تنطلق اليوم مرحلة الإياب من بطولة الدوري اللبناني لكرة السلّة والتي تستمرّ على مدار تسعة أسابيع، تتنافس خلالها تسعة أندية من أجل الوصول إلى المراحل الإقصائيّة، والذهاب بعيداً في البطولة. وتشهد هذه المرحلة فترة توقف في شباط/فبراير المقبل بسبب خوض المنتخب اللبناني المرحلة الأخيرة من التصفيات الآسيويّة ـ الأوقيانيّة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم المقررة هذا العام في الصين، إضافة إلى فترة توقف أخرى بسبب مشاركة ثلاثة أندية لبنانيّة في دورة دبي الدوليّة لكرة السلّة.لم تكن مرحلة الذهاب من بطولة لبنان لكرة السلّة على قدر توقعات جمهور اللعبة في لبنان. الأوضاع الاقتصاديّة والإداريّة الصعبة التي تمر بها معظم الأندية اللبنانيّة، انعكست سلباً على أداء اللاعبين في البطولة. أنهى نادي الرياضي ـ بيروت مرحلة الذهاب متصدراً جدول الترتيب بخمس عشرة نقطة، من سبعة انتصارات وخسارة واحدة. أمّا نادي هومنتمن ـ بيروت بطل الموسم الماضي فقد أنهى مرحلة الذهاب في المركز الثاني بستة انتصارات وخسارتين، حاصداً 14 نقطة في البطولة، فيما ذهب المركز الثالث لنادي الشانفيل ـ ديك المحدة بنفس أرقام هومنتمن، والمركز الرابع لنادي بيروت بأربعة انتصارات وأربعة هزائم مع 12 نقطة، ومثلها لنادي بيبلوس خامس الترتيب. هذا بالنسبة إلى الأندية الخمسة الأوائل، أما بالنسبة إلى الأندية الأربعة الأخرى فاحتل هوبس المركز السادس بـ11 نقطة، ومثلها لنادي المتحد السابع، ونادي أطلس في المركز الثامن بـ10 نقاط من انتصارين وستة هزائم، أما نادي الحكمة «الجريح» فيقبع في المركز الأخير برصيد تسع نقاط من انتصار واحد وسبع هزائم.
نظرة سريعة على جدول الترتيب يتبيّن بصورة واضحة أن لا كبير هذا الموسم في دوري كرة السلّة. بطل الموسم الماضي نادي هومنتمن ووصيفه النادي الرياضي بيروت لا يقدمان المستوى المطلوب، أو بالحدّ الأدنى المستوى الذي ظهرا عليه في الموسمين الماضيين. نادي الرياضي بيروت يعاني مع جميع الأندية التي يلعب ضدّها، وأبرز مثال على ذلك ما حصل معه خلال مباراتي أطلس وهوبس خلال مرحلة الذهاب، وعدم استقرار المستوى في الفريق لعوامل عدّة، أبرزها عدم وجود الانسجام الكبير بين اللاعبين، وتراجع مستوى لاعبين آخرين. نادي هومنتمن الذي بدأ الموسم بصورة سيئة، استعاد بعضاً من مستواه في الأسابيع الأخيرة خاصة بعد عودة والتر هودج إلى مستواه والتعاقد مع مايك إيفيبرا الذي يقدم مستوى مميّزاً.
المفاجأة الكبرى كانت مستوى نادي بيروت وصيف بطل الأندية العربيّة، والذي وصل الموسم الماضي إلى المربع الذهبي. بيروت يبدو هذا الموسم بعيداً جداً عن مستواه الذي ظهر عليه الموسم الماضي، وهو ما دفع المدرب باتريك سابا مؤخراً إلى الإستقالة، كما لجأ النادي إلى تغيير بعض لاعبيه الأجانب. وتعاقد بيروت في الأيام الماضية مع أجنبي الرياضي السابق كوينسي دوبي، الذي من المتوقع أن يساعد النادي على العودة إلى مستواه في مرحلة الإياب. وكانت الخسارة التي تلقاها نادي بيروت أمام هومنتمن بفارق زاد عن 30 نقطة، هي المفاجأة الأكبر في مرحلة الذهاب.
بين الأندية الأربعة الكبرى هناك نادي الشانفيل. مستوى نادي المريميين غير مستقر هذا الموسم أيضاً، وربما السبب هو نفسه، أي كثرة الأسماء واللاعبين المميّزين داخل النادي، وهو الأمر الذي يؤثر سلباً على عملية التجانس وتوزيع الأدوار. ويضم الشانفيل أسماء كبيرة مثل فادي الخطيب، أحمد ابراهيم، دواين جاكسين، آتر ماجوك إضافة إلى علي مزهر وغيرهم من الأسماء القادرة على اللعب بشكل أساسي في مختلف المنافسات. وربما هذا العدد الكبير من النجوم يؤدي إلى عدم التجانس والانسجام داخل النادي، ولا يساعد الجهاز الفني الذي يرأسه المدرب فؤاد أبو شقرا على إجراء التدوير المطلوب بين اللاعبين.
الفترة الأولى من مرحلة الإياب لا شك أنها ستعطي صورة واضحة عن هذه الأندية، وعن قدرتها على الذهاب بعيداً في البطولة. أما الأزمة الأكبر فتبقى تلك التي يعيشها نادي الحكمة على المستويين المادي والإداري هي الأعمق، وهي التي تعطي صورة واضحة عن واقع كرة السلّة اللبنانية اليوم. وينتظر الحكمة في المرحلة المقبلة إجراء الانتخابات لاستعادة التوازن والخروج من الأزمة.
وبين هذا وذاك تبقى الإيجابيات مع ظهور أندية بيبلوس والمتحد ومن ورائهم أطلس بصورة جيّدة فنيّاً، حيث تمكنوا من إحراج أندية المقدمة خاصة نادي الرياضي ـ بيروت. وترجّح مصادر سلّوية أن يشكل ناديا المتحد وهوبس عقبة حقيقية أمام الأندية المنافسة على اللقب كالرياضي وهومنتمن.
مرحلة الإياب تنطلق بمواجهة بين هوبس والحكمة على أرض الأول الساعة (18:00) بتوقيت بيروت، فيما ستشهد هذه الجولة أيضاً ثلاث مواجهات قويّة جدّاً، الأولى تجمع الشانفيل بالمتحد (السبت الساعة 17:00)، والثانية تجمع بيروت مع نادي أطلس الفرزل (الأحد الساعة 17:00)، أما المباراة الأخيرة في الجولة فهي الأهم وتجمع بيبلوس بنادي الرياضي ـ بيروت (الاثنين الساعة 20:30) على ملعب الأول في مدينة جبيل.
ويستفيد نادي الرياضي من عودة صانع ألعابه المميّز وائل عرقجي، الذي بدأ يستعيد مستواه في المباريات الأخيرة من مرحلة الذهاب، والذي من المتوقع أن يستعيد مستواه بشكل كامل خلال المراحل الأولى من الإياب، قبل فترة التوقف الدولي.