عليه صاحب أفضل مركز ثاني يكون للأوفر حظاً. لم يُخفق العهد بالوصول إلى هذا الدور في النسختين الأخيرتين، لكنه اليوم مهدد بعدم تصدّر مجموعته إذا لم ينجح بالفوز على السويق العماني، فالمالكية البحريني الذي يتصدّر بفارق نقطتين، قد يبتعد أكثر إذا جدد تغلّبه على القادسية الكويتي مقابل تعثّر «الأصفر»، ولهذا السبب، غاب معظم نجوم العهد عن المباراة الأخيرة أمام الأنصار مقابل مشاركة اللاعبين الشباب. نور منصور، حسين دقيق، أحمد زريق، ربيع عطايا، هيثم فاعور، سمير أياس، مارتن توشيف ومحمد حيدر، كلّهم لم يُستدعوا إلى القائمة، ولو أن معلومات «الأخبار» تُشير إلى أن استبعاد الأخير ليس بهدف إراحته كما يُتداول، فهو لم يشارك في آخر مباراتين أساساً، ومشكلته مع الجهاز الفني. لكن هل كان العهد يحتاج إلى إراحة جميع هؤلاء النجوم، ويخسر سلسلة مبارياته دون خسارة في الدوري، مفرّطاً بإمكانية الظفر باللقب للموسم الثاني دون أن يخسر أي مباراة؟
سيلعب الجهاز الفني لنادي العهد مباراته القارية بتشكيلة مكتملة


لا شكَّ أن مشاركة ثلاثة لاعبين ضمن التشكيلة الأساسية للفريق الأول للمرة الأولى في البطولة المحلية، وأمام الأنصار، كان خياراً خاطئاً من الجهاز الفني للعهد، والنتيجة كانت خروج أحدهم، وربما آخر لولا طلب أحمد الصالح التبديل والخسارة بثلاثة أهدافٍ، دون تهديدٍ جدّيٍّ لمرمى الأنصار، مع العلم أن العهد أخفق مرة واحدة بعدم تسجيل هدفٍ على الأقل هذا الموسم. ربما لو بدأ خليل خميس إلى جانب المدافع السوري لتغيّر شكل الدفاع، ولو شارك يعقوبو بدلاً من سويدان منذ البداية لتعزز دور الوسط، ولو لعب حسين الزين في مركزه وترك الجناح الأيمن لمحمد قدوح لوصل «الأصفر» إلى مرمى الأنصار. هذا الثلاثي كان على مقاعد الاحتياط، فيما استبعد أياس، الذي لا يلعب دوراً أساسياً مع العهد، ومعه توشيف العائد من الإيقاف والذي يحتاج إلى خوض مباراةٍ على الأقل قبل المشاركة الآسيوية، لكنه بقيَ خارج التشكيلة للمباراة الخامسة توالياً. مدةٌ طويلةٌ لمهاجمٍ سجّل 10 أهدافٍ في الدوري.
صحيحٌ أن الفريق الذي يريد الظفر بلقب كأس الاتحاد الآسيوي يحتاج إلى النجوم، وهو ما سعى إليه العهد دائماً، لكن هل مواجهة السويق، فاقد الأمل عملياً بالتأهل، تحتاج إلى إراحة 6 لاعبين أساسيين واثنين من الاحتياط أيضاً، ووجود ثلاثة لاعبين أساسيين آخرين على مقاعد البدلاء؟ ربما، لو اعتمد العهد على بعض لاعبيه الشباب في المسابقة الآسيوية قبل انطلاقها، كما فعل مع سابقيهم في نسخاتٍ ماضية، لكان فاز في الساحتين المحلية والقارية.
عموماً، يلعب العهد خارج أرضه للمرة الثانية. في مواجهة المالكية تعادل سلباً وأهدر فوزاً كان بالمتناول، وقدّم أداءً قد يكون أفضل من الذي قدّمه أمام السويق في بيروت. الفريق يعتبر أن اللعب على أرضه لا يمنحه سوى أفضلية الجمهور، في حين أن لقاء معظم الفرق على ملاعبها لا يؤثّر عليه، فالجمهور يحضر بشكلٍ خجول، وأرضية الملعب تبقى أفضل بالنسبة إليه. هذه المرة ستكون المباراة أسهل في مواجهة فريقٍ خرج من المنافسة الآسيوية ويُصارع لعدم الهبوط في الدوري المحلي. مباراة السويق الأخيرة كانت أمام «ظفار» وانتهت بخسارته بهدفين لهدف، ليُصبح الفارق بينه وبين المركز ما قبل الأخير سبع نقاط قبل سبع أسابيع على ختام الدوري.