عند الدقيقة 68 من عُمر المباراة. النجمة الذي ينافس على لقب الدوري اللبناني متعادل سلباً مع التضامن صور. مدرب الفريق موسى حجيج كان قد أشرك مهاجماً بدلاً من لاعب وسط، ثم أدخل لاعباً شاباً بدلاً من مهاجمٍ دولي. بعد 18 دقيقة، يُسجّل البديل الثاني في تشكيلة حجيج هدف الفوز لفريق النجمة بعد مجهودٍ فردي. هو هدفه الأول في الدرجة الأولى هذا الموسم، لكنه سجّل 24 هدفاً آخر في دوري الشباب، ليكون ثالث هدافي البطولة التي توّج فيها مع فريقه. هذا اللاعب هو محمود كعور الذي استدعيَ إلى اختبارات المنتخب الأولمبي برفقة زميله مهدي الزين، هداف دوري الشباب، ومهاجم الأنصار دانيال بو فخر ثاني الهدافين. هذا الثلاثي غاب عن قائمة المنتخب الأولمبي المستدعاة إلى تصفيات كأس آسيا، التي تلعب في المجموعة الرابعة مع منتخبات السعودية، الإمارات والمالديف. قد يكون مستغرباً عدم استدعاء هدافي دوري الشباب إلى المنتخب الأولمبي. المستوى في دوري الشباب يختلف عن الدرجة الأولى بطبيعة الحال، وهو ما يُفسّره عدم استدعاء مدافعين من الدوري إلى المنتخب. لكن إذا كانت هذه حسابات الجهاز الفني، فكيف يُستدعى لاعبون لا يشاركون في الدرجة الأولى ولا في دوري الشباب؟ فالمدرب، استدعى حارس مرمى لم يُشارك إلا في مباراةٍ واحدةٍ هذا الموسم، بل غاب أيضاً عن تمارين فريقه في الشهر الماضي. قد يكون السبب غالباً في معرفة الجهاز الفني بالحارس، لكونه رافق المنتخب الأول في العديد من سفراته، دون أن يُشارك في المباريات، لكن المتابعين يسألون عمّا إذا كانت المعرفة أهم من المستوى؟ أسماءٌ عدة في القائمة النهائية يرى البعض أنها لا تستحق التمثيل الدولي، مقابل لاعبين غُيّبوا وهم يقدّمون مستوياتٍ لافتةٍ مع فرقهم. الجهاز الفني بقيادة المدرب المونتنيغري ميليتش كورسيتش (مساعد مدرب المنتخب الأول ميودراغ رادولوفيتش)، ليس جديداً على المنتخب الأولمبي، فهو قاده في تصفيات كأس آسيا 2018، لكن بعد الإخفاق في التأهّل إلى البطولة، تفرّغ للعمل في المنتخب الأوّل، دون تحضيرٍ لمستقبل الأخير. في الواقع، لم يُشكّل الاتحاد اللبناني الجهاز الفني للمنتخب الأولمبي إلا بعد انتهاء البطولة الآسيوية.
يلعب المنتخب في المجموعة الرابعة مع منتخبات السعودية الإمارات والمالديف


التحضير الذي كان معدوماً بالنسبة إلى المنتخب الأولمبي، تمثّل في عدم خوض المنتخب أي مباراةٍ ودية في الأشهر الماضية، فيما كانت المنتخبات المنافسة تشارك في بطولاتٍ رسمية ومباريات دولية ودية، حتى في الوقت الذي يخوض فيه المنتخب الأول بطولة كأس آسيا. تمارين المنتخب تأخّرت حتّى الأسبوعين الماضيين، لكن دون مشاركة جميع اللاعبين المستدعَين إلى «الاختبار»، ذلك لأن التمارين التي كانت تجري في منتصف الأسبوع على ملعب النجمة، غاب عنها عددٌ من اللاعبين، بسبب مشاركتهم مع فرقهم في الدوري تارةً، (في المواجهات مع فريقي العهد والنجمة يومي الأربعاء والخميس)، ولخوض بعضهم مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي يومي الاثنين والثلاثاء، الأمر الذي يمنعهم من التمرين، بسبب الإرهاق والسفر.

جيلٌ واعدٌ
على الرغم من انعدام التحضير وغياب بعض الأسماء المهمّة عن قائمة المنتخب، إلا أن المتابعين يتفاءلون بإمكانات اللاعبين. بعض هؤلاء لا يغيبون عن المشاركة الأساسية في الدرجة الأولى، ومنهم من يُعدّ من نجوم الدوري أيضاً.
ثلاثة حراس مرمى استُدعُوا إلى المنتخب، هم هادي مرتضى، شاكر وهبي ومحمد طه. الأول شارك في جميع مباريات التضامن صور هذا الموسم، محافظاً على نظافة شباكه تسع مرات، كثاني أفضل حارس بعد حارس نادي العهد مهدي خليل.
خط الدفاع غاب عنه المدافع جمال خليفة الذي أصيب بقطعٍ في الرباط الصليبي خلال تمارين المنتخب، الأمر الذي سيؤثّر في مركز قلب الدفاع الذي لم يُستدعَ إليه إلا لاعبٌ واحدٌ، هو مارك مهنا، الذي خاض ثلاث مباريات هذا الموسم فقط. غالباً، سيعتمد الجهاز الفني على أحد لاعبي الظهيرين في قلب الدفاع، كمصطفى كساب وحسين شرف الدين. إلى جانبهما، يبرز أندرو صوايا من النجمة وعلي فحص من الراسينغ، واستدعيَ أيضاً أندرو قزي من الحكمة (درجة ثانية).
في الوسط يحضر خليل بدر ثاني هداف نادي الشباب الغازية بستة أهداف. برفقته حسين منذر، أحد نجوم نادي العهد، وهو اللاعب الأكثر مشاركةً في الدرجة الأولى بين زملائه في المنتخب، إلى جانب خوضه مباريات عدة في كأس الاتحاد الآسيوي والبطولة العربية. الشقيقان علي ويوسف الحاج من النجمة والراسينغ استُدعيا أيضاً، ومعهما يوسف بركات من السلام زغرتا ويحيى الهندي من النجمة.
ويملك المدرب لاعبين مميزين في خط الهجوم، أمثال محمد قدوح صاحب الـ12 هدفاً في الدرجة الأولى سجّلها خلال 37 مباراة، ومعه مهاجم الإخاء الأهلي عاليه كريم درويش، إلى جانب هداف السلام زغرتا أليكس بطرس، حسن مهنا من الصفاء، فؤاد عيد من طرابلس، موسى الطويل من الأنصار، قاسم الشوم من الشباب العربي (درجة ثانية)، ومعهم حكمت زين من شباب الساحل، الذي قد يعتمد المدرب عليه في خط الدفاع.