لم تساعد الظروف انطلاقة تحضيرات منتخب لبنان الأولمبي لكرة القدم (دون 23 عاماً) استعداداً لتصفيات آسيا المؤهّلة إلى أولمبياد 2020. لا الظروف المناخية ساعدت، ولا اللوجستية أيضاً. فالأمطار الغزيرة التي هطلت على ملعب قصقص لم تساعد في إجراء التجارب التي انخرط فيها 32 لاعباً من أصل أربعين جرى استدعاؤهم، كما يتمنّى القيّمون على المنتخب. أما ملعب قصقص فبحدّ ذاته «قصة أخرى». إذ لا يمكن تخيّل إقامة تجارب للمنتخب الأولمبي على ملعب لديه أرضية مثل تلك الموجودة في قصقص. أرضية غير مستوية. حفر أقرب إلى الخنادق، عشب اصطناعي منتهي الصلاحية ولا يتمتّع بأي سماكة حتى بدا شكله أقرب إلى بساط بأرضية صلبة. ملعب لا يملك مرافق باستثناء غرفة حارس بلدية بيروت التي يعود إليها الملعب. بضعة مقاعد غير مسقوفة عليها ملابس اللاعبين التي تشبّعت بالمياه. لا يوجد سقف واحد يمكن أن يحتمي به المرء من المطر. هي قطعة أرض لا يمكن إطلاق اسم ملعب عليها، لولا لونها الأخضر والمرميان القائمان على جانبيها. مكان لا يمكن أن يليق بتجارب المنتخب الأولمبي قبل تصفيات آسيا. هي القصة ذاتها على صعيد الملاعب، لكن مهما كانت الظروف فمن المؤكّد أنّه كان بالإمكان أفضل مما كان.رغم ذلك قاد الصربي ميليتش كورسيتش (ميما) التجارب الأولى تحت إشراف المدير الفني لمنتخب لبنان ميودراغ رادولوفيتش. الأخير تحدث إلى اللاعبين قبل انطلاق التجارب، معتبراً أن الباب مفتوح أمام الجميع وأن هذا المنتخب هو عماد المنتخب الأول بعد سنوات.
استعدادات المنتخب الأولمبي بدأت للتصفيات التي ستقام على مدى ثلاثة أيام في العاصمة السعودية الرياض. إذ تغادر بعثة المنتخب في العشرين من آذار إلى الرياض، لتلعب ثلاث مباريات مع منتخبات الإمارات، والسعودية والمالديف في 22 و24 و26 آذار/مارس على التوالي، على أن تعود البعثة إلى لبنان في 27 منه. هذه التصفيات تؤهّل إلى بطولة آسيا دون الـ23 عاماً التي بدورها تؤهّل ثلاثة منتخبات إلى أولمبياد طوكيو 2020.
تجارب المنتخب الأولمبي لن تكون الوحيدة حيث من المفترض أن يخضع اللاعبون لتجربة أخرى يوم الثلاثاء المقبل على ملعب النجمة عند الساعة الحادية عشرة صباحاً. توقيت صباحي فرضه عدم إمكانية الحصول على ملعب خلال فترة بعد الظهر كما حدث أمس. حضر معظم اللاعبين، مع عدم استدعاء عددٍ من اللاعبين الذين يلعبون مع فرق بشكل مكثّف في مباريات الدرجة الأولى. غاب أندرو وصوايا ومحمد قدوح وحسين منذر وغيرهم، في حين حضر عدد كبير من اللاعبين إلى التجارب وخاضوا التمرين الأول. وحدهما لاعب الشباب الغازية خليل بدر، ومهاجم الصفاء حسن مهنا حضرا لكن لم يتدرّبا لتعرضهما لشد عضلي، خصوصاً أن بدر حضر إلى الملعب بعد جلسة علاج لدى الدكتور طوني خوري.
العديد من الأسئلة طُرحت حول استدعاءات اللاعبين وبعض الأسماء التي تم استدعاؤها إلى المنتخب. من استدعى اللاعبين وعلى أيّ أساس؟ فهناك بعض اللاعبين من الصعب الاقتناع بأن المدرب رادولوفيتش أو مساعده «ميما» يعرفانهم.
«الأخبار» عَلمت أن التوجه كان لاستدعاء ما يقارب الخمسة وثلاثين لاعباً، تتم «غربلتهم» ليصبح العدد 23 لاعباً، معظمهم معروف من قبل المدرب نظراً لمتابعته الدوري. لكن إزاء طلب أكثر من نادٍ منح الفرصة لبعض لاعبيه للحصول على فرصة للتجربة، جرى استدعاء ما يقارب الأربعين لاعباً. كما أن المدير الفني رادولوفيتش، رحّب بالفكرة حرصاً على مشاهدة أكبر عدد من اللاعبين علّه يجد لاعبين لم يكن يعرف عنهم قبلاً.
المهم أن التحضيرات انطلقت ولو متأخرة قبل شهر ونصف على التصفيات، وهي ستأخذ منحى تصاعدياً، حيث من المتوقع أن يكون هناك معسكر داخلي قبل السفر إلى الرياض لخوض التصفيات التي يأمل اللبنانيون أن تشهد إنجازاً للمنتخب الأولمبي يبشّر بالخير للمستقبل، رغم صعوبة المهمّة في ظل وجود منتخبي الإمارات والسعودية في المجموعة.