خسارة قاسية تلقاها منتخب لبنان لكرة السلّة، أمام منتخب كوريا الجنوبية على أرض الأخير، ضمن منافسات الجولة الخامسة من تصفيات قارّة آسيا المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم لكرة السلّة، المقررة العام المقبل في الصين. انطلاقة مميّزة سجلها لاعبو منتخب لبنان في الشوط الأوّل، ولكن غياب التركيز، وظهور بعض اللاعبين بمستوى فنّي غير متوازن، أدى إلى تراجع المنتخب في الربعين الثالث والرابع، لينتهي اللقاء بنتيجة (84 ـ 71) لمصلحة منتخب كوريا. ومن جهته عجز مدرب منتخب لبنان السلوفيني ـ اليوناني سلوبودان سوبوتيتش عن إيجاد الحلول، للحد من خطورة الكوريين في الربعين الأخيرين من اللقاء، ليخسر المباراة. الخسارة لا يتحملها الجهاز الفني وحده، بل المسؤولية موزعة على اللاعبين والجهاز الفني على حد سواء، إذ لم يقدّم جميع اللاعبين المستوى المطلوب لتحقيق نتيجة إيجابيّة.
تفاصيل المباراة
بداية اللقاء كانت حذرة من الجانبين، فبعد مرور أكثر من 4 دقائق، كان الطابع الدفاعي هو المسيطر، لحين تحرر علي حيدر وآتير ماجوك من المنتخب اللبناني، اللذان سجلا في الربعين الأوّل والثاني نصف نقاط المنتخب اللبناني. ونجح حيدر في الربع الأوّل بتسجيل 5 نقاط مع 3 ريباوند (التقاط للكرة) وتمريرة حاسمة، فيما سجّل آتر ماجوك 7 نقاط، وقّدم مستوى مميّز تحت السلّة. وكانت النقطة الرابحة للبنانيين في الربع الأوّل هي الـ«ريباوند»، بإحراز 15 ريباوند، مقابل 4 فقط لكرويا الجنوبية. ومن جهة أمير سعود وعلي مزهر فكانت بداية اللقاء غير جيّدة لهما، فخسر المنتخب اللبناني 8 هجمات (تيرن أوفر) مقابل إثنين فقط على المنتخب الكوري. وانتهى الربع الأوّل من اللقاء بنتيجة (14 ـ 14). الربع الثاني من اللقاء شهد انتفاضة للمنتخب اللبناني، الذي اعتمد على الأسلوب الجماعي وهو ما ساعده على توسيع الفارق لمصلحته. دخل أحمد إبراهيم مكان أمير سعود، ونجح بتحقيق نقاط مهمة للبنان، عبر اختراقات تحت السلّة، ورمية ثلاثية في وقت مثالي، جعلت الفارق يصل إلى 8 نقاط (21 ـ 29). وساهم تألّق ماجوك تحت السلة اللبنانيّة، بالحد من نقاط الكوريين، فوصل الفارق إلى 11 نقطة (35 ـ 24) فيما انتهى الشوط الأوّل من اللقاء (35 ـ 24). ومن الأمور المهمة التي ساهمت بتفوّق المنتخب اللبناني في الربعين الأوّلين، هي نجاح الدفاع اللبناني بالحد من خطوة لاعب منتخب كوريا المجنّس ركياردو راتليف، الذي فشل بتسجيل أكثر من نقطتين في 20 دقيقة. وكان أفضل مسجل للبنان في الشوط الأوّل علي حيدر، مع 10 نقاط، 4 متابعات وتمريرتين حاسمتين.
نجح المنتخب الكوري بفرض إيقاعه في الربعين الثالث والرابع


انتفض منتخب كوريا الجنوبية في الربع الثالث من اللقاء، ونجح لاعبوه من تقليص الفارق والتقدّم بالنتيجة. اللاعب الكوري المجنّس راتليف تحرر من الرقابة وتمكن من تسجيل 12 في 10 دقائق، مع أداء جيّد على الدفاع. في هذا الربع كان التسرع واضحاً على أداء اللاعبين اللبنانيين خصوصاً أمير سعود الذي سدد أكثر من مرة عن خط الثلاثيّات من دون أن ينجح. وكان التأثير الكبير هو انخفاض مستوى كل من آتير ماجوك وعلي حيدر. وانتهى الشوط الثالث بتفّوق الكوريين بنتيجة (55 ـ 52)، كما حسن الكوريون أرقامهم، مقارنة بالربعين الأوّل والثاني. وانتهى الربع الثالث على 33 ريباوند للبنان، مقابل 26 لمنتخب كوريا، وفي نهاية الشوط ذاته كان منتخب لبنان قد نجح بتسجيل 3 رميات ثلاثية فقط من أصل 17 محاولة، فيما نجح الكوريون في 5 مناسبات من 11 محاولة.
في الربع الرابع والأخير استمر التراجع اللبناني مقابل صحوة كوريّة أوصلت الفارق إلى 16 نقطة. نجح المنتخب الكوري بفرض إيقاعه على المباراة، معتمداً على اللعب الجماعي وتدوير الكرة بشكل كبير قبل الوصول إلى سلّة منتخب لبنان. ومع انتصاف الربع الرابع ارتفع الفارق إلى 11 نقطة لمصلحة الكوريين (69 ـ 58)، مع تألّق للمجنس ريكاردو راتليف الذي سجّل نقاطاً حاسمة من المسافتين المتوسطة والبعيدة. وقبل ثلاث دقائق من نهاية اللقاء ارتفع الفارق إلى 15 نقطة (75 ـ60) لمصلحة الكوريين. حاول لاعبو منتخب لبنان العودة بالنتيجة، ولكن من دون جدوى، وظهر التعب والإرهاق البدني بشكل واضح على اللاعبين اللبنانيين لتنتهي المباراة بنتيجة (84 ـ 71). وربما كانت النقطة الأساسية في خسارة المنتخب، هي عدم مساعدة الفريق لعلي حيدر وآتير ماجوك، ما أجبر اللاعبين على بذل جهد كبير في الربعين الأوّل والثاني، وبالتالي هذا انعكس سلباً على اللاعبين في الشوط الثاني من اللقاء. وبالنظر إلى مجريات اللقاء، يبدو واضحاً أن الخسارة حصلت في أول 5 دقائق من الربع الثالث، وهي التي شهدت تراجع منتخب لبنان بشكل كبير، ليتمكن الكوريون من فرض إيقاعهم.
ويتوجه لبنان إلى الصين لملاقاة أصحاب الأرض ظهر يوم الأحد المقبل، وذلك في المباراة الثانية والأخيرة من منافسات الجولة الخامسة من التصفيات. وبعد الخسارة أمام كوريا، سيكون منتخب لبنان مطالب بالفوز على «التنين» الصيني لتعزيز حظوظه بالتأهل إلى المونديال السلّوي. واستفاد لبنان من خسارة منتخب الأردن أمام نظيره النيوزيلاندي بنتيجة (69 ـ 95) ضمن منافسات المرحلة ذاتها من التصفيات، لتبقى آماله حاضرة بالتأهل إلى بكين 2019. هذا وسيخوض منتخب لبنان مباراتين في كانون الثاني وشباط المقبلين في إطار الجولة النهائية من التصفيات. وبالتالي بات المنتخب مطالباً بالفوز في اثنتين من أصل ثلاث متبقية.