المشهد ذاته يتكرر في كرة السلة اللبنانية منذ عدّة مواسم. أندية المركز تبسط سيطرتها على اللعبة، في ظل ضعف موارد الأندية الأخرى، خاصة أندية الأطراف على قلّتها. الرياضي ـ بيروت سيواجه نادي الشانفيل ـ ديك المحدي في سلسلة منتظرة، أما المباراة الثانية فسيلتقي خلالها نادي بيروت، مع نادي هومنتمن ـ بيروت. إذاً ثلاثة أندية بيروتية مقابل فريق ليس ببعيد عن المركز سيصل منهم فريقان إلى النهائي.منذ اللحظة الأولى التي حُسمت خلالها مراكز الدوري المنتظم لكرة السلة اللبنانية، بدأ الجمهور اللبناني وجميع متابعي كرة السلة يتحدثون عن مباراة الرياضي ـ بيروت والشانفيل ـ ديك المحدي في الـ«فاينال 4». صدقت التوقعات حول مباريات ربع النهائي، ووصل الرياضي إلى نصف النهائي بثلاثة انتصارات متتالية على نادي بيبلوس، وكذلك الأمر بالنسبة إلى نادي المريميين الذي تجاوز أطلس بدون أي صعوبات. المباراة منتظرة كونها تجمع بين ناديين يمتلكان كوكبة من النجوم المحليين والأجانب. النادي الرياضي خسر لقب الموسم الماضي بعد سلسلة نهائية حماسية مع نادي هومنتمن بيروت، وهو يسعى هذا الموسم لاستعادة اللقب. صحيح أن النادي يمتلك أسماء كبيرة يأتي في مقدمتها اسماعيل أحمد وجان عبد النور، إضافة إلى وائل عرقجي واللاعب الأجنبي المميّز جاستن براونلي، إلا أن المشاكل في المنارة باتت واضحة للجميع. فنياً، لاعب الارتكاز راندولف موريس غير جاهز بدنياً بالصورة المناسبة، كما أن المدرب أحمد فران يعتمد كثيراً على عبد النور واسماعيل أحمد، في وقت لا يبدو مركز أمير سعود واضحاً مع الفريق وهو ما اشتكى منه اللاعب كثيراً، كذلك إن وائل عرقجي ليس اللاعب المرعب كما في المواسم السابقة. يكثر الحديث في الرياضي عن مشاكل شخصية بين اللاعبين، ومشاكل إدارية أيضاً، وهذا كله يلقي بظلاله على النادي الذي أنهى الدوري المنتظم بعيداً عن المراكز الثلاثة الأولى. دائماً ما كان الرياضي منافساً على جميع الألقاب، إلّا أنه من الواضح خلال الفترة الماضية لأن الرياضي يعاني، فهو خسر لقبه كبطل لأندية آسيا، وبعدها خسر لقبي الدوري والكأس (الموسم الماضي) ودخل في أزمة مالية، والآن هناك خلافات إدارية. عوامل عديدة من شأنها وضع الفريق في ظروف حرجة أمام الشانفيل المدجج بالنجوم. على الجهاز الفني والإدارة تسوية الأوضاع قبل الدخول إلى المراحل الحاسمة، وإلا فإن الخسارة هذا الموسم أيضاً، ستشرع اللأبواب أمام عواصف جديدة، وربما خروج لاعبين من الفريق.
المشاكل الفنية والإدارية يمكن أن تؤثر سلباً على الرياضي بيروت


النادي المتني صرف ملايين الدولارات للفوز باللقب المحلي. في الموسم الماضي بدّل الشانفيل عدداً من اللاعبين الأجانب لكنّه فشل في تجاوز ربع النهائي. الاستراتيجية هذا الموسم لم تتبدل، ملايين الدولارات صرفتها الإدارة للتعاقد مع لاعبين مميّزين، فوقع الاختيار على الإيراني حامد أهدادي كلاعب ارتكاز، ودواين جاكسين وديماريوس بولدز كلاعبين قادرين على تسجيل أكبر عدد ممكن من النقاط. الأجانب المميّزون سيكون إلى جانبهم فادي الخطيب، وأحمد إبراهيم. تشكيلة نادي المريميين أكثر من رائعة، ويتمناها أي مدرب في لبنان، ولكن يبقى الخطر الأكبر على النادي هو عدم قدرة المدرب فؤاد أبو شقرا على تحقيق التوازن، والمداورة الصحيحة بين النجوم، وبالتالي يغلب الطابع الفردي على الجماعي، ويضيع الحلم كما ضاع الموسم الماضي.

