تعيش الرياضة اللبنانية اليوم واحدة من أسوأ فتراتها على مختلف المستويات. لم يسبق أن كان الواقع الرياضي في لبنان كما هو عليه اليوم منذ انتهاء الحرب قبل نحو ثلاثين عاماً ربما. الهيكل تداعى، ولم يعد هناك ما يمسك الرياضة اللبنانية التي تغرق كل يوم في أزمات أكبر. المسؤولية بلا شك تقع أولاً على الاتحادات، كل الاتحادات الكبيرة، وكلٌّ بحسب اختصاصه. المنتخب الأوّل لكرة القدم فشل في اختبار بطولة آسيا قبل أشهر، وظهر بصورة أقل من متواضعة. لم يتم استيعاب الدروس، فها هو المنتخب الأولمبي يغادر بعد يومين لخوض غمار تصفيات آسيا من دون تحضير، ولا مباريات وديّة، حتى إن اللاعبين تم استدعاؤهم في الأيّام الأخيرة للتدرّب قبل السفر. ومن لا يزرع، فإنه لن يحصد النتائج. الدوري غارق في أزماته، تلاعب في الدرجة الثالثة، تحقيقات فقرارات، ثم تراجع عن هذه القرارات، ليبقى الباب مفتوحاً أمام مزيد من التلاعب في المستقبل، بما أنه لا يوجد أي رادع. في الدرجة الثانية تضارب واعتداء من قبل الجمهور على اللاعبين، وبعدها حرب بيانات بين الأندية. في الدرجة الأولى صراع كبير على تجنّب الهبوط إلى الثانية، فالإفلاس أو على الأقل المشاكل الماليّة «تنهش» الفرق، في ظل غياب أي شكل من أشكال التسويق. على المقلب الآخر، لا تبدو كرة السلّة بخير هي الأخرى. الصورة التي كانت عليها «الباسكت» قبل سنوات تبددت، إخفاق في الوصول إلى مونديال السلّة، بعد أن كان لبنان رقماً صعباً في القارة الصفراء. تراجعت السلّة على مستوى المنتخب والأندية التي خسرت ألقابها العربية والآسيوية خلال الموسم الماضي، ولبنان الذي كانت بطولات غرب آسيا نزهة بالنسبة إليه، بات ضمن الأندية البعيدة في ترتيب منتخبات القارّة. الاردن وتونس يمثلان العرب في المونديال السلّوي عن جدارة واستحقاق، فيما لبنان صاحب المشاركات الثلاث لم يراكم على الماضي، وجماهيره تراقب وتتحسّر. واقع اليوم يراه الجميع، وليس سرّاً أن الأمور متجهة نحو مزيد من «تراكم الفشل». الرياضة في مختلف الدول تتقدّم، وكأس آسيا الأخيرة وتصفيات مونديال السلّة خير دليل على ذلك. الرياضة اليوم صورة عن البلد وما يعيشه على مختلف القطاعات من فشل. صورة إيجابية واحدة تتمثل في المشاركات الفرديّة، فلبنان الذي يفشل على المستوى الجماعي ينجح في الألعاب الفرديّة التي بلا شك تحتاج إلى الكثير من الدعم.