في لبنان مواهب كثيرة. عبارة لَطالما تردّدت على ألسن المعنيين في لعبة كرة القدم اللبنانيّة. مواهب تحتاج إلى عناية واهتمام. فهي الرافد الأساسي للمُنتخبات الأولى سواء على صعيد الرجال أو السيدات أو كرة الصالات والكرة الشاطئية. منتخب الرجال غالباً ما يكون في الواجهة الكرويّة. عليه تسلّط الأضواء، ونتائجه محط متابعة بشكل كبير. تمرّ السنوات ويصل كل منتخب إلى مرحلة يعتزل فيها المخضرمون ويحلّ بدلاً منهم اللاعبون الشباب. يُطلق عليها مرحلة الإحلال والتجديد. لكن هذا «الإحلال والتجديد» يحتاج إلى مواهب يمكن أن تصبح نجوماً مع الوقت والتدريب. في الوقت عينه تحتاج تلك المواهب إضافة إلى الصقل والاهتمام، إلى الفرصة والمشاركة في المباريات والبطولات على اختلافها. وهنا تكون فرصة اللعب مع أندية الدرجة الأولى والاحتكاك في المباريات واكتساب خبرة من اللاعبين النجوم. ما فائدة مواهب تتألّق في الفئات العمرية وبعضها يحرز الألقاب، وحين يصل هؤلاء اللاعبون إلى الفريق الأول يكون مصيرهم دكّة البدلاء، أو المشاركة لدقائق قليلة بهدف إضاعة الوقت؟ بلدانٌ أخرى تنبهّت إلى أهمية الاعتماد على المواهب الشابة في فرق ومنتخبات الكبار. بعض تلك الدول وضعت قوانين تساعد على إشراك اللاعبين الشباب في المباريات. منتخب قطر على سبيل المثال أحرز لقب بطولة آسيا، أمام عمالقة القارة الصفراء. صحيحٌ أن معظم لاعبيه من المجنّسين، لكن في النهاية، هذا العمل هو نتاج مجهود استمرّ لسنوات على صعيد الفئات العمرية والشباب في أكاديمية «أسباير» وصولاً إلى المنتخب الأول.
بارقة أمل مع اعتماد بعض المدربين على لاعبيهم الشباب

لا يمكن مقارنة لبنان بقطر، لكن يبدو هناك بارقة أمل مع اعتماد بعض المدربين على لاعبيهم الشباب وإعطائهم حيّزاً أكبر في المباريات التي تخوضها فرق الرجال وتحديداً في بطولة الدرجة الأولى. من الملاحظ أن معظم هؤلاء المدربين لبنانيون. المدرب الأجنبي لا يبدو متحمّساً لفكرة إشراك الشباب. فهو يهتم للنتائج أمام الإدارة أو رئيس النادي. والأخير أيضاً غالباً ما يهتم بالألقاب مع خطط قصيرة المدى. قلّة هم الرؤساء الذين يهتمّون بالفئات العمرية في أنديتهم. لكن بعض المدربين اللبنانيين يبدو أنهم بدأوا يؤمنون باللاعبين الشباب. حسن حسون، رضا عنتر، موسى حجيج، فادي عياد، باسم مرمر، محمود حمود هؤلاء فتحوا المجال أمام لاعبين شباب ليأخذوا فرصتهم مع الفريق الأول، كلٌ في ناديه. بدأنا بسماع أسماء كمهدي الزين، خليل بدر، كريم مكاوي، أندرو صوايا، فؤاد عيد، حكمت الزين، علاء عزّو، حسن قريطم، حسين منذر...
اليوم يبدأ منتخب لبنان الأولمبي دون الـ23 عاماً مشوار تحضيراته لتصفيات آسيا المؤهّلة إلى أولمبياد 2020. اليوم تنطلق التجارب يليها الاختيار ومن ثم التمارين ومعسكر قبل التصفيات في السعودية في 22، 24 و26 آذار/مارس المقبل ضمن مجموعة تضم لبنان إلى جانب الإمارات والمالديف والبلد المضيف السعودية. استدعاءات للاعبين، عدد كبير منهم شاركوا هذا الموسم مع فرق الرجال الذين ينشطون فيها. من هؤلاء الزين، بدر، عيد، مكاوي، قريطم وعزّو وغيرهم من اللاعبين. «الأخبار» تسلّط الضوء على بدايتهم ومسارهم الذي بدأ قبل سنوات.


علاء عزّو


كانت مباراة طرابلس مع فريق التضامن صور في دور الـ16 من مسابقة كأس لبنان هذا الموسم الأولى لمهاجم فريق طرابلس علاء عزو مع فريق الرجال. تمّ استدعاؤه إلى تجارب المنتخب الأولمبي. هو يلعب في مركز المهاجم والجناح الأيمن أيضاً. مواليد 01/01/2001، أتى إلى فريق طرابلس عبر المدرب محمد حيدر وبحضور المدرب إسماعيل قرطام وأمين السر سليم ميقاتي. يعتبر عزّو أن مهارات حسن معتوق هي الأفضل في لبنان، أمّا على صعيد الخبرة فمعجب بقائد فريق طرابلس أحمد مغربي الذي يشجّع المواهب الصاعدة. عالمياً هو من محبّي فريق ريال مدريد ومنتخب ألمانيا، وعلى صعيد اللاعبين فإنّه يفضلّ كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي.

عبد الرزاق دكرمنجي


يعتبر عبد الرزاق دكرمنجي من المواهب التي تجد مكاناً لها في حسابات مدرب فريق طرابلس فادي عياد أيضاً. المدافع الأيسر مواليد 22/2/2001 بدأ مسيرته مع فريق طرابلس عام 2010 عبر أحد اللاعبين، وهو حسام كنج. الأخير كان صديقه قبل أن يسافر إلى ألمانيا. سافر حسام وبقي عبد الرزاق الذي تتلمذ على يد المدرب إسماعيل قرطام. ويشدّد دكرمنجي على توجيه التحية إلى مدربه الأول «أبو طارق». محلياً يجد في زميله المدافع خالد العلي مثالاً، وكذلك حسن معتوق ومحمد حيدر. أما عالمياً فيحب ليونيل ميسي وأندريس إنييستا وسيرجيو بوسكيتس، كما يشجّع منتخب البرازيل وفريق برشلونة.

كريم مكاوي


كانت مباراة الراسينغ والنجمة ضمن الأسبوع الثاني عشر من دوري الدرجة الأولى فرصة للجمهور اللبناني كي يتعرّف إلى لاعب اسمه كريم مكاوي مواليد 19/04/2001. بدأ مسيرته في الأكاديميّات. ابن مدينة بيروت انتقل إلى «القلعة البيضاء» بين مرحلتي الذهاب والإياب حيث خضع للتجربة في مرحلة الذهاب. مدربه رضا عنتر أتى به إلى الراسينغ بعد مشاركات عديدة مع منتخبات الفئات العمرية. في لبنان يعتبر مكاوي أن لاعب العهد محمد حيدر هو الأفضل محلياً، أما عالمياً فهو يفضل الفرنسي بول بوغبا. وعلى صعيد المنتخبات فهو يشجّع منتخب البرتغال، وريال مدريد على صعيد الفرق.

فؤاد عيد


شارك لاعب فريق طرابلس فؤاد عيد في العديد من المباريات كمهاجم صريح. مواليد 29/11/1998 حيث وضع المدرب فادي عياد ثقته فيه في أربع مباريات. بدايته مع فريق طرابلس كانت بالصدفة، حيث كان يلعب في مباراة ودية مع أحد الفرق في مواجهة طرابلس، حين شاهده المدرب اسماعيل قرطام، الذي ضمّه بعدها إلى فريق عاصمة الشمال وشارك مع النادي ومع منتخبات الفئات العمرية. يرى حسن معتوق مثالاً، وكذلك الأمر بالنسبة إلى كريستيانو رونالدو، ويشجع فريق ريال مدريد ومنتخب ألمانيا.

حسن قريطم


لاعب فريق طرابلس، من مواليد 19/02/2000 يشغل مركز الوسط حيث بدأ مسيرته الكروية مع فريق عاصمة الشمال. شجّعه أحد معارفه، وهو محمد حمد على الانضمام إلى طرابلس الذي يهتم بالمواهب الناشئة. استقبله المدرب الشهير اسماعيل قرطام أيضاً الذي اهتم به حيث شارك في جميع الفئات العمرية ومع المنتخبات السنّية. حين تسأله عن لاعبه المحلي المفضل يجيبك سريعاً: عباس عطوي «أونيكا»، أما عالمياً فهو يحب لوكا مودريتش، ويشجّع منتخب ألمانيا، وفريق مانشستر سيتي الإنكليزي.

خليل بدر


موسم 2018-2019 سيبقى محفوراً في ذهن لاعب الشباب الغازية المُعار من النجمة خليل بدر. هو نجل لاعب النجمة السابق عبد السلام بدر وابن شقيق الحكم الدولي المساعد سامر بدر. مواليد 27/07/1999 من بلدة برجا الشوفيّة. بدأ مسيرته الكروية بممارسة اللعبة كهواية في الحي ومع الأصدقاء، قبل أن يأخذه والده إلى أكاديمية أتليتيكو قبل أن ينتقل إلى النجمة، حيث فاز بلقب دوري الشباب مع الفريق وصعد إلى الفريق الأول قبل أن يُعار إلى الغازية، علماً أن عقده مع النجمة يمتد حتى عام 2020. شارك هذا الموسم في العديد من المباريات وسجّل خمسة أهداف وصنع أربعة. نجمه المفضل محلياً هو حسن معتوق، أما عالمياً ميسي، وهو أرجنتيني وبرشلوني، عندما يتعلق الأمر بالتشجيع.

حسن مهنا


مهاجم النجمة السابق ولاعب الصفاء حالياً. مواليد 29/1/1997. بدأ مسيرته الكروية مع أكاديمية ASA، قبل أن ينتقل الى شباب النجمة، حيث خاض موسماً واحداً معهم، ومن ثم صعد إلى الفريق الأول في أيام المدرب الروماني تيتا فاليريو. بعدها انتقل على سبيل الإعارة الى الشباب العربي، ومن ثم إلى الصفاء الذي وقّع معه رسمياً. مشاركاته مع الصفاء بلغت ست مباريات، وسجّل هدفاً كما صنع هدفين. يعتبر المهاجم اللبناني أن لاعب منتخب لبنان السابق محمد غدار من اللاعبين المميزين، وكذلك أكرم مغربي الذي لعب الى جانبه في النجمة، حيث دعمه مغربي في بداية مسيرته. عالمياً، يعبر مهنا عن إعجابه باللاعب الأرجنتيني ماورو إيكاردي، وهو من مشجعي منتخب ألمانيا وفريق بايرن ميونيخ.

حكمت الزين


من اللاعبين الشباب الذين حصلوا على فرصة المشاركة مع الفريق الأول في بطولة الدرجة الثانية. فتح له المدرب محمود حمود الباب. ابن العشرين عاماً، مواليد 10/3/1998، يلعب في مركز المهاجم الأيمن، وهو شارك في معظم مباريات فريقه في الدرجة الأولى هذا الموسم. انضمامه إلى شباب الساحل كان منطقياً كونه يقطن إلى جوار ملعب الساحل، وغالباً ما يتردد إليه. بدأ مسيرته مع شباب الساحل قبل سبع سنوات، ويأمل أن يكون مستقبله مميّزاً في الملاعب. على الصعيد المحلي، يعتبر الزين أن لاعب العهد محمد حيدر هو الأفضل في لبنان، أما عالمياً فمثاله الأعلى كريستيانو رونالدو. وهو معجب بمنتخب فرنسا ويشجّع فريق ريال مدريد.

مهدي الزين


لاعب نادي النجمة وهدّاف بطولة الشباب بستة وعشرين هدفاً، رغم أن مركزه هو الوسط المهاجم. بطل دوري الشباب لثلاث سنوات. هو من مواليد 23/05/2000. منذ وصول المدرب موسى حجيج إلى سدّة الإدراة الفنية بدأنا نجد الزين حاضراً في مباريات الفريق الأول. انضم إلى النجمة في موسم 2014-2015. ابن بلدة شقرا الجنوبية هو من عائلة نجماوية، ومن اللاعبين القلائل الذين انضموا إلى منتخب في الفئات العمرية ولم يكن موقعاً لنادٍ. كان ذلك عام 2014 مع منتخب الناشئين. يعتبر قائد النجمة السابق عباس عطوي مثاله الأعلى محلياً. أما عالمياً فلا يتردّد بالقول: ليونيل ميسي. على صعيد المنتخبات هو من مشجعي الأرجنتين، وعلى صعيد الفرق برشلونة.