(سركيس يرتيسيان)

على المقلب الآخر هناك هومنتمن بيروت ونادي بيروت. مواجهة لا تقل أهمية وإثارة عن لقاء الرياضي والشانفيل. نادي هومنتمن حامل لقب الموسم الماضي كشّر مؤخراً عن أنيابه وتعاقد مع العملاق نورفيل بيل، اللاعب الذي يمتلك سيرة ذاتية مميّزة، ويعتبر الأجنبي الثاني من حيث الأهمية في الدوري اللبناني بعد حامد أهدادي. المدرب جو مجاعص سيعتمد على نورفيل بيل، واللاعب المميّز والتر هودج. الأخير قادر على صنع الفارق في أي مباراة وأمام أي خصم، فهو قادر على التسجيل من بعيد، وقادر أيضاً على الاختراق تحت السلة. هودج كان له الفضل الأكبر بالفوز في اللقب الموسم الماضي، والوصول إلى هذه المرحلة في هذا الموسم. ويمتلك النادي الذي حسم سلسلة ربع النهائي أمام هوبس بثلاثة انتصارات أسماء لبنانية مميّزة، يأتي في مقدمها إيلي رستم وباتريك بو عبود. أما نادي بيروت الذي تلقى ضربة موجعة بإصابة لاعبه كوينسي دوبي قبل يومين، تعاقد مع ريغينالد تافون هولمز (1987 ـ 1.93 سنتم) ليكون مع النادي في المباريات المقبلة. وعانى بيروت للفوز على نادي المتحد طرابلس في ربع النهائي (انتهت السلسلة بثلاث مباريات لاثنتين). ويعتمد المدرب الصربي ميودراج ​بيريسيتش على اللاعب علي حيدر، ومعه اللاعبون الأجانب في مواجهة لن تكون سهلة أبداً امام هومنتمن.
نصف النهائي من بطولة لبنان يعِد بالكثير، خاصة في حال كانت الأندية في مستواها. التركيز سيكون منصباً على سلسلة الرياضي والشانفيل، كونها تعتبر مباراة نهائي مبكر نظراً إلى الأسماء التي يملكها الفريقان.


اللعبة ماتت
منذ بداية الموسم والجمهور اللبناني غير قادر على مشاهدة مباريات كرة السلة اللبنانية، بعد التوقف عن نقلها تلفزيونياً (يتم نقل مباراة واحدة في الأسبوع)، واقتصار النقل على تطبيق «ألفا سبورتس» على الهواتف المحمولة. ويحتاج هذا التطبيق إلى اشتراك شهري تصل كلفته إلى 9 دولارات شهرياً، لمشاهدة مباريات كرة السلة اللبنانية فقط. ومنذ بدء العمل بهذا النظام بداية الموسم، امتنع عدد كبير جداً من جمهور كرة السلة اللبنانية عن مشاهدة المباريات، بسبب كلفة التطبيق العالية مقارنة بالخدمة التي يقدمها. وقرر الجمهور مقاطعة اللعبة والتطبيق، على اعتبار أن هذه الخطوة تشكل احتكاراً للعبة، ومن حق الجمهور أن يشاهد المباريات على شاشة التلفزيون كما في المواسم الماضية. الأكيد أن اللعبة تضررت كثيراً من خلال هذا الإجراء، والذي أبعد الجمهور اللبناني عن كرة السلة. وبحسب العقود الموقعة مع شركة ألفا فإنه من المقرر أن يستمر نقل المباريات عبر هذا التطبيق الموسم المقبل أيضاً